الأنوار: سلسلة اضرابات تحاصر الحكومة وتهديدات اسرائيلية تلوح بالحرب

عشية جلسة مجلس الوزراء اليوم التي كان قانون الانتخاب يتصدر جدول اعمالها، وجدت الحكومة نفسها محاصرة بجملة تحركات مطلبية واضرابات، ستفرض نفسها على طاولة البحث. فبعد الاعتصامات المتوالية للقطاعات التعليمية، اعلن الاتحاد العمالي العام اضرابا عاما في مختلف المؤسسات العامة والخاصة يوم الخميس من الأسبوع المقبل، مترافقا مع اعلان المستشفيات التوقف النهائي عن استقبال مرضى الضمان. كما تخلت اتحادات النقل عن مفاوضاتها مع الحكومة، وقررت الاضراب غدا.
والى جانب هذه الازمات المتراكمة، جاءت التهديدات الاسرائيلية الجديدة للبنان مع التلميحات بالحرب، لتضع الحكومة امام مسؤوليات لا يمكن تجاهلها.
فعلى جبهة الإتحاد العمالي العام أعلنت هيئة مكتب مجلسه التنفيذي امس مضيّها في الإضراب العام في 3 أيار المقبل تحقيقاً للمطالب العمالية، وقد سبقه قرار من نقابة المستشفيات في اجتماع طارىء عقدته امس بالتوقف عن استقبال الموافقات الصادرة عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي اعتباراً من الاثنين 30 نيسان الجاري حتى إقرار مطالب المستشفيات والمباشرة بتنفيذها.
وبعد اجتماع بين وفد اتحادات النقل والرئيس نجيب ميقاتي عصر امس، قال رئيس اتحاد نقابات السائقين عبد الامير نجدة: لم يحصل اتفاق. وما استطيع تأكيده لجميع اللبنانيين والسائقين بأن الاضراب سينطلق غدا الخميس عند الخامسة صباحا وستتخلله تظاهرات في المناطق اللبنانية كافة، من الساحات الى مراكز المحافظات ومن امام مركز محطة الكولا.
وقالت مصادر وزارية ان هذه التطورات ستطرح في جلسة اليوم.

تهديدات اسرائيلية
ومع التحركات النقابية، وجّه الجيش الاسرائيلي تهديدات الى لبنان أمس، ولم يستبعد الحرب. فخلال جولة على الحدود الشمالية مع لبنان، وأمام وسائل اعلام أجنبية قال قائد وحدة العمق في الجيش الاسرائيلي غيريال هيرش: ان ايران البعيدة جغرافيا، قريبة جدا من اسرائيل. وقد نقلت حربها معها الى مناطق الحدود في الشمال بعدما بسطت نفوذها في لبنان عبر حزب الله وحوّلت سوريا الى ممر لترسانتها الصاروخية.
واعتبر هيرش لبنان الوضع الأخطر وقال ان القرى اللبنانية المحاذية للحدود تحوّلت الى قواعد ل حزب الله، وان الجيش اللبناني يخرق القرار 1701 في ظلّ هذه الأوضاع.
أما رئيس أركانه، فاعتبر ان احتمال وقوع حرب بات غير مستبعد أكثر من أي وقت مضى. وقال: في ظلّ التحديات الاستراتيجية الخطيرة من جميع الجهات المحيطة بنا، يتوجب علينا مهنيا وتنظيميا وعرقيا، الاستعداد لمواجهتها.
وفي ظل هذه الأوضاع، أعلنت اسرائيل عن مباشرة العمل الأسبوع المقبل في الجدار المقرر اقامته عند الحدود اللبنانية بطول كيلومترين وارتفاع عشرة أمتار في منطقة كفركلا.

مواقف سياسية
على الصعيد السياسي الداخلي، نوّهت كتلة المستقبل النيابية باقتراح لإنشاء لجنة تحقيق نيابية في موضوع بواخر الكهرباء وموزعي الخدمات، ودعت إلى تأليف لجنة تحقيق برلمانية ثانية للتدقيق بالحسابات المالية للحكومات المتعاقبة بدءا من العام 1988، أي منذ شغور موقع رئاسة الجمهورية وتعتبر كل ذلك أمرا أساسيا ومفيدا وضروريا لجلاء الحقائق أمام الرأي العام.
وكررت تمسكها باقتراح الحل الذي ورد في كلمة الرئيس فؤاد السنيورة في الجلسة والقاضي بالدعوة لقيام حكومة حيادية من غير المرشحين للإعداد وللإشراف على الانتخابات النيابية المقبلة والمرحلة التي تسبقها. واعتبرت هذا الاقتراح العملي فرصة مناسبة أيضا لنزع فتيل التشنج في البلاد.
اما العماد عون فقال امس: اليوم يحكى عن لجنة تحقيق، لن نسكت، ومن يملك وثيقة ليبرزها او ينضب ببيته اذا كان لا يملك اي وثيقة.
وانتقد موقف رئيس الجمهورية وقال: لماذا لا ينفذ رئيس الجمهورية المادة 52 والتي هي من صلاحياته؟ لماذا يريد ان ينفذ امورا ليست من صلاحياته، بينما يرفض تنفيذ امور من صلاحياته؟.
هذا، وعاد النائب وليد جنبلاط مساء امس من السعودية، وكان بيان لمفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي اعلن ان جنبلاط قام بزيارة خاصة الى المملكة العربية السعودية، حيث كان بضيافة النائب نعمة طعمة، واثناء الزيارة التقى وزير الخارجية السعودية الامير سعود الفيصل في حضور النائب طعمة ونجله تيمور.  

السابق
الحياة: أرمن لبنان للعرب في ذكرى المجازر: لا تنسوا أن تركيا ابادت شعوبكم
التالي
اللواء: جنبلاط يعود من السعودية كاشفاً عن لقاء مع الفيصل وحملة عونية على سليمان تسبق مجلس الوزراء