وطن بلا سيادة

«عيب» هي الكلمة التي أقل ما توصف بها هذه الإستباحة المروِّعة للبنان على أيدي ديبلوماسيين وموظفين أجانب سواء أكانوا من الشرق أم من الغرب…

إن ما شاهدناه باستمرار، وبلغ ذروته في الأيام الأخيرة يشير، بكلام واضح ومباشر، إلى سلسلة حقائق مؤلمة:

أوّلاً – إن معظم السياسيين عندنا خلقوا مرتهنين للأجنبي. ولعلهم إستمرأوا الإرتهان واستطابوا التبعية وغرقوا في الإستزلام الى لا حدود الوطنية والسيادة والكرامة.

ثانياً – إن الدول الأجنبية، كبيرها وصغيرها مروراً بمتوسطها، لا تنظر إلينا على أننا دولة! إنما تنظر إلينا على أننا عشائر وقبائل وأزلام! ومن أسف انها تتعامل معنا على هذا الأساس وإنطلاقاً من هذا المقياس وعلى هذا المعيار المخجل.

ثالثاً- هل يستطيع وزير من دولة عظمى ودولة وسطى، أو حتى مساعد وزير من دولة عظمى أو وسطى (أو الخ…) أن يتحرّك في اي بلدٍ من بلدان العالم كما يحلو ويطيب له أن يتصرّف عندنا، أم تراه يقصر لقاءاته على المسؤول وزعيم المعارضة (أحيانا) وحسب؟!

رابعاً – أليس أنّ بعض الزوّار صنفنا فئتين: فئة «له» وفئة ضدّه… وأجرى زياراته ولقاءاته على هذا الأساس؟! وهل هذا التصرّف مقبولٌ أو مستساغ أو مأذون له حتى في أصغر بلدان العالم وأقلها سيادة وأكثرها مشاكل وإشكالات وإنقسامات؟!الجواب بالطبع: لا! إذاً، لماذا يكون المرفوض في العالم قاطبة مقبولاً عندنا، نحن اللبنانيين، الذين هزلت حالنا وبان عجازها!

في تقديرنا إن الشعب غافٍ. إنه في غفوة أهل الكهف، وإلاّ لرفض علناً هذه الإستهانة التي يتعرّض لها لبنان، ولعبّر عن رفضه بالوسيلة المناسبة!

نقول هذا ولا يعنينا من قريب أو بعيد أي إنقسام في هذا البلد الذي يؤلمنا أن نراه سائراً الى الهاوية التي أوقعوه في قعرها!

السابق
فنجانان في اليوم..وكفى!
التالي
الرجال أكثر نميمة من النساء