الأنوار: مجلس الوزراء يتجاهل الاضراب العمالي ويتجنب الملف المالي

نأى مجلس الوزراء في جلسته بالسراي مساء امس بنفسه عن جميع القضايا المعيشية وعن المطالب التي دفعت بالاتحاد العمالي الى تنفيذ الاضراب العام اليوم، واكتفى بنقل اعتمادات وقبول هبات وتأجيل كل الامور المالية الى جلسة اليوم في قصر بعبدا كما اعلن رسميا.

المقررات التي كان يمكن ان تعلق اضراب اليوم، لم تصدر، وقال رئيس الاتحاد العمالي غسان غصن ان الاضراب قائم، وهو تحذيري، وستتبعه اضرابات اخرى اذا لم تبادر الحكومة الى حل القضايا المطروحة امامها ولا سيما تثبيت سعر صفيحة البنزين.

ونفى غصن وجود اي مشاورات مع رئيس الحكومة او غيره من المسؤولين المعنيين في الوقت الراهن، وقال انهم منشغلون اليوم بأمور اخرى بعيدا من الاهتمام بشؤون الناس.
ورغم ان فئات واسعة من النقابات ستشارك في اضراب اليوم وبينها قطاعات النقل البري والجوي والضمان الاجتماعي والمصالح المستقلة، الا ان الاضراب لن يشمل المصارف والمدارس الكاثوليكية، والمحامين.
وقد برزت امس ملامح تضارب بين الاتحادات النقابية حيث قال رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال لبنان مارون الخولي بعد اللقاء النقابي لعدد من رؤساء النقابات والاتحادات العمالية المعارضة، ان اضراب اليوم هو خدمة كبيرة للحكومة الحالية وهو اضراب شكلي مدسوس بهدف تنفيس الاحتقان الشعبي الذي بدأ يتبلور بشكل كبير وعفوي من دون اي تحريك سياسي، وهذا الامر ارعب السلطة التي اعطت الامر لاتحادها العمالي بالتحرك لانقاذها من اي تحرك شعبي غاضب يسقطها في الشارع.

وقد أكد الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار أن اليوم هو يوم تدريس عادي، مشيرا الى أن المدارس الكاثوليكية غير معنية بالدعوة الى الاضراب.
وأشار إلى أن اتصالات جرت مع المؤسسات التربوية الاسلامية والمسيحية، وهناك شبه إجماع على أن يكون يوم غد يوم تدريس عاديا، مع العلم أن المدارس الخاصة لم توافق على تشريعات غير عادلة سببت إرباكا في صفوف لجان الأهل وإدارات المدارس وحتى المعلمين. وهذا ربما سيؤدي إلى إعلان إضراب حضاري من أجل لفت النظر إلى ضرورة تأمين العدالة عند القيام بالتشريعات.
ودعا الاب عازار جميع الاهالي الى عدم التقيد بدعوة الاتحاد العمالي، والى ارسال اولادهم الى المدارس لان الاساتذة سيكونون في انتظارهم في المدارس للتعليم.

الحكومة تنأى بنفسها
وقد ابتعدت الحكومة في جلستها مساء امس عن محرقة الملف المالي الذي يشهد تجاذبات واتهامات داخل الحكومة، وتركته الى جلسة اليوم في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية. ورأت مصادر سياسية ان الجلسة اليوم ستكون اختبارا لنيات القوى السياسية في ظل الحملات المتواصلة على الرئيس ميشال سليمان بسبب عدم توقيعه مشروع ال 8900 مليار ليرة.
وفي هذا الاطار دعا الرئيس نبيه بري امس لايجاد حل لهذه المشكلة التي تتسبب في تعطيل عمل الدولة ونظراً لانعكاساتها الخطيرة على القطاعين العام والخاص، علماً ان وزير المال محمد الصفدي يعد مشروع قانون جديداً يأخذ في الاعتبار ملاحظات لجنة المال والموازنة على المشروع الأساسي.

سياسيا، ولليوم الثاني على التوالي انشغلت الساحة السياسية بزيارة مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الذي يزور بعبدا اليوم، وبجولات السيناتور الاميركي جوزف ليبرمان الذي تفقد امس نازحين سوريين في الشمال.
في الموازاة كان نائب الرئيس الايراني محمد رضا رحيمي يجول في بيروت ايضا وسيلتقي اليوم الرئيس سليمان، والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
هذا، وعاد الوضع الامني الى الواجهة مساء امس مع تبادل لاطلاق النار في عكار ادى الى سقوط قتيلين و3 جرحى.
وافادت الوكالة الوطنية للاعلام عن مقتل الشقيقين احمد وخلدون الطرشا طالب، وجرح والدهما محمد وشقيقهما علي اثر تبادل لاطلاق نار بين افراد من عائلتي طالب والكيك في بلدة فنيدق – عكار.

كما افيد عن اصابة سيدة من آل طالب ايضا اصابتها طفيفة تمت معالجتها في مستوصف حرار، في حين تم نقل جثتي القتيلين والجريح علي الى مركز اليوسف الاستشفائي في حلبا.
وقد تدخل الجيش وحسم الوضع.

السابق
الشرق الأوسط: هيومان رايتس مئات المنازل أحرقت في إدلب رسالة مسربة من المعلم لأنان تدعوه للعمل على وقف التدخلات الأجنبية
التالي
النهار: الإضراب العمالي يظلِّل الخلافات الحكومية المتصاعدة