عالج الاكتئاب بألعاب الفيديو

غالباً ما يشتكي الأهل والمعلمون من الوقت الذي يقضيه المراهقون في ألعاب الفيديو ولكن هذه الألعاب قد تكون وسيلة علاجية ناجعة للاكتئاب حيث أثبتت دراسة حديثة أن لعبة فيديو قد يكون لها ذات نفع الاستشارة النفسية الشخصية في علاج المراهقين المصابين بالاكتئاب.
هذه الدراسة التي نشرت في "بريتيش جورنال ميديكال" وجدت أنه على رغم الانتشار الواسع للاكتئاب بين المراهقين واليافعين حيث يعاني 20 في المئة من المراهقين من الاكتئاب قبل بلوغهم النضج ولكن عدداً كبيراً منهم ما زال يجد طلب المساعدة النفسية صعباً أو يعتبره أمراً مخجلاً".
ولحل هذه المشكلة، طوّر الباحثون لعبة خيالية تفاعلية دعيت "سباركس" حيث يختار كل لاعب شخصية ويتعرض إلى مجموعة من التحديات ويتجاوزها ليستعيد التوازن في العالم الافتراضي عن طريق تجاوز الأفكار السلبية التي بدأت تغزو هذا العالم.

هذه اللعبة اعتمدت على تقنيات علاجية سلوكية متخصصة تساعد المستخدمين الشباب على تجاوز العقبات مما يحسن حالتهم النفسية ولها ذات فعالية تخفيف حدّة أعراض الاكتئاب والقلق. حيث شارك في الدراسة 178 مراهقاً بين الثانية عشر والتاسعة عشر من العمر في نيوزيلندا ممن هم مصابون باكتئاب متوسط ويحتاجون إلى العناية الطبية النفسية وتم وضعهم في مجموعتين الأولى خضعت للعلاج التقليدي الشخصي مع المعالج والأخرى خضعت للعلاج باللعب.
وبعد متابعة حالة المشاركين النفسية لمدة ثلاثة أشهر على مقاييس الصحة النفسية أظهرت نتائج هذه الدراسة أن "الذين عولجوا بهذه اللعبة الالكترونية كان لديهم انخفاض كبير في حدة الاكتئاب والقلق بمقدار الثلث على الأقل، وشفي 44 في المئة من مجموعة اللعب من الاكتئاب تماما ً مقارنة بـ29 في المئة فقط في المجموعة التي عولجت بالطرق التقليدية".

ولدى سؤال المشاركين حول مدى رضاهم عن اللعبة، أجاب 95 في المئة من المراهقين الذين لعبوا اللعبة أنهم يعتقدون أن اللعبة مناسبة جدا ً للمراهقين و81 في المئة سينصحون صديقاً بأن يلعب هذه اللعبة أيضاً.
ويقول الباحث الرئيسي في الدراسة عن هذه اللعبة إنها "مصدر فاعل لمساعدة اليافعين المصابين بالاكتئاب كخطة علاج رئيسية. إن استخدام هذه الطريقة أنتج نقصاً ملحوظاً سريرياً في الاكتئاب والقلق واليأس وتحسيناً في نوعية الحياة بشكل ملحوظ".

وهذه الدراسة تدعم عدداً من الدراسات السابقة التي أثبتت الدور الإيجابي لألعاب الفيديو في بعض الحالات، حيث أثبت عدد من الدراسات أن العاب الفيديو يشتت الأطفال المصابين والمرضى من التركيز على الألم واعتمد عدد كبير من المشافي هذا الأسلوب لدى الأطفال الذين يخضعون لعلاجات مؤلمة كالأطفال المصابين بالسرطان مثلاً.

السابق
الكلب يشهد على زواج صاحبيه!
التالي
جهاز ينذار بالنوبة القلبية