الإخوان المسلمين…من أين لكم هذا؟!

لم أرَ جماعة تحب المال حبا جما، وتكدس المليارات من الدولارات، كجماعة الإخوان المسلمين، والمثير للحيرة أن مصادر أموالهم ما زالت وحتى يومنا هذا، غامضة، تارة يقولون انها تأتي من عائدات استثماراتهم في بلدان أجنبية، وتارة يقولون انها من تبرعات المنتسبين إليهم!

انتشار خلايا الإخوان في مفاصل الدول التي يتواجدون بها، كالكويت، ومصر، وهي المركز الرئيسي لهم، والأردن والمغرب وتونس وغيرها، مكنهم من ترسيخ نفوذهم، ووضع أيديهم على المؤسسات المالية وحلبها، وتوجيه الأموال إلى حيث تقبع حسابات الإخوان البنكية، وهكذا، هم في عمل دؤوب، لا وقت لديهم لتضييعه، في خطى حثيثة لتطبيق أجندتهم، وخصوصا أنهم يعتقدون أن الربيع العربي، ما كان له أن يأتي لولا ثورتهم في مصر وتونس، متناسين أن الشعوب العربية انتفضت لنيل كرامتها وحريتها، وليس لأجل عيون الإخوان المسلمين، وأكاذيبهم التي يروجونها بين الحين والآخر، أنهم صناع الثورة، وما هم في حقيقة الأمر إلا انتهازيين، ركبوا ذيل القطار في اللحظة الأخيرة!

لست هنا لأسرد قصص الإخوان القديمة، وعشقهم للمؤامرات، وتأليب الشارع ضد أنظمة الحكم، فهذه تحتاج منا إلى مجلدات ضخمة لتعدادها وذكر تفاصيلها، الظاهر منها والمخفي، ولكننا، نستغرب أشد الاستغراب من تقاعس الحكومات العربية، ومنها الكويت، عن متابعة تحركات أموال الإخوان المسلمين، ومن أين أتت، وما المنابع التي تدر هذه الأموال، والتي لا يُعرف أرقامها الحقيقية، وهل وصلت إلى الـ 50 مليار دولار! كثيرا ما تساءل المراقبون، والعارفون ببواطن الأمور، عن سر تضخم هذه الأموال التي تدخل حسابات الجماعة المتلونة، في الدول الخليجية، ولم يكن هناك من إجابة، أو حتى أدنى تعاون، تاركة حكومات هذه الدول، الحبل على الغارب لكي لا تغضب الغول الإخواني، وفي الوقت ذاته تتخوف من إثارتهم للمتاعب، رغم أن هذه الحكومات، لديها متسع من الوقت لتدارك الخطر المحيق، والمترتب على إطلاق يد هذه الجماعة للعبث بمقدرات الأمة، وتجييرها لمصالحها الحزبية، في سبيل تنفيذ أجندتها غير المشروعة، والهادفة إلى السيطرة على متلازمة الزعامة، منابع المال وكراسي الحكم،و لا شيء غيرهما، وهما هدفان لطالما سعت إليهما جماعة الإخوان المسلمين، منذ تأسيسها قبل 80عاما!…يبدو أن بني أمية في ليلهم الطويل،لم يسمعوا بقصيدة نصر بن سيار، إلا بعد فوات الأوان!   

السابق
هل تسلّم موسكو دمشق منظومة صواريخ اس 300 فيما بعد ؟
التالي
قلق أوروبي من فرنسا