الشرق: هل انهارت خطة انان ؟

دعا رئيس بعثة المراقبين الدوليين الجنرال النروجي روبرت مود لدى وصوله امس الى دمشق كل الاطراف في سوريا الى وقف العنف من اجل انجاح خطة الموفد الدولي كوفي انان، في وقت قتل ثمانية اشخاص في اعمال عنف في البلاد.
وقال مود للصحافيين في مطار دمشق "أدعو الجميع الى وقف العنف ومساعدتنا على وقف العنف المسلح من كل الجهات (…) من اجل انجاح خطة كوفي انان".
واضاف "سنعمل على ان توضع خطة انان المؤلفة من ست نقاط والتي وافقت عليها الحكومة السورية موضع التنفيذ".
وتابع "لتنفيذ ذلك، لدينا الآن ثلاثون مراقبا على الارض، ونأمل بان يتضاعف هذا العدد خلال الايام المقبلة (…) وان يصل سريعا الى ثلاثمئة".
وقال مود "لا يمكن للمراقبين ان يحلوا كل المشاكل وحدهم، على كل الاطراف ان يوقفوا العنف وان يعطوا (العملية) فرصة".
وردا على سؤال عن بطء عملية انتشار المراقبين، قال ان ليس هناك بطء، بل "ان استقدام مراقبين من مناطق بعيدة في افريقيا… وآسيا، هو امر معقد" يتطلب وقتا.
وينص الاتفاق الموقع بين الحكومة السورية والامم المتحدة حول آلية عمل المراقبين على ان توافق دمشق على الدول التي سيستقدم منها عناصر البعثة الدولية.
وابلغ مسؤول في الامم المتحدة مجلس الامن الاسبوع الماضي رفض دمشق اي مراقب ينتمي الى دولة من مجموعة "اصدقاء الشعب السوري".
وينص القرار 2043 الصادر عن مجلس الامن الدولي الاسبوع الماضي على نشر 300 مراقب غير مسلح في سوريا للتحقق من وقف اعمال العنف. وحددت مهمة هؤلاء بثلاثة اشهر.
وكان قرار سابق اقر ارسال فريق من ثلاثين مراقبا الى سوريا للتحضير لمهمة البعثة. وسقط 362 قتيلا في سوريا، بحسب منظمة العفو الدولية، منذ وصول طلائع المراقبين قبل اسبوعين.

وبدأ تطبيق وقف اطلاق النار في سوريا، بموجب خطة انان، في الثاني عشر من نيسان. الا انه يسجل خروقات يومية. ويتبادل المعارضون والسلطات الاتهامات بخرقه.
وكان المتحدث باسم طليعة المراقبين نيراج سينغ اكد صباح امس ان عملية انتشار المراقبين "تتحرك باقصى سرعة ممكنة"، والامر يشكل "اولوية قصوى بالنسبة الى الامم المتحدة".
واستقر اثنان من طليعة المراقبين في كل من حماة (وسط) وحمص (وسط) وادلب (شمال رغب) ودرعا (جنوب) وكلها مناطق شهدت خلال الاشهر الاخيرة سخونة بالغة في اعمال العنف وعمليات عسكرية واسعة لقوات النظام وتفجيرات مختلفة تنسبها السلطات الى "مجموعات ارهابية مسلحة".

قتلى
وقتل امس اربعة جنود سوريين في انفجار وقع في مركز عسكري في ريف حلب في شمال سوريا، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان.
وقتل مواطن واصيب ثلاثة آخرون بجروح في سهل الغاب في محافظة حماة، "اثر اطلاق رصاص عشوائي من القوات النظامية السورية عليهم عندما كانوا في مزرعة في قرية الصالحية".
كما قتل مواطنان اثر اصابتهما برصاص قناصة في حي جورة الشياح في حمص.
وقتل مواطن اثر اصابته باطلاق رصاص خلال "حملة مداهمات نفذتها القوات النظامية السورية في حي الجورة في مدينة دير الزور (شرق) بحثا عن مطلوبين للسلطات السورية". واكدت صحيفتان سوريتان امس ان تنظيم القاعدة دخل سوريا وبات "يقود الارهاب" الذي تنفذه مجموعات مسلحة بتمويل من دول عربية واحتضان من الغرب.
هجوم بحري
من ناحية أخرى، قالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن مسلحين يستقلون زوارق مطاطية، هاجموا وحدة عسكرية سورية على ساحل البحر المتوسط السبت في أول هجوم من البحر منذ اندلاع الثورة والاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس بشار الأسد.
وحسب الوكالة فإن عددا من المسلحين والجنود قتلوا في المعركة التي أعقبت الهجوم الساحلي قرب ميناء اللاذقية على بعد 35 كلم جنوب الحدود التركية.
وطبقا لرويترز، فقد أبرز الهجوم، إضافة إلى مقتل 15 شخصا على الأقل في أعمال عنف بمنطقتين قرب دمشق، مدى تردي الأوضاع بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الأمم المتحدة والذي تحدثت الدول الغربية عن خطوات أشد صرامة في حال فشله.
وتنص خطة انان على وقف اعمال العنف وسحب الآليات العسكرية من الشوارع واطلاق المعتقلين والسماح بحرية الاعلام ودخول المساعدات الانسانية وبدء حوار حول عملية سياسية.
الصليب الاحمر
واعتبر رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر في حديث نشرته امس صحيفة "دير تسونتاغ" السويسرية ان خطة انان لحل الازمة في سوريا "في خطر". وقال "اعلق امالا كبيرة على خطة انان بنقاطها الست والتي تشمل بعثة الامم المتحدة المكلفة مراقبة وقف اطلاق النار"، مضيفا "للاسف، ادرك تماما ان هذه الخطة في خطر. ومن الاهمية بمكان اذا ان يتم تطوير البعثة سريعا".
وطالب "كل الاطراف المعنيين بالعنف باحترام القانون واظهار حس انساني".
وزار رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر ثلاث مرات سوريا، منذ بدء الحركة الاحتجاجية في منتصف آذار2011، وكان آخرها في بداية نيسان. وتمكن الصليب الاحمر الدولي بالتعاون مع الهلال الاحمر السوري من توزيع مواد غذائية ومساعدات انسانية على نحو 300 الف شخص في البلاد، وفق كيلنبرغر.
مخطوفان مجريان
في بودابست، ذكر متحدث باسم الحكومة امس ان المجريين الاثنين اللذين اعلن امس الاول انهما خطفا من مكاتب شركة يعملان فيها في جنوب شرق سوريا على قيد الحياة، وان "وزارة الخارجية والقنصلية المجرية في دمشق ومركز مكافحة الارهاب المجري يعملون معا ليلا ونهارا من اجل انهاء مسألة الخطف بطريقة سلمية في اسرع وقت ممكن".
واسفرت اعمال العنف الناتجة من قمع الحركة الاحتجاجية وتحول الوضع نحو نزاع مسلح خلال 14 شهرا عن مقتل اكثر من 11 الف شخص ودفعت عشرات الاف السوريين للنزوح الى بلدان مجاورة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

السابق
الحياة: تزامن زيارتي فيلتمان ورحيمي إلى بيروت وإيران تعرض على لبنان تعاوناً متعدداً
التالي
اللواء: فيلتمان الأربعاء إلى بيروت: على وقع إحتدام الإنقسام الداخلي والإنتخابات النيابية تُلهب السجال بين بعبدا والرابية