لا تخافي.. هرموناته ستعيده زحفاً إليكِ سيدتي !

يتقدّم العلم باستمرار ونشهد اكتشافات طبّية بشكل مُطَّرد، وفي الفترة الأخيرة أعلن الباحثون عن خبر سار مفاده أنّ الهرم والشيخوخة لن يؤرقا ليل الإنسان في المستقبل القريب، بحيث سيتمكّن المرء من العيش طويلاً ويحتفظ بشبابه إلى ما شاءالله.

منذ بضع سنوات لا ينفكّ العلماء يعلنون عن اكتشاف هرمون جديد يفرزه دماغ الإنسان، يغيّر المفاهيم السائدة ويعيد النظر بأمور كثيرة. بتنا نعرف اليوم، أنّ لكلّ حالة يعيشها الإنسان شعوراً، ولكلّ انفعال يداهمه ردّة فعل، علماً أنه الكائن الوحيد على وجه الأرض الذي يعشق ويحبّ، ولو سألنا العلماء الذين لا يؤمنون سوى بمبادئ العلم سيقولون إنّ الإنسان كناية عن هرمونات تسيّره وتحدّد شخصيته…

ولكَم هو عظيم الخالق الذي خصّص لكلّ شعور وعاطفة وانفعال غدّة تفرز كمّية مدروسة من الهرمونات لكنّها كفيلة بالهيمنة على هذا المخلوق، فأمّا تجعله مهذّباً ومحطّ أنظار أبناء جنسه، أو تجعله جِلفاً وعصبيّاً، فينفرون منه ويتحاشونه.

للغضب هرمون، للحزن هرمون، للفرح هرمون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحب حيث هناك هرمونات خاصة به، فلقد ثبت لدى العلماء أنّ الوقوع بالحبّ يستدعي الدماغ إلى إفراز هرمونات معبّرة عن اللحظة السعيدة، وهكذا يتفتّح الذهن وينشط الجسم ويحمرّ الوجه وتتعرّق اليدان ويخفق القلب، وهذا الكوكتيل الهرموني يستحقّ لقب "هرمونات الحبّ" .

ومن هذه الهرمونات الدوبامين، أو هرمون الإحساس الجيّد الذي يفرزه الدماغ بكمّيات معتدلة في الوضع الطبيعي حفاظاً على التوازن الذهنيّ داخل الجهاز العصبي.

وفي حال الوقوع في الحبّ يقوم بإنتاج كمّيات زائدة منه، فيشعر المحبوب وهو بين أحضان الحبيب بمشاعر لا تُقاوَم وسعادة غامرة، فيرى كلّ شيء جميلاً.

وهناك أيضاً هرمون السيروتونين الذي يعمل كوسيط كيميائيّ يعتمد عليه الدماغ لتنظيم تصرّفات الإنسان، فإذا اضطربت كمّيته يتبدّل سلوكه فيُصاب بالقلق والكآبة، وفي حال ازداد بكمّيات وافرة يميل الى الفرح.

وعند الوقوع بالحبّ يزيد إفراز هذا الهرمون لتحقيق النشاط اللازم الذي يتطلّبه الهيام! كما هناك هرمون الأدرينالين والنورادرينالين اللذان غالباً ما يتزامن مع إفرازهما احمرار الوجه وتعرّق اليدين وتسارع ضربات القلب… وهذه الانفعالات تتجلّى بوضوح على العاشقين، سواء عند رؤية الحبيب أو سماع اسمه والالتقاء به فجأة.

ولا تكتمل مشاعر الحبّ إلّا بهرمون الأوكسيتوسين أو هرمون التعلق والراحة النفسية والشعور بالدفء والأمان، لذا أثناء الوقوع بالحبّ تزداد كمّياته بشكل ينعكس إيجاباً على الحبيبين.

وأخيراً هرمون الذكورة أي التِستسوستِرون والذي لولاه لما أقيمت علاقات الحبّ ولا كانت البشرية.

وإذا ألقينا نظرة على أغاني الحبّ نجدها مفعمة بالمشاعر والأحاسيس التي يسكبها الشعراء في قصائدهم وتنشدها الأصوات الشجيّة فتحرّك مشاعر العشّاق وتفيض الهرمونات…

وثمّة جملة تردّدت وتتردّد باستمرار في أغاني الحب حيث تناجي المرأة المغرمة الحبيب الذي أهملها ولم يسأل عنها قائلة: "بكرا الشوق حيجيبك".

فلو عرضت الحبيبة مشكلتها على أحد العلماء فلا بدّ وأن يجيبها: "لا تقلقي، التستوسترون والدوبامين والسيروتونين سترجعه إليك".

ومع التقدّم العلمي والتعمّق الثقافي وتعريف الحبّ على أنّه مجرّد إفرازات كيميائيّة، هل في المستقبل القريب ستستبدل عبارات القصائد والأغاني الرومانسية التي تقطر شهداً بالعبارات العلميّة؟

فبدلاً من أن يقول الشاعر: "قولي أحبّك كي تزيد وسامتي" فيقول : "قولي أحبّك كي تفرز غددي هرمونات السعادة فأتوَهَّم أنّني وسيم؟"

السابق
المعطيات تبدلت إلا سوريا في لبنان
التالي
قانصوه: كنت أنوي طرح الثقة بباسيل!