16 عاماً على مجزرة قانا… والجرح ما زال ينزف

استذكر الناجون من مجزرة قانا الأولى وعائلات الضحايا من أبناء قرى وبلدات صديقين وقانا وجبال البطم ورشكناني، شهداءهم المئة والستة، الذين سقطوا ظهيرة الثامن عشر من نيسان العام 1996، بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف أماكن نزوحهم داخل مقر قيادة القوة الفيدجية العاملة ضمن قوات الأمم المتحدة «اليونيفيل» آنذاك. وشاركهم في الذكرى السادسة عشرة جنود من القوة الفيدجية الذين حضروا للمناسبة من بلادهم واضعين إكليلين من الورد على نصب ضحايا الكتيبة الفيدجية وأضرحة شهداء المجزرة.

وما زالت مجزرة قانا الأولى التي ارتكبت إبان عملية «عناقيد الغضب» التي أطلقتها إسرائيل، والتي تلتها مجزرة ثانية في البلدة نفسها، خلال عدوان تموز العام 2006 موقعة تسعة وعشرين شهيدا جلهم من الأطفال، ماثلة في أعين الناجين وفي حكايات الكبار لأولادهم وأحفادهم، عن هول تلك المجزرة، التي أطلق عليها اسم «مجزرة العصر».
واستعاد الناجون الذين حضروا أمس إلى المقبرة، مصطحبين دموعهم لقراءة الفاتحة ووضع الورود، لحظات حولت مقر لجوئهم القسري إلى جحيم داخل «هنغارين» كبيرين في مركز القوة الفيدجية، الذي كان يرفرف فوقه علم الأمم المتحدة. ولم يشفع للاجئين إليه هربا من ضراوة القصف الذي كان يلاحقهم في منازلهم وفي حقول التبغ والقمح.

لم يغادر مشهد الدم والجثث المتفحمة وصراخ الأطفال وعويل النساء واستغاثات الجنود الفيدجيين الناجي من المجزرة علي بلحص. فهذا المشهد المرعب لا يزال يسكن علي إلى اليوم. فقد علي (45 عاما) في تلك المجزرة والده ووالدته وزوجته وأحد أولاده فيما أصيب طفل آخر من أبنائه.
يقول: «إنه يوم مشؤوم، وكل ذكرى تحل علينا يزداد حزننا على أحبائنا وخاصة أبناء عائلة بلحص في صديقين التي فقدت أكثر من 32 شهيدا وغيرهم من الشهداء الأحياء، الذين ما زالوا يعانون من إصاباتهم وجروحهم»، مؤكدا أن «كل الشهداء الذين سقطوا من قرى قانا وجبال البطم ورشكناني هم شهداء صديقين أيضا». ويضيف بلحص: «لن ننسى أبدا مهما طال الزمن، وسنعلم أولادنا وأحفادنا عدم نسيان المجزرة وشهدائها، وأن يستمروا في عدائهم لإسرائيل التي حولت أحلامهم إلى موت ويتم».

يؤكد نائب رئيس بلدية قانا زين العابدين دخل الله أن «قانا بلدة التعايش والمحبة قد تعمدت بالدم حيث وقعت على أرضها مجزرتان ارتكبتهما إسرائيل الغاصبة في العامين 1996 و2006، أدتا إلى سقوط نحو مئة وخمسين شهيدا وشهيدة». وقال: «إن أبناء قانا وصديقين وجبال البطم ورشكناني الذين تشاركوا بالدم لن ينسوا شهداءهم وجرحاهم، وسيستمرون بالوفاء لتضحياتهم التي أثمرت تحريرا ونصرا».

السابق
النهار: 21 يختمون المبارزة اليوم وهبّة دافئة بين السنيورة والموسوي
التالي
مساع لانتقال هادئ للباعة الجوالين في صيدا