الخطوة الاولى نحو الحلّ الحقيقي

في تقديرنا أنّ الاجتماع الأهم حول سوريا، هو ذاك الذي عقد مساء أمس في فرنسا، لأنه دخل في صلب القضية السورية، ومن أبرز ما طرح فيه موضوع الممرّات الآمنة.

ومنذ بداية الأحداث كنا نقول إنّ النظام السوري يعتمد على الجيش وعلى أجهزة المخابرات، وإنّ عدداً كبيراً من الجيش لا يستطيع أن يفعل شيئاً لأنّه مغلوب على أمره. وقلنا أيضاً إنّ القيادة هي من لون معيّـن والقاعدة من لون آخر.

إنّ أهمية الممرات الآمنة تكمن في أنّ الجيش عندما يرفض أن ينفذ أوامر قتل أهله التي تصدرها إليه القيادة لا يجد مكاناً آمناً يلوذ به… أمّا إقرار الممرات الآمنة فيوفّر ذلك الملاذ الآمن، وعندئذٍ يُعرف مَن هم العسكريون الذين مع النظام وأولئك الذين ضدّه. أضف الى ذلك أنّ الممرات الآمنة توفر، أيضاً، مكاناً آمناً لعائلة العسكري الذي يقرّر رفض تنفيذ أوامر القتل والإبادة، ويلتحق بالثورة، أو أقلّه يبتعد عن النظام.

أما الخطوة الثانية، كما علمنا، فإنّها الى حد ما مؤمنة وهي أنّ هناك مخصصات مالية وضعت بتصرّف الجيش الوطني الحر.

وأما الخطوة الثالثة فهي موضوع التسلح، وهذه الخطوة يجب أن تكون مدروسة لها منافع وإن كان ثمة تحفظات عليها.

لذلك أعود وأقول إنّ الخطوة الحقيقية والأكثر أهمية هي الممرات الآمنة، وسنرى إذا نفذت هذه الخطوة أنه خلال فترة زمنية قصيرة سيكون لها انعكاس كبير على النظام ما يسرّع سقوطه.

وعندئذٍ يظهر هذا النظام على حقيقته، فلا يبقى يدّعي جماهيرية ليست له، إذ أنه يبتز نحو مليون و350 ألف موظّف بلقمة عيشهم، فينقلهم من ساحة الى ميدان ويزوّدهم بصوره ليهتفوا له أمام الرأي العام العربي والدولي. ولكنها شعبية مركّبة وليست حقيقية أو معبّرة عن حقيقة الشعب السوري.

علماً أنّ حسم حقيقة الشعبية مسألة بسيطة جداً لو كان النظام صادقاً من جهة، ولو كان واثقاً من شعبيته من جهة ثانية، بإمكانه إجراء انتخابات نيابية عامة تحت إشراف ورقابة الأمم المتحدة.

السابق
مجدلاني: طرح الثقة من قبل الجميل كان لزوم ما لا يلزم
التالي
مواقف إيرانية عدوانية