اللواء: جنبلاط في جدة يبحث عن تسوية.. و14 آذار تناقش الهيكلية مع السنيورة الإنتخابات تصطدم بالنسبية واقتراع المغتربين

يتحفز مجلس الوزراء الاقتراب من الملفات السياسية الشائكة، وفي مقدمها قوانين الاستحقاق الانتخابي والتعديلات الدستورية التي يمكن أن تطرأ عليها، مستفيداً من أجواء ما بعد المناقشات النيابية، ورغبة مختلف القيادات والأطراف في الحفاظ على الاستقرار العام في البلاد، مع العلم أن التفاهمات السياسية ما تزال بعيدة، سواء في ما يتعلق بقانون انتخابي على أساس النسبية، حتى ولو لحظ إنشاء مجلس الشيوخ، أو اقتراع المغتربين الذي يتمسك به رئيس الجمهورية، ولا يبدو أن وزارة الخارجية لديها الجاهزية المطلوبة للسير فيه.

وفي موازاة هذا الاهتمام المبدئي تفرض التطورات الأمنية نفسها بنداً على جدول الأعمال، وتكاد التحركات النقابية تقضّ مضجع السراي الكبير إن تجمّع أصحاب المطالب أمامها، أو كانوا يتحركون أمام الدوائر الحكومية في المحافظات.
وفي هذه الأجواء القلقة، ما تزال زيارة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط إلى المملكة العربية السعودية تستأثر بالاهتمام، ليس في أوساط 14 آذار فحسب، بل أيضاً في أوساط 8 آذار والمكوّنات الأخرى المشكّلة للحكومة الحالية، خصوصاً وأن تفاصيلها قد أحيطت بشيء من التكتم الإعلامي، رغم أنه كان تردد عن لقاء سيتم بين جنبلاط ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، كخطوة أولى لإعادة ترميم العلاقة الجنبلاطية مع المملكة.
وخلافاً للانطباعات التي أطلقتها بعض الأوساط السياسية في بيروت، فإنه من غير المتوقع أن تؤدي زيارة جنبلاط إلى جدة في إحداث أي تغيير في موقفه من الحكومة، والتي يبدو أنه سيستمر في مشاركته فيها عبر وزرائه الحاليين، لاعتبارات عديدة وبينها إصراره على الفصل بين الوضع الداخلي والسياسة الخارجية، ولا سيما ما يتصل بالأزمة السورية وعلاقاته العربية.

وأشارت مصادر مطلعة لنا إلى أن مواقف جنبلاط من الأزمة السورية قد ساعدت في كسر الجليد وإنهاء المقاطعة بينه وبين المملكة والتي حدثت على أثر تشكيل الحكومة الحالية، مستبعدة حدوث أي لقاء بينه وبين خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في هذه الزيارة، التي تستأثر المحادثات فيها، بنوع خاص على الوضع في سوريا.

عدا عن هذه الزيارة، ظل الاهتمام منصبّاً على الجدل الحاصل حول قانون الانتخاب، في ضوء اقتراح رئيس المجلس نبيه بري، الذي لقي رفضاً من قبل نواب "المستقبل" والحزب التقدمي الاشتراكي، فيما أيّده علناً كل من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" ومعهما رئيس الجمهورية الذي يدعم النسبية، معلناً ضرورة البدء بنقاش جدي وعملي في مشروع قانون الانتخاب، كي تبدأ التحضيرات اللازمة والمتصلة بالمشروع وبالبنود الواردة فيه، ولا سيما ما يتعلق منها باقتراع المغتربين الذي ناقشه، أمس، مع وزير الخارجية عدنان منصور لجهة أهمية إنجاز التشكيلات والمناقلات الدبلوماسية لتكون السفارات والقنصليات في الخارج جاهزة لملاقاة متطلبات الاستحقاق الانتخابي المقبل.
اقتراع المغتربين
وتعتقد مصادر حكومية، أن البدء العملي لمناقشة قانون الانتخاب سينطلق غداً في مجلس الوزراء، من باب اقتراع المغتربين الذي سيكون على جدول أعماله، علماً أن هذا البند دونه عقبات وتعقيدات متعلقة بجهوزية وزارة الخارجية، عبّر عنها الوزير منصور، سواء في التقرير الذي ارسله إلى مجلس الوزراء، أو في المقابلات التي أجراها مع اكثر من مسؤول، والتي اشارت إلى ان المسألة ليست سهلة بالصورة التي يطمح إليها المسؤولون، كاشفاً بأن الوزارة بعثت إلى 80 بعثة لبنانية في الخارج بين قنصلية وسفارة بضرورة تزويدها بمعلومات عن اللبنانيين المنتشرين في كل بلد، كاشفاً بأن اللبنانيين الذين سجلوا اسماءهم في السفارات لا يتجاوز الـ4900 شخص، معتبراً بأن هناك احجاماً من المغتربين عن تسجيل أنفسهم.
ومن جهته، اعتبر عضو جبهة "النضال الوطني" النائب اكرم شهيب، أن قانون النسبية المطروح اليوم يحتاج إلى إلغاء الطائفية السياسية، وإلى قانون أحزاب جديد، وأن تكون هناك برامج انتخابية على مستوى لبنان، موضحاً أن هذا يحتاج إلى قوانين ومراسيم، وكل ذلك يحتاج إلى وقت وقرارات جديدة، معرباً عن اعتقاده بأن الوقت لا يسمح اليوم أن نذهب إلى مثل هذا القانون.

ميقاتي إلى بروكسل
وعلى صعيد آخر، يتحضر الرئيس نجيب ميقاتي لزيارة بلجيكا ابتداء من مساء الأربعاء ولغاية يوم الجمعة، وهو كان عرض برنامج هذه الزيارة مع سفيرة الاتحاد الأوروبي في بيروت، حيث سيلتقي كبار المسؤولين ويزور مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
ولفتت مصادر حكومية إلى أن عناوين محادثات الرئيس ميقاتي ستتناول موضوع الشراكة ومشاركة قوات "اليونيفل" في الجنوب، بالإضافة إلى الوضع في المنطقة، ولا سيما التطورات الراهنة في سوريا.
وفي خضم الانهماك بالملف الانتخابي والدعوات المترافقة للاسراع في اعتماد قانون عصري، والخروج نهائياً من زواريب قانون 1960، ابدت مصادر وزارية خشيتها من امكان ان تعمد بعض القوى السياسية في الاكثرية إلى نسف الانتخابات برمتها، اذا ما استشعرت خطرا على مصير هذه الاكثرية، وتلمست عدم قدرة على الابقاء على الواقع الراهن والامساك بالحكومة في ظل المتغيرات والتحولات الاقليمية، خصوصا في سوريا، واشارت إلى ان حزب الله الذي قدم تنازلات للابقاء على هذه الحكومة، من تمويل المحكمة إلى التجديد لها لن يكون مستعدا لافلات الزمام الحكومي من يد الاكثرية، وتبعا لذلك اوضحت المصادر ان الاكثرية تتعاطى مع الانتخابات النيابية المقبلة على انها مصيرية ومفصلية ولا بد من تحقيق الفوز مهما كان الثمن، وذلك لا يتحقق الا من خلال اعتماد النسبية والدائرة الواحدة بحسب اقتراح بري.
غير ان المصادر اكدت بلغة الحسم رفض قوى 14 آذار لهذا المنطق في التعاطي، وسعيها إلى تطبيق روحية الطائف، مشيرة إلى انه في ما خص تقسيم الدوائر، فبورصة الترجيحات تميل الى توسيع الدوائر المعتمدة راهناً من دون احداث تقسيمات جديدة، مع بعض الرتوش في توزيع المقاعد النيابية، ولا سيما في ما خص المقعد الماروني الذي قد ينقل إلى جبيل، والمقعد الدرزي في بيروت والذي قد ينقل ايضا الى الشوف او عاليه.

هيكلة 14 اذار
وفي الموازاة، افادت مصادر نيابية شاركت في اللقاء الذي جمع رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة باللجنة النيابية السياسية المكلفة التحضير للمؤتمر الموسع لقوى 14 آذار في معراب، بأن زيارة اللجنة جاء في اطار الزيارات التي تقوم بها للوقوف على آراء وتوجهات الكتلة النيابية في ما خص تشكيل المجلس الوطني المقترح ووضع خطة لتفعيل عمل قوى 14 آذار.
واوضحت ان اللجنة ستلتقي ايضا رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وباقي فاعليات قوى 14 آذار وحلفائه.
تجدر الاشارة إلى ان جعجع سيلتقي اليوم في معراب رؤساء بلديات ومخاتير قضاء عاليه، في اطار اللقاءات التي يعقدها مع رؤساء بلديات ومخاتير المناطق اللبنانية، بعد اللقاءات الثلاثة السابقة والتي كان آخرها لقاءه مع رؤساء بلديات بعبدا، بهدف التواصل وتعزيز العلاقات وترسيخ سياسة الانفتاح، من دون ان يكون لها بعد انتخابي بطبيعة الحال.
وأوضحت مصادر قواتية ان المشاركة النيابية في اللقاء سيكون لها رمزية معينة، لا سيما وان معظم رؤساء البلديات هم من الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث سيؤكد جعجع على تعميق العلاقة بين الدروز والمسيحيين وايضا بين "القوات" والحزب الاشتراكي، كما ان الدولة هي ضمانة كل المجموعات وضمانة حرياتهم، وان لا عودة للحرب، ولا تراجع عن خط الانفتاح الذي تسلكه معراب، وسيكرر كما في اللقاءات السابقة ان المختارة هي معراب، ومعراب هي المختارة.

علي في اليرزة
أمنياً، لفت الإنتباه، أمس، زيارة السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي لقائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة. وكشفت مصادر ان البحث تناول الوضع على الحدود اللبنانية – السورية، ولا سيما عمليات تهريب الأسلحة، التي اعتبر وزير الداخلية مروان شربل، انها باتت عملية تجارية مربحة للمهربين، لافتاً إلى ان لا هدف سياسي من وراء تفجيرات صور، إذ انها ليست المرة الأولى التي تشهد المدينة مثل هذه التفجيرات عازياً السبب في ذلك إلى منع بيع الكحول في هذه المحال.
وعن الوضع في طرابلس، لفت شربل إلى انه يجب ألا يكون هناك انقسامات سياسية في لبنان، ويجب ان لا نختلف مشيراً الى ان هناك فريقاً مع النظام السوري وآخر ضده، ولا شيء اسمه مظاهرات مرخصة.
وكانت الاتصالات قد نجحت في لملمة الجراحات التي حصلت في المدينة، على أثر الاشتباكات التي حصلت في محلة أبي سمراء وأدت إلى جرح 4 أشخاص، وتم تسليم مطلقي النار على التظاهرة السيارة التي جابت شوارع المنطقة منددة لممارسات النظام السوري، وتبين ان جوهر المشكلة هو خلاف على موقف سيارات.
إلى ذلك شككت مصادر أمنية لبنانية بالاخبار التي تحدثت عن مقتل المطلوب عبد الغني جوهر اثناء قصف الجيش السوري لبلدة القصير الحدودية، وأوردت تساؤلات عدة عن النعي المنشور على جدران بلدته ببنين في عكار، مشيرة إلى ان القوى الأمنية تقوم بملاحقة الأمر لمعرفة الجهة التي سربت النعي، علماً ان مصادر المعارضة السورية نفت مقتل جوهر لكنها لم تنفِ وصوله إلى الأراضي السورية حيث كان ينتقل باسم "عمر".

السابق
الشرق الأوسط: قوات الأسد تتجاهل تحذيرات أنان وتقصف حماه
التالي
الانباء: جنبلاط في السعودية.. و8 آذار تصعِّد بالنسبية الانتخابية والتشبيح المسلح يجرح متظاهرين ضد الأسد في طرابلس