اللواء: تنصل حكومي من تصريحات السفير السوري وميقاتي يؤكد لعسيري تقدير لبنان لدور المملكة

التعمية الرسمية على الاسباب التي حالت دون انعقاد مجلس الوزراء ظهرت في بعبدا، بذريعة الانشغال باستقبال الزائرين الايراني محمد رضا رحيمي نائب رئيس الجمهورية الايرانية والوفد المرافق له، والاميركي جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط، لم تنطل على اللبنانيين، الذين امضوا يوماً عادياً، على الرغم من الاضراب الذي دعا اليه الاتحاد العمالي العام، حيث اقتصر الاقفال في بيروت على بعض المدارس، وكان يوماً دراسياً عادياً في عدد كبير من مدارس العاصمة، في حين التزم بعض المؤسسات التجارية بالاضراب وسجلت حركة سير عادية في مختلف المناطق. الامر الذي حمل رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي للتأكيد لـ"اللواء" ان ما آلت اليه اوضاع الاتحاد العمالي مردّها تسييس قراراته.
وكشف مصدر وزاري لنا ان الخلافات حول السبل الآيلة الى الانفاق المالي، وحول شكل قانون الانتخاب الجديد وراء إلغاء جلسة مجلس الوزراء والابقاء على جلسة الاربعاء المقبل وليس انشغال المسؤولين بالمحادثات مع المسؤولين الايراني والاميركي.
واعتبر المصدر ان الساحة الداخلية دخلت مرحلة الانتظار الثقيل، متوقعاً البقاء في الدوران في حلقة مفرغة من الآن وحتى نهاية العام، حيث لا قرارات كبيرة ستتخذ على اي صعيد.
ورسم المصدر صور قاتمة عن الوضع اللبناني الداخلي معرباً عن مخاوفه من ازدياد حدة الانقسام العامودي والافقي بشكل يؤثر على كل مفاصل الحياة السياسية والمعيشية والمالية.
واليوم، يلتقي الرئيس سليمان الزملاء العاملين في قصر بعبدا، لوضعهم في الاجواء السياسية في البلاد، ومواقفه منها.

فيلتمان: ثلاثة عناوين
وفي اليوم الثالث لزيارته بيروت، التقى السفير فيلتمان رسمياً الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي، وسياسياً الرئيسين امين الجميل وفؤاد السنيورة الى قيادات بارزة في قوى الرابع عشر من آذار في منزل النائب بطرس حرب، واختتمت الزيارة بحفل استقبال سياسي – اعلامي في السفارة الاميركية في عوكر حضره وزراء ونواب كان من بينهم الوزير الارمني صابونجيان من قوى 8 آذار.
وكشف مصدر شارك في الاجتماع لـ"اللواء" ان السفير فيلتمان تناول مع قيادات 14 آذار ثلاثة عناوين:
1- التأكيد على الامن والاستقرار في لبنان والتشديد على التزام الادارة الاميركية بسيادة واستقلال لبنان، والحرص على عدم انتقال نار الازمة السورية الى اراضيه، مع المطالبة بأن تأخذ الحكومة اللبنانية خطوات ملموسة في مساعدة النازحين السوريين.
2- طرح الدبلوماسي الاميركي اسئلة مركزة حول فكرة الحكومة الحيادية التي تطالب بها قوى 14 آذار بعنوان رئيسي هو الاشراف على الانتخابات النيابية.
3- اكد السفير فيلتمان ان الازمة في سوريا طويلة لكنه شدد على ان لا عملاً عسكرياً اميركياً مباشراً في المدى المنظور ضد سوريا ولم يأت الغداء الذي أقامه النائب حرب على شرف فيلتمان بحضور قيادات من 14 آذار بجديد على صعيد المواضيع التي تناولتها جولات الموفد الأميركي على مكونات هذا الفريق، لكنها كانت مناسبة للدخول أكثر في عمق الملفات والتي شملت الملف الايراني حيث شرح فيلتمان وجهة نظر حكومته من هذا الملف وطريقة التعاطي معه وصولاً إلى حدّ الجزم بأن الحكومة الأميركية لن تسمح بأي شكل من الاشكال بامتلاك ايران القنبلة النووية، وان هناك وسائل وخطط معدة لمنع حصولها عليها، كما تطرقت المحادثات بالعمق والتفاصيل الدقيقة والمتشعبة الى الوضع السوري، وسمع الحضور من السفير فيلتمان كلاماً واضحاً مفاده ان النظام السوري آيل حتماً إلى السقوط ولن يفلح الموقف الروسي في تعويمه، مرجحاً اوقاتاً مختلفة لكنها ليست بعيدة جداً لسقوطه.
ووفق مصادر شاركت في اللقاء، فان الوضع اللبناني أخذ حيزاً وافراً من النقاش وكان تأكيد على ضرورة اجراء الانتخابات النيابية في موعدها، من دون التطرق إلى القانون الذي يمكن أن تجري على أساسه مع اعتقاد الموفد الأميركي بأن الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها حكومة الميقاتي، تجعل موضوع بقائها للاشراف على الانتخابات غير ممكن، لافتاً الي أن الانتخابات النيابية المقبلة سيكون لها بعد إقليمي بالتأكيد.
وأكّد فيلتمان امام الشخصيات الروحية ورؤساء الأحزاب المسيحية انه بوصفه موفداً من الوزيرة هيلاري كلينتون، فهو ينقل حرص الولايات المتحدة على وضع الأقليات في المنطقة ولا سيما الأقليات المسيحية منها، وانها عملت وتعمل لمنع قيام الأنظمة المتطرفة وهي تدخلت في مصر للحفاظ على النظام العام بين الأقباط والمسلمين.
رحيمي والآذان الصماء
وعلى الخط الإيراني، أنهى رحيمي زيارته إلى لبنان، بموقف أعلنه من حديقة مارون الراس عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية "إن قوى الاستكبار تعمل للفتنة في سوريا وان بلاده تدعم مقاومة "حزب الله" ضد إسرائيل، وهي ملتزمة باستمرار هذا الدعم"، وذلك بعيد محادثات شملت الرئيسين سليمان ونبيه برّي الذي أولم على شرفه والرئيس نجيب ميقاتي الذي وقع معه عدداً محدوداً من الاتفاقيات، فيما بقيت الآذان اللبنانية صماء على العرض الذي قدمه المسؤول الايراني في ما يتعلق بإنارة بيوت كل اللبنانيين عبر استجرار الكهرباء او بناء محطات جديدة لتوليد الطاقة.
ولاحظت مصادر وزارية لبنانية ان زيارة الوفد الايراني لم تحقق الاهداف الكبيرة المرجوة منها، اذ ان عدداً من الوزراء تردد سواء في ما يتعلق بالطروحات الايرانية او مشاريع الاتفاقيات او البروتوكولات، حيث اختصر منها ثمانية ووقع ثلاث فقط.
عسيري يرفض اتهامات علي
وعلى صعيد العلاقات السعودية – السورية والسعودية – اللبنانية، اعلن سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري ان الاتهامات التي ساقها سفير سوريا لدى لبنان علي عبد الكريم علي تفتقر إلى الادلة والبراهين وتوهم الرأي العام بأنها تمت بالتنسيق بين المسؤولين في الخارجية اللبنانية بعدما ساقها من امام قصر بسترس بعد لقائه الوزير عدنان منصور، علماً ان موقف الدولة اللبنانية الرسمي هو النأي بالنفس عن الاحداث السورية.
وكشف عسيري الذي زار الرئيس ميقاتي انه لمس منه ان الحكومة اللبنانية لا تتفق مع تلك التصريحات التي تتنافى مع تقديرها لمكانة المملكة العربية السعودية ودورها، وان جهود المملكة في اغاثة النازحين السوريين إلى لبنان هي محل غبطتها.
وجاء الموقف السعودي ردا على تصريحات علي الذي اتهم مسؤولين في كل من السعودية وقطر بالوقوف وراء باخرة الاسلحة التي اوقفتها البحرية اللبنانية في سلعاتا.
المستقبل تدعم
إقتراح عدوان
وفي مبادرة حسن نية، أيدت كتلة المستقبل اقتراح النائب جورج عدوان بتشريع الانفاق الحالي خلال شهرين. وأعلنت في بيان بعد اجتماعها الأسبوعي ان واجب الحكومة الدستوري والقانوني يلزمانها بإنجاز مشروع قانون موازنة العام 2012 واقراره وتحويله الى مجلس النواب وانه ينبغي عليها اعداد مشروع قانون يجيز ويغطي الانفاق المالي الذي يتخطى ما تتيحه القاعدة الاثني عشرية من الآن لغاية 30/6/2012 كحد اقصى من اجل تسيير عجلة الدولة وشؤون الناس ومختلف القطاعات والاسلاك، معلنة ان الكتلة على اتم الاستعداد للاسهام بإيجابية في دراسة هذا المشروع والمساعدة على انجازه واقراره في مجلس النواب على ان تكون الحكومة خلال هذين الشهرين القادمين قد انجزت مشروع الموازنة.
واكد عضو كتلة "المستقبل" النائب رياض رحال لنا ان اي محاولة لتمرير موضوع الـ 8900 مليار ليرة في الحكومة هو خارج الاطر الدستورية لانه لا يمكن مطالبة المجلس النيابي بفتح اعتماد بمفعول رجعي، وهو ما يعرض الأمر برمته إلى الطعن.

السابق
الحياة: السفير السعودي في بيروت لاحظ ان نظيره السوري أطلق اتهاماته من منبر الخارجية
التالي
الأنوار: لالخلافات تعطل مجلس الوزراء والسبب المعلن زحمة المواعيد