الباب لي بيجيك منو ريح.. صدّ الخطر الآتي منه

بدأ الجيش الاسرائيلي أمس ورشة إنشاء جدار من الباطون المسلح على امتداد اكثر من كيلومتر واحد على الحدود مع لبنان قرب مستوطنة المطلة بحسب متحدثة عسكرية، ليفصل بينها وبين بلدة كفركلا، وسط إجراءات أمنية من القوى العسكرية على جانبي الحدود شاركت فيها قوات "اليونيفيل"الى جانب الجيش اللبناني، في محيط بوابة فاطمة حيث رفعت القوات الدولية شباكاً حديدية لمنع أي احتكاك، أثناء قيام جرافات إسرائيلية بالحفريات في الجهة الأخرى.

ومن خلف غبار الورشة التي انطلقت صباحاً وانخرطت فيها 3 جرافات تحميها قوة مدرعة من 5 سيارات نوع "هامر"واكثر من 35 عنصراً اسرائيلياً لتسوية الأرض بمحاذاة السياج الشائك قبالة كفركلا، أطلّت مفارقة غياب اي صوت اعتراضي لبناني على الخطوة الاسرائيلية. مع العلم ان لبنان وحكومته لا قرار لهما في هذا العمل الذي اتخذته تل ابيب، ولا يحق لهما الاعتراض او القبول لان الجدار يُنفذ في الجانب الاسرائيلي، إلا ان هذا الصمت وطريقة التعاطى مع هذه القضية لا سيما من قبل حزب الله وحركة امل يوحي بطريقو ما ان السكوت علامة رضى.

 وقد كانت اسرائيل قد لمحت بلسان ضابط في قيادة الجبهة الشمالية لجيشها الى ان هذا الجدار هو مشروع موضعي "لكن ربما يتم توسيعه في المستقبل إلى نقاط احتكاك أخرى"، واستطراداً هل موافقة "حزب الله"، على السير بهدنة غير معلنة مع الدولة العبرية بعدما صارت "العمليات التذكيرية" للمقاومة في مزارع شبعا المحتلة بحكم المنتهية، وعمليات أسر الجنود غير مبررة بعد اقفال ملف الاسرى بين الجانبين.

 من جهة ثانية لاقى هذا العمل امتعاض الاهالي في منطقة كفركلا معتبرين حيث اكد مختار المنطقة عبر "الجديد" ان الاراضي المستخدمة للبنانيين، ومع ذلك فقد نجحت اسرائيل في تصوير بناء الجدار على انه في سياق دفاعي بهدف منع إطلاق نار مباشر او عمليات تسلل من الأراضي اللبنانية باتجاه اراضي فلسطين المحتلة. وعلى هذا الاثر اعلن قائد قوات اليونيفيل باولو سيرا ان هذا الجدار لمصلحة الطرفين وعلى اللبنانيين قبول عهذا الواقع وتقبله.

فهل يكون هذاالجدارٌ على طريقة "الباب اللي بيجيك منو ريح سدّو وستريح؟"، ام يصبح وسيلة اسرائيلية في ظل التهديدات المستمرة لتبرئة ذمتها مسبقاً من اي عمل هجومي مستفيدة من وضعية الانكفاء التي اتخذتها خلف الأسوار تحت شعار صدّ الخطر الآتي من لبنان؟

السابق
بري: لا نخاف اقتراع المغتربين
التالي
تطيير الانتخابات يبدأ بعد شهر