توأم مبارك: لم أنزل ميدان التحرير خشية الضرب

«توأم مبارك»، هكذا يطلق عليه كل من يراه لقرب الشبه الشديد بينه وبين الرئيس السابق حسني مبارك، وكما كان يخشى أن يعلن عن نفسه إعلاميا قبل ثورة 25 يناير والإطاحة بمبارك، أصبح أكثر خوفا بعد الثورة، حيث يخشى البطش به من قبل أي شاب ثائر قد يظنه مبارك.
مدحت أبوالعز، وهو مصري لايتعدى عمره الخمسين عاما، وصدق معه المثل المصري القائل: «يخلق من الشبه أربعين»، ولكنه لم يشبه مواطنا عاديا، وإنما كان يشبه رئيس الجمهورية السابق، ورغم أن أمثاله قد يبتسم الحظ لهم إذا كانوا في إحدى الدول الديموقراطية التي ترى منهم كنزا للدراما والسينما، إلا أنه في مصر قد يفتك به.
مدحت قال، في حوار مع «الراي»، إن «الوضع بعد ثورة يناير والإطاحة بالرئيس السابق، لم يكن تأثيره إيجابيا عليه، لأن أبسط المواقف التي أواجهها عندما يصرخ في وجهي المحيطون بي في الشارع أو مكان عملي أو حتى من أقاربه قائلين: (مالقتش غير الوجه دا تشبهه)».
ومع هذا قال،إن الحظ ابتسم له، فالشبه بينه وبين مبارك وفر له فرصة الحصول على بطولة فيلم وثائقي بعنوان «أروقة القصر» يجسد فيه شخصية مبارك، وتدور قصته حول اللحظات الأخيرة للرئيس السابق في قصر الرئاسة.
وهذا نص ما دار معه من حوار:
• حدثنا قليلا عن حياتك الاجتماعية؟
– أنا مواطن مصري من أبناء الطبقة المتوسطة، ومتزوج ولديّ بنت وولد في مراحل الجامعة، وأعمل الآن محاسباً تجارياً وأسكن في حي مصر الجديدة، وحياتي لحد كبير مثل أي مواطن مصري تمر بما تمر به البلاد، فيؤثر علينا الوضع الراهن والأزمات الاقتصادية وغيرها.
• ومتى شعرت بالشبه بينك وبين الرئيس المصري السابق؟
– بدأ هذا منذ أن كنت ضابطا احتياطيا بالقوات المسلحة وفي العام 1973 وكنت وقتها أواجه العديد من التعليقات من زملائي بأنني أشبه كثيرا الطيار حسني مبارك، خصوصا أن صورته داخل غرفة العمليات العسكرية كانت متاحة إعلاميا والجميع يعرف شكله، ونظرا لطبيعة عملي كضابط وارتدائي الزي العسكري كثيرا ما ظن المحيطون بي من الضباط وعامة الناس أنني مبارك، ولم يكن الأمر مقلقا وقتها، فقد كان مبارك مجرد قيادة في الجيش المصري، ولكن ما ان تولى رئاسة الجمهورية حتى بدأت المواقف المحرجة تحدث كثيرا.
• احكِ لنا بعضاً منها؟
– كنت أضطر أحيانا للذهاب لأكبر الفنادق نظرا لطبيعة عملي كمحاسب بعد ان انتهت فترة خدمتي في الجيش، وغالبا ما يتم عقد العديد من المؤتمرات للوزراء وكبار المسؤولين في قاعات هذه الفنادق ويصادف وجودي في الفنادق لإنهاء بعض الأعمال كمحاسب تجاري وبمجرد دخولي الفندق الذي يعقد به المؤتمر تحدث حالة من الارتباك بين العاملين فيه وبين المسؤولين المدعوين للمؤتمر أيضا، حيث يظنونني الرئيس مبارك وأسمع همساتهم وهم يقولون لبعضهم البعض «شوفوا تواضع الرئيس بيمشي من غير حراسة ومن غير موكب»، ويسارع جميع العاملين في الفندق لمصافحتي وعرض خدماتهم ولكن بمجرد أن أفصح لهم عن هويتي الحقيقية تنتابهم نوبة الضحك والاستغراب من قرب الشبه بيني وبين الرئيس.
• هل هناك صلة قرابة ولو من بعيد بينك وبين مبارك؟
– لا… مطلقا فالكثيرون ظنوا كذلك ولكن لا تربطني به أي صلة قرابة.
• لماذا لم تظهر إعلاميا قبل الثورة؟
– نصحني المحيطون بي بعدم الظهور وتجنب الأماكن التي يتواجد بها الإعلاميون حتى لا تسلط الأضواء عليّ، وبالتالي أتعرض للبطش من النظام السابق أو يتم استغلالي كبديل للرئيس مثلما كان يفعل عدد من الرؤساء مثل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وبالطبع كنت دائما أحاول تغيير هيئتي ولكن لم تفلح فأنا قريب الشبه له جدا، وللأسف أمثالي يمثلون كنزا، فأذكر أن هناك برامج إعلامية متخصصة في الوصول لأشباه المسؤولين وغيرهم كشبيه الرئيس الأميركي السابق بوش ولكن في مصر لا يوجد ذلك.
• وهل شاركت في ثورة 25 يناير؟
– لم أتمكن من المشاركة أو النزول لميدان التحرير خوفا من التعرض للضرب أو الإهانة أو الشتائم فقد يظن الثوار أنني سعيد بأنني شبه مبارك وأنني من مؤيديه وكنت أتمنى المشاركة في الثورة طالما أنها تنادي بالتغيير للأفضل.
• وهل تعرضت لمواقف محرجة بعد تنحي مبارك؟
– بالطبع تعرضت لمواقف كثيرة فهناك من ينظر إلي «بقرف» واستنكار ويبادرني بتساؤل «لماذا أنت شبيه بهذا الشخص» وكأنني مسؤول عن خلقتي، ولكن بدأت أتقبل الأمر فأبادر المحيطين بابتسامات حتى يتجاهلوا الشبه، كما أن ظهوري بالإعلام أكد للناس أنني مجرد شبيه وليس الأصل، وبدأت أخيرا في ارتداء نظارة رفيعة عكس النظارات السميكة لمبارك وارتداء الملابس الرياضية وطاقية حتى لاتظهر ملامحي بشكل كبير.
• وما تأثير ذلك على أبنائك؟
– أبنائي متفتحون ذهنيا واستطاعوا التأقلم مع الأمر، ولا يعبأون بملاحقات المحيطين أو تعليقاتهم المستفزة.
• هل ينطبق المثل القائل «مصائب قوم عند قوم فوائد» عليك حاليا؟
– من الممكن أن نقول كذلك… فقد كانت أمنيتي التمثيل وشبهي بمبارك وبعد تنحيه أتاح لي الحصول على بطولة فيلم «أروقة القصر» الذي تدور أحداثة حول أيام الثورة وأقوم بدور مبارك، ولقد تمنيت تلك الفرصة كثيرا ولولا تنحي مبارك وتركه السلطة ولولا شبهي به لما حصلت على فرصة التمثيل مع الكاتب أحمد مبارك والظهور الإعلامي ولكن حتى الآن لم أتقاض مقابلاً ماديا نظير بطولة الفيلم، وآمل أن يكون الفيلم البداية لخطوات مستقبلية أفضل.
• وهل تعرضت لمضايقات بسبب هذا الفيلم؟
– البعض يظن أن الفيلم عن قصة مبارك ولكن عن أحداث الثورة، فهناك من يرون أن عمل فيلم عن حياة مبارك أمر لا يستحقه، ولهذا أؤكد أن الفيلم عن الثورة المصرية وأحداثها داخل القصر الجمهوري وخارجه وليس عن قصة حياة مبارك كما أُشيع، والفيلم الآن في مرحلة التسويق.
• كيف ترى مبارك؟
– مثلي كمثل المصريين كنت أراه رجلا جيداً وأحبه، ولكن بعد أحداث الثورة وفتح ملفات الفساد أرى أن ما يجري عدل من الله، وبعدما حدث معه لا أتمنى مطلقا أن أكون رئيسا.
• هل تقبل الوقوف في القفص وتتم محاكمتك بدلا من مبارك؟
– تخيلت نفسي كثيرا أمثل في مسرحية «الزعيم» لعادل أمام وأني الرئيس البديل للديكتاتور ولكن في الحقيقة أرفض هذا الدور أن أمارسه في الواقع وقد عرض عليّ مبالغ طائلة من أشخاص مجهولين اتصلوا بي من أجل المحاكمة مكان مبارك ولكني رفضت، فالحياة لا يمكن تدميرها مقابل الأموال.  

السابق
هندي يحبس أمه سنتين في حظيرة ماشية
التالي
وليام وكيت… سنة زواج دون أولاد