الصهر الخطير

يفعلها مجدداً الصهر العزيز، الوزير الاستثنائي، يحكي عن محاولة اغتيال الدكتور سمير جعجع وكأنها تلفيق ذاتي، ويتهم 14 آذار بالتحضير لعمليات اغتيال سياسية!. وذلك بعد أن كان هو ومعلّمه قد حكيا سابقاً كلاماً مريضاً عن اغتيال رموز "ثورة الأرز" وركنا على مدى السنوات الماضيات في خانة المناوئين للتحقيق الدولي وسعي الساعين الى العدالة.

يعرف ويبلف الوزير الخطير. ويحاول الإيحاء دائماً انه صنو الفرادة. لأجله تقوم الدنيا وتقعد. تُعلّق حكومات وتطوّب وزارات. ويتخلخل الإطار التنظيمي والعائلي لتياره السياسي، وتوضع منذ الآن تفاصيل التركة كي تليق به باعتباره كبير الورثة والمؤتمن عليها.. ولأجله يبلع كبار المجلسيَن، النيابي والوزاري ألسنتهم، باعتبار ان شرشف الممانعة المشلوح فوق رأسه أمتن من أن تمسّه "ملاحظات" من هنا عن عمولات وصفقات أو "عتب" من هناك بسبب مدّ اليد الى صحون الآخرين ومحطاتهم ومولّداتهم وكهربائهم ومنشآتهم ومراكز نفوذهم!

لكن الفرادة المعطاة، لا تعوّض في شيء عن القصور الذاتي. عن ضمور الصدقية وانعدامها. وعن تراكم الفشل في كل أداء انتخابي ووزاري وشخصي وشعبي. حتى صار الأمر مضرب المثل: عن رعونة تلازم طيش الأعمار المراهقة، وعن أداء عبثي يزاوج بين تذاكي اللصوص وقلّة المردود، حيث ان أغبى الناس من يستغبي الناس. وحيث ان الفطرة ملكة الأحكام. وحيث ان تلك الفطرة مرادفة للبراءة. وحيث ان هذه البراءة لا تخطئ في أحكامها: لم يقدّم كل ذلك النفخ الافتعالي في الدور والتوزير والمال المدرار، جواز مرور يوصل الى ثقة الناس به. ولا شيء فوق كل ما سلف يمكن أن ينتج شيئاً مختلفاً.

يعرف ذلك الصهر الخطير ومعلمه معه.. يعرفان بالتأكيد ان الناس تنفضّ شيئاً فشيئاً باتجاه آخر، وإن كثيرين انتبهوا الى الفارق الجوهري بين تجّار الشعارات وأهل المكرمات، وبين الانتهازي الساقط والمبدئي الصاعد.. وبين الموتور والمقهور!
على الهامش تماماً: قال النائب عاصم قانصوه أمس انه كان على خلاف سياسي مع النائب ميشال عون باعتباره كان مسؤولاً عن "حرب الإلغاء" التي أدت الى سقوط ألفي قتيل.. ثم انه كان في صدد طرح الثقة بالوزير جبران باسيل لكنه تريث كي لا يقدّم خدمة الى المعارضة… شهادة من أهل البيت، وهي بألف ألف شهادة. ولا زيادة عليها!

السابق
المستقبل يُحصي المغتربين
التالي
وجه نحس؟!