أحمد قبلان: اللبنانيون أمام مفاجأة غير سارة تستبطن شرا مستطيرا

ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وأبرز ما جاء فيها: "نعيش حالة افتراس واستذئاب، القوي يأكل الضعيف والغني يلتهم الفقير، ومنهجية حكم في لبنان إطارها الاستحواذ والاستئثار والتسلط، فالسلطة في هذا البلد ليست من أجل نظم الأمر، ولا من أجل بناء مجتمع كامل متكامل متضامن في السراء والضراء، بل السلطة في لبنان باتت مصدر انشقاقات وعامل انقسامات، بشعارات وعناوين مختلفة، الكل يتصارع عليها بعد إفراغها من مرتكزها الأساسي أي المسؤولية، لأن المسؤولية تعني أمانة، والمسؤولية في لبنان أصبحت خيانة التي لا يمكن أن تتواءم مع الأمانة".

وتساءل: "ما دمنا في بلد ديموقراطي وحرصاء على ما تعنيه هذه الكلمة، التي تقول بحكم الشعب، وبسيادة الشعب، أين هي سيادة الشعب في هذا البلد؟ الشعب في هذا البلد هم الموظفون والعمال والفقراء والمستضعفون فأين حقوقهم اليوم؟ ومن يتطاول عليها ويتجرأ حتى على أدنى حقوقهم وهي ربطة الخبز؟ أو أن الشعب اللبناني فقط هم المحسوبون والأزلام والخاصات. نعم إنها سلطة بائسة تمارس التعمية واللف والدوران، تقول بالمحاسبة فيما الصفقات والسمسرات والسرقات على قدم وساق، في كل الميادين وفي كل الاتجاهات، والأدهى في هذا كله، ما تتظاهر به هذه الطبقة السياسية من حرص شديد على المال العام، بحيث نجدهم جميعا يتسابقون في المطالبة بتشكيل لجان برلمانية لتحقيقات وهمية قد يوجه الاتهام في نهايته إلى الناس، على أساس أنهم هم من يخرب البلد وهم من يدمر الاقتصاد وهم من يرفع الأسعار وهم من يهدد الأمن والاستقرار، وهم من يفسد الأدوية والمواد الغذائية، وهم من يعطل الضمان ويعرقل الانفاق العام وهم من يوقف التعيينات ويحول دون إقرار الموازنات".

وأكد "أنها بدع جديدة تعود عليها اللبنانيون، إنه نفاق سياسي مستدام بكل ما للكلمة من معنى ينقل البلد من أزمة إلى أخرى ويضعه دائما في دائرة التمحورات والاستقطابات والاستهدافات".

وناشد الجميع ودعاهم إلى "طي صفحات الماضي ووقف المنازلات والسجالات غير المسؤولة، وعدم تأزيم الأمور وتعقيدها أكثر مما هي عليه، فلبنان واللبنانيون يكفيهم من المشاكل ما هم فيه من فقر وبطالة وخوف على المصير، وبخاصة بعد كل زيارة يقوم بها المبعوث الأميركي فيلتمان، الذي يعلن دائما عن تجديد دعم الإدارة الأميركية لسيادة لبنان واستقلاله".

وختم: "ثقوا، أيها اللبنانيون، بأنكم أمام مفاجأة غير سارة، وتستبطن شرا مستطيرا، فاحذروا أميركا وكونوا على يقظة تامة مما قد تستدرجكم إليه بهدف إقحامنا بما يجري في المنطقة وبالتحديد في سوريا وإدخالنا مجددا في المستنقع الإقليمي".

السابق
مجدلاني: لمنع المفوض السامي من تعكير علاقات لبنان مع محيطه العربي
التالي
القادري: لحكومة حيادية وسلاح محيد في كنف الدولة والشرعية