المفتي يرتكب عاراً عظيما… ولوّث منصبه بزيارته لاسرائيل !!

أثارت زيارة مفتي مصر علي جمعة للقدس المحتلة عاصفة من الجدال، اذ اعتبرها معارضوه "تطبيعاً مع إسرائيل"، فيما خرج جمعة أمس ليدافع عن نفسه، فأكد أنه "لم يدخل بتأشيرة إسرائيلية، ولم أر طوال طريقي إلى بيت المقدس إسرائيلياً واحداً" موضحاً أن الزيارة "شخصية ونعمة من الله لم أستطع رفضها".

وكان جمعة زار بصحبة الأمير الأردني غازي بن محمد للمرة الأولى أول من أمس المسجد الاقصى في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، كما قاما بزيارة كنيسة القيامة وبطريركية الروم الأرثوذكس في مدينة القدس، قبل أن يعود إلى القاهرة أمس ليجد في انتظاره عاصفة من الانتقادات.

وأعلنت غالبية الأحزاب والقوى السياسية في مصر، وفي مقدمها الإسلامية، رفضها الزيارة واعتبرها "تطبيعاً مع الدولة العبرية". وقال حزب "الحرية والعدالة": "نرفض بشكل قاطع الزيارة مهما كانت المبررات والأسباب"، مؤكداً في بيان أمس أنها "كارثة حقيقية وضربة موجهة الى الجهاد الوطني الذي نجح في إفشال كل محاولات التطبيع طوال السنوات الماضية"، داعياً إلى مساءلة المفتي "بالشكل الذي لا يسمح بتكرار مثل هذه المواقف من أي شخصية اعتبارية رسمية بما فيه أضرار بالقضية الفلسطينية".


وتبرأ شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من الزيارة، موضحاً أنه لم "يستشر قبل اتمامها، وانه فوجئ بها في وسائل الإعلام"، مشدداً على أن "الأزهر لم يوافق قط على زيارة القدس تحت الاحتلال".

وانتقد حزب النور "السلفي" زيارة جمعة للقدس المحتلة، واعتبر الناطق باسم الحزب يسري حماد أن المفتي "لوّث" منصب مفتي الديار بزيارته للقدس والتي تعتبر "جريمة في حق هذا المنصب"، مؤكداً أن الحزب "يرفض تماماً أي زيارات للقدس طالما بقت تحت الاحتلال"، مضيفا: "نرفض التطبيع بشكل كامل".

وقال المرشح لانتخابات الرئاسة الدكتور محمد سليم العوا أن "زيارة المفتي أو أي عالم مسلم من خارج بيت المقدس ومن خارج فلسطين عموماً إلى القدس الشريف تحت الهيمنة الصهيونية، تؤكد القبول ولو شكلياً أو ظاهرياً لهذه السيطرة، وليست المسألة مسألة ختم جواز السفر لفضيلة المفتي بالختم الإسرائيلي أو غيره، لكنها مسألة دخول منطقة تحت الاحتلال الصهيوني". ودعا في بيان المفتي وجميع علماء المسلمين "ألا يزوروا الأماكن المقدسة في فلسطين إلا إذا تحررت تحرراً كاملاً من الهيمنة الإسرائيلية".

ودافع المفتي عن نفسه، مؤكداً في مؤتمر صحافي أنها لم تكن زيارة رسمية، وقال: "الزيارة تمت تحت الإشراف الكامل للسلطات الأردنية، ومن دون الحصول على تأشيرة أو ختم دخول إسرائيلي". وأضاف أن "الاحتلال الإسرائيلي ينظم رحلات مكثفة لليهود من انحاء العالم لزيارة القدس حتى بدأوا بالمطالبة بالتوسع على حساب الاقصى". وتابع أن "أي شخص يزور القدس سيزداد رفضاً للظلم والاحتلال ويعود من الزيارة وقد استيقظت القضية في قلبه من جديد".

السابق
غصن: لن يُلغي إضراب 3 أيار
التالي
حملة شرسة على إليسا