وهاب: أبلغت أنني مهدد من القاعدة

انه وئام وهاب مرة جديدة. لا يكفّ الرجل عن إثارة «الزوابع» اينما حلّ. لم يكن رئيس «حزب التوحيد العربي» بحاجة الى «عبوة بقعاتا»، ليجذب الانتباه اليه. قبل ساعات من الحادثة، كان زوار مواقع التواصل الاجتماعي يستمعون بالمئات، على «يوتيوب»، الى مقتطفات من حديثه الى محطة «ال بي سي» الذي هدّد خلاله الزميلة ديما صادق بالانسحاب من الحلقة بعدما رفض الرد على «سؤال مشبوه ومقصود»، كما قال، بشأن السياسة الخارجية السعودية. قبل ذلك، ايضا، للرجل سجّل طويل في استفزاز كثيرين، حلفاء وأخصاما.
صاحب اللسان السليط، وحليف سوريا الشرس، خبير جدا في فن استقطاب الأضواء ان هادن، أو ساير، أو هاجم، أو قلب الطاولة. يستفيق الوزير الأسبق امس على خبرين مزعجين: استهداف مكتب «حركة التوحيد» الاجتماعي والخدماتي، الذي كان من المقرّر افتتاحه في السادسة من مساء امس. ورسالة وليد جنبلاط، عبر «البريد الاعلامي»، التي يقول فيها إن موقف وهاب من قانون الانتخاب هو «موقف معلّمه بشار الاسد». يقول وهاب لـ«السفير»: «بشار الاسد ليس معلّمي، ووليد جنبلاط يعرف ذلك. الرئيس الاسد صديق وأنا حليف سوريا في السراء والضراء، ظالمة كانت ام مظلومة. وأنا لا أتذلّل لا عند العرب ولا عند سوريا ولا عند أمراء الخليج».
«المناوشات» بين الرجلين ليست جديدة، لكن سقفها بقي مضبوطا ومحكوما بـ«خط الرجعة» برغم التباعد الكبير في المواقف من أزمة سوريا. وهاب يؤكد، برغم الاحتقان السائد على خط المختارة – الجاهلية، ان لا علاقة للحزب التقدمي الاشتراكي بالتفجير «فوليد جنبلاط متضرّر مثلي تماما من هذا الانفجار الذي يبعد ستة كيلومترات عن منزلي (في الجاهلية) وكيلومترا واحدا عن منزله(في المختارة)، ولا أعتقد أنه يسمح بعمل من هذا النوع».
وقال وهاب انه تلقى مواقف مستنكرة من مسؤولي في الحزب الاشتراكي «فهناك من يستهدفني وجنبلاط في الوقت نفسه. وهذه محاولة لإدخال الفتنة الى الجبل، ولن أسمح بذلك حتى ولو على دمي»، مع العلم ان العلاقة الشخصية مقطوعة بين جنبلاط ووهاب في هذه الأيام.
كان وهاب يعتزم، بعد حصول الانفجار، الالتزام بموعد الافتتاح أمام المبنى الذي تضرّر الجزء الاكبر منه، لكن وفاة رئيس الهيئة الروحية الدرزية الشيخ ابو محمد جواد ولي الدين (أعلى مرجعية روحية درزية) دفعه الى التأجيل، والإبقاء على المؤتمر الصحافي الذي شكّل مناسبة ايضا لإعادة توضيح موقفه من قانون الانتخاب «لم أقل إنه اذا لم تعتمد النسبية فستكون هناك حرب أهلية. قلت ان «قانون الستين» أوصلنا سابقا الى حرب العام 1975. ولا شك اذا اعتمدنا قانونا بحجم الطوائف والمذاهب، مع التحريض المذهبي والطائفي الحاصل، فسنصل حتما الى حرب أهلية»، مؤكدا «انه سيكون لنا موقف من أي طرح يخالف النسبية». كانت هذه الرسالة موجهة حصراً الى وليد جنبلاط «المنزعج» من حماسة وهاب «الزائدة» لمشروع النسبية.

يؤكد وهاب لـ«السفير» تبلّغه منذ فترة من قائد الجيش العماد جان قهوجي معلومات «بأن «تنظيم القاعدة» يضعه على لائحة استهدافاته مع تخصيص جائزة لاغتياله». يضيف «أنا أعلم أني مستهدف. لكن فعلا أنا لا أعرف من هي الجهة التي تقف وراء استهداف المركز امس، مع ان هناك تهديدات أتلقاها عبر الانترنت من قبل بعض الظلاميين. وللاسف هناك جو غير صحّي يبث ضدي منذ أيام، يفتح المجال أمام استهدافات من هذا النوع».
مؤخرا احمرّت عين بعض حلفاء دمشق في لبنان على «المشاكس». تارة تروّج «كواليسهم» لخط «مفتوح» دشّنه وهاب مع الرياض حيّد بموجبه الملك السعودي شخصياً، وتارة لـ«علاقة أكثر من وطيدة» مع رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن…
في الثلاثين من آذار الماضي، تعلن السفارة السعودية في بيروت عن تلقيها من رئيس «حزب التوحيد» خطابا «يستنكر فيه بشدة عملية اختطاف نائب القنصل السعودي في اليمن». وفق البيان الصادر عن السفارة، اعتبر وهاب «ان استهداف الدبلوماسيين السعوديين يأتي في إطار استهداف دور المملكة في العالمين العربي والإسلامي».
كان هذا البيان كافياً لرسم علامات استفهام، لدى حلفاء دمشق في لبنان، حول «حماسة» وهاب غير المبررة حيال السعوديين في الوقت الذي تشارك فيه الرياض في محاولة حفر «القبر» للنظام السوري. يضحك وهاب حين يسأل عن سبب رشقه المستمر، من قبل حلفائه، بحجارة «مسايرة» المسؤولين السعوديين وانفتاحه المستجد على المملكة قائلا «وين فاتح معهم؟ أصلا أنا لا أعرف أحدا منهم. هل تضايقوا الى هذه الدرجة من برقية الاستنكار. «بعد ما خلصنا» من انزعاجهم؟ انها خطوة تدخل في إطار العلاقات الدبلوماسية لا أكثر ولا أقل. وهل كانوا يريدون مني أن أؤيد عملية الخطف لكي يرتاحوا؟».
يؤكد وهاب لـ«السفير»، ردا على تأكيد حلفاء دمشق في بيروت بأنه تلقى كلاما قاسيا من السوريين بسبب بيان الاستنكار، «منذ أكثر من شهر التقيت الرئيس بشار الاسد، وقبل أيام حظيت بتكريم في حمص. لم أسمع أي انتقاد على لسان أي مسؤول سوري ولم يعاتبني أحد، وأصلا لم يفتح أحد السيرة أمامي».
يصف وهاب علاقته بالسعوديين «بالعادية، فقد زرت السفارة للتعزية بولي العهد الامير سلطان، وكان هذا الاتصال الوحيد الذي حصل مع السفارة، تماما كما زارهم السفير السوري معزيا. والتقيت بالسفير السعودي علي عوض عسيري في «البيال» خلال حفل استقبال السفارة الايرانية». متسائلا «هل هذه هي القضية التي تشغل بال الشرق الاوسط؟».
في المقابل، يقول وهاب، «علاقتي جيدة مع السفير السوري. حيث التقيت به منذ يومين في منزل مروان فارس، وتناولنا الغداء معا منذ نحو ثلاثة أسابيع». على خط الضاحية، كان أحد مسؤولي «حزب الله» أول الواصلين الى دارة وهاب بعد حصول الانفجار. يؤكد «علاقتي استراتيجية مع «حزب الله»، وهناك اتصال يومي مع مسؤولي الحزب». ويوضح «لا علاقة تربطني بأحد من «تيار المستقبل» باستثناء النائب نهاد المشنوق الذي تربطني به علاقة صداقة شخصية، كذلك مع العميد وسام الحسن».

السابق
صحف الثورة السوريّة
التالي
في اليأس ومشتقاته