الأنوار: الوضع الامني يشغل الحكومة

لم تطل سكرة الحكومة بالثقة التي نالتها في البرلمان، حتى عادت فكرة الملفات الساخنة والخلافية، وتجددت التباينات بين قوى الاكثرية. ولم ينجح الهروب من مشاكل التعيينات والتلزيمات الى قانون الانتخاب، في اخفاء التناقضات، بل ان الحملات التي تعرضت لها الحكومة من بعض مكوناتها امس، وضعت حدا لسياسة التمويه التي اعتمدتها.
وسط هذه الاجواء المتنافرة يعود مجلس الوزراء الى الانعقاد في قصر بعبدا صباح غد، وعلى جدول عماله 62 بندا من بينها اقتراع اللبنانيين المغتربين في انتخابات 2013، فيما تغيب التعيينات باستثناء تعيين مدير عام للمناقصات، والمعالجات التي تتناول شؤون الناس.

وتوقعت مصادر وزارية ان يحضر بند الاضطراب الامني على طاولة مجلس الوزراء بعد التفجير الذي استهدف مطعما في صور ليل امس الاول وألحق اضراراً جسيمة في المبنى والمحلات المجاورة.
واظهرت التحقيقات امس ان الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة استهدفت المطعم الذي يقع في الطابق الاخير من مبنى مؤلف من ثلاث طبقات، شرق مدينة صور، ما ادى الى اصابة 4 اشخاص من عمال المطعم بجروح طفيفة هم: اللبنانيان حسن جمعة ورضا عوض والفلسطينيان يحيى حجازي وأنور مصطفى، إضافة الى اضرار مادية كبيرة في المطعم ومحتوياته.
كما ادى الانفجار الى اضرار في مطعم آخر يقع في الطابق الارضي من المبنى واضرار في سوبر ماركت، وإصابة عدد من السيارات بأضرار جسيمة كانت مركونة في المكان.
كما ينتظر التطرق الى التوتر الذي تعيشه طرابلس بعد اطلاق النار على مسيرة مؤيدة للشعب السوري ليل امس الاول. وقد شهدت المدينة هدوءا حذرا امس في ظل اجراءات امنية مشددة للجيش والقوى الامنية، وفي ظل مواقف لفعاليات المدينة تطالب بملاحقة المتورطين وباعتماد الشدة في فرض الامن.

اشتباك بين البدو
وفي الاطار الامني ايضا وقع عند العاشرة من ليل امس اشتباك بين عشيرتين من البدو القاطنين منذ اعوام في منطقة ديرزنون عند الطريق الدولية التابعة لبلدة برالياس عقاريا، تخلله اطلاق نار من بنادق حربية ومسدسات وبنادق صيد. كما استعملت السكاكين لتمزيق الشوادر التي يسكنون تحتها، قبل احراقها بزجاجات من البنزين.
وقد تفجرت عدة قوارير غاز بسبب النيران التي اتت على مساحات واسعة من الخيم والبيوت المعدنية، مما اجبر سكانها على الفرار.
وقد حضرت وحدات من الجيش اللبناني، وضربت طوقا امنيا محكما حول المكان كما حضرت عناصر قوى الامن الداخلي، وسيارات الدفاع المدني اضافة الى عناصر الصليب الاحمر اللبناني الذين قاموا بعملية واسعة بين ألسنة اللهب بحثا عن عدد من الاطفال الذين فقدوا اثناء الاشتباك.
حملات على الحكومة
سياسيا، خرج نواب كتلتي الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط عن المهادنة، ووجهوا انتقادات الى الحكومة حول معالجاتها للقضايا المعيشية ولتوجهات بعض وزرائها.
فقد تحدث النائب علي بزي عضو كتلة رئيس المجلس عن استمرار ارتفاع اسعار المحروقات والمشتقات النفطية، مع استمرار غياب معالجة جدية وجذرية لهذه الازمة المضافة الى الازمات التي تعانيها خزينة الدولة والمواطن. أضاف: هذا يدعونا الى التحذير من استمرار الوضع الذي بات ينذر بأزمات وتوترات اجتماعية، إذ بات ملحا وضع خطة استراتيجية متكاملة لقطاع النفط والمحروقات في لبنان بشكل عام.
اما النائب اكرم شهيب عضو كتلة جنبلاط فكان اكثر عنفا في موقفه وقال: نحن في بلد، كل وزارة فيه دولة. ففي ذمة وزارة الاتصالات أكثر من مليار ونصف مليار دولار حق للبلديات وللتنمية وليس للتوظيف السياسي، وفي الوزارة وزير يحجب داتا المعلومات عن الأجهزة الأمنية الرسمية، وما أدراك ما حجب الداتا على استقرار وأمن المواطن والوطن. نحن في بلد الانتظار! ننتظر صفارات أساطيل الكهرباء في المرافئ المكهربة. والمعلمون المتعاقدون في مدارسنا الرسمية ينتظرون بدل التعليم والتثبيت والمواطن ينتظر النقل لعام الذي نطالب بتفعيل وتجديد أسطوله ونسأل مع الناس. لماذا التعامي الحكومي عن الارتفاع غير المعقول في اسعار المحروقات. والناس قد احترقت رواتبها والزيادة عليها بنار المحروقات الحارقة. نحن في بلد بحاجة الى شبابه المنتظر لفرصة للعمل لا لبطاقة للسفر.
ضبط ذخائر
هذا وصدر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش البيان الآتي: في إطار الحفاظ على الأمن والإستقرار ومكافحة أعمال نقل السلاح والإتجار به، أوقفت مديرية المخابرات في منطقة بيروت المواطنين ح.أ وم.أ والمدعو م.م من التابعية السورية، لحيازتهم كمية من الذخائر المتوسطة والخفيفة ومحاولة نقلها بواسطة سيارة بيك آب بهدف الإتجار بها. وقد تم تسليم الموقوفين مع المضبوطات الى القضاء المختص.

وكانت الوكالة الوطنية للاعلام أفادت أن مخابرات الجيش أوقفت في بيروت شابين لبنانيين من آل حمود وثالثا سوري الجنسية من آل محمد بعد ضبطهم مع سيارة بيك آب محملة اسلحة وقذائف مضادة للدروع، تتجه نحو الحدود اللبنانية – السورية.
وفي دمشق، قالت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان الجمارك السورية ضبطت أمس سيارة لبنانية محملة بانواع من الاسلحة اثناء محاولة ادخالها الى الاراضي السورية.
وذكرت الوكالة ان امانة جمارك مركز جديدة يابوس الحدودي مع لبنان ضبطت كمية كبيرة من الاسلحة والذخائر داخل سيارة سياحية تحمل لوحة لبنانية يقودها مواطن لبناني الجنسية وبرفقته مواطن سوري اثناء محاولة ادخالها الى سوريا.
ونقلت الوكالة عن مصدر في الضابطة الجمركية ان الاسلحة المصادرة شملت قناصة، ومنظارا خاصا بها وقاذف ار بي جي وثلاثة رشاشات سنوبال واربعة مسدسات و53 جهاز تفجير عن بعد. كما شملت 11 قذيفة ار بي جي و1 حشوة دافعة و8 قذائف هاون وناصب رشاش،

بالاضافة الى كمية كبيرة من الذخائر، بحسب المصدر. واشار المصدر الى ان الاسلحة كانت ضمن مخبأ سري بالسيارة خصص لهذه الغاية.
وفي تطور حرك الوضع السياسي، تقدم النائب جورج عدوان امس من رئاسة مجلس النواب بطلب لإنشاء لجنة تحقيق برلمانية حول عدم مراعاة الحكومة للقوانين في ما يتعلق بوجود صفقات وتحديداً في قضيتي بواخر الكهرباء وتلزيم مقدمي الخدمات الكهربائية. وقد وعد الرئيس بري بوضع الطلب امام اول اجتماع لهيئة مكتب المجلس النيابي.

السابق
وفاة والدة الاعلامي وليد عبود و”بموضوعية” تغيب هذه الليلة
التالي
الحياة: قوى في المعارضة تتخوف من ان يكون طرحه الوجه الآخر لالغاء الطائفية السياسية جعل لبنان دائرة انتخابية يقلِق المسيحيين