البحر يبعدك عن الاكتئاب

كثيرون هم الشعراء الذين تغنّوا بالبحر وأجوائه الرومانسية، ويبدو أيضاً أن العلماء يسيرون على هذا الدرب فقد أظهرت دراسة جديدة أن المشي على شاطئ البحر يترك آثاراً إيجابية على صحتك "العاطفية والنفسية" تفوق المشي في متنزه أو حديقة أو حتى في الأرياف الهادئة، فالشاطئ بحسب الدراسة هو المكان الأمثل لرفع روحك المعنوية وشحذ همتك ونشاطك.
وتطوّع 2750 شخصاً للمشاركة في هذه الدراسة التي أجرتها كل من جامعتي "بنسلفانيا" و"بليموث"، واستمرت لمدة سنتين في محاولة لبحث مدى تأثير البيئات الطبيعية المخلتفة على هؤلاء الأشخاص، والاختلاف في استجابتهم لتلك البيئات من حيث الإحساس بالهدوء والسكينة والراحة.

وبعد مقارنة الباحثين لما أبداه المشاركون من آراء حول كل من تجربة شاطئ البحر والريف والحدائق، لاحظوا بأنه وعلى الرغم من أن جميع تلك الأماكن "الطبيعية" السابقة كانت بحسب تقييم المشتركين أماكن منعشة ومرتبطة بمشاعر إيجابية إلا أن الشعور الأكبر بالسعادة والاسترخاء والمتعة كان من نصيب البحر، وقد ظلّت النتائج مشابهة حتى عندما أخذ الباحثون بالحسبان عوامل كعمر الشخص والمسافة التي اضطر لقطعها حتى يصل إلى المكان المرجو، والنشاطات التي كان يمارسها، بل وحتى بصرف النظر عن الأشخاص المرافقين له.

واستحوذ "شاطئ البحر" على التصنيفات الأعلى من حيث إيجابية تلك التجربة، وذلك من قبل جميع الفئات العمرية المشاركة وتحت كل الظروف، وبالأخص لدى أولئك الذين كانوا يسافرون وحدهم حيث عبروا أكثر من غيرهم عن المتعة التي كانوا يشعرون بها كلما لامست نسائم البحر وجوههم وكلما ترامت إلى أسماعهم صوت أمواجه.

وعلى الرغم من عدم وجود دلائل واضحة عن السبب الذي يجعل من السواحل أمكنة أكثر "إنعاشاً" من غيرها، إلا أن الدكتور ماثيو وايت وهو أبرز المشرفين على الدراسة لمّح إلى إمكانية أن يعكس ذلك "تفضيلاً فطرياً لمناظر وأصوات المياه"، كما أن ذلك قد يكون عائداً إلى ثقافة متوارثة أو ذكريات سعيدة مرتبطة بذلك المكان منذ الصغر.

السابق
بناء الجدار الإسرائيلي قبالة كفركلا الأسبوع المقبل
التالي
جولي تتفقد لاجئين كولومبيين