النهار: 21 يختمون المبارزة اليوم وهبّة دافئة بين السنيورة والموسوي

"أنقذ" نحو 15 نائبا جلسة المناقشة العامة النيابية من احتمال تمديدها يوما رابعا، عندما سحبوا أمس طلبات الكلام في الجلسة ليتاح حصرها بالايام الثلاثة المحددة لها أصلا وختمها مساء اليوم برد الحكومة على المداخلات النيابية.
ومع حرصه على توجيه شكر علني الى النواب "المتبرعين بسحب كلماتهم"، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري في نهاية اليوم الثاني من الجلسة ان 21 نائبا لا يزالون على لائحة طالبي الكلام اليوم، وأجرى تعديلا على الجلستين الصباحية والمسائية، بحيث تنعقد الاولى في العاشرة والنصف وترفع في الثالثة والنصف، ثم تنعقد الجلسة الثانية في الخامسة بدل السادسة مساء وتستمر الى حين انتهاء المداخلات ورد الوزراء ورئيسهم على المداخلات.

ولم يختلف المناخ العام للجولة الثانية من المبارزات النيابية أمس عنه في الجولة الاولى، إلا أن مداخلات النواب الـ18 الذين تعاقبوا على الكلام غلبت عليها كثافة المتكلمين من "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، في استكمال للخط البياني الذي طبع مواقف قوى 8 آذار والذي اعتمد طابع الهجوم بمفعول رجعي على حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة وحكومة الرئيس سعد الحريري تحت شعار "الارث الثقيل"، في مواجهة هجمات نواب 14 آذار على الحكومة الحالية وسياساتها وملفاتها.
وبدا انخراط "حزب الله" في المعركة الكلامية بمثابة علامة فارقة ميزت اليوم الثاني، وخصوصا من حيث دفاعه عن حكومة ميقاتي من باب تبرير الاخفاقات او حتى التشديد مجددا على انها ليست حكومة اللون الواحد، او من حيث هجماته على السياسات المالية والاقتصادية للحكومات السابقة، الامر الذي ولّد احتكاكات عدة بين نوابه والرئيس السنيورة ونواب من قوى 14 آذار.

لكن ذلك لم يحجب "هبّة دافئة" نفذت من خلال مناخ محتدم، وتمثلت في ملامسة عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي موضوع الحوار وفتح الجسور ولاقت مبادرته ملاقاة في منتصف الطريق من الرئيس السنيورة، وإذ علم ان لقاء جمع السنيورة والموسوي في احدى قاعات المجلس، بدا ان الحزب اعتمد نهجين، أولهما متشدد مع مداخلات كان أبرزها للنائبين علي فياض وحسن فضل الله، والآخر مرن مع مناداة الموسوي بالحوار.
لكن الجلسة المسائية شهدت احتداما متجددا مع هجوم فضل الله على قوى المعارضة وحكومة السنيورة في موضوع الهبات والمساعدات في حرب تموز. ورد عليه السنيورة بقول للنبي محمد عن "الخداع والكذب"
.
وقال مصدر في "كتلة المستقبل" لـنا ان النائب نواف الموسوي حاول فتح باب الحوار على رغم انتقادات زميله النائب علي فياض في شأن اتهام حكومة الرئيس سعد الحريري بالتلكؤ في ترسيم الحدود البحرية، فكان توضيح من الرئيس السنيورة، في دردشة مع الموسوي، لما بذلته حكومة الحريري، لافتا الى ان الشاهد على ذلك هو العميد الركن عبد الرحمن شحيتلي. واضاف المصدر ان الانطباع تكون لدى كتلة "المستقبل" ان ثمة توجها جديدا لدى "حزب الله"، لكن موقف نائب الحزب حسن فضل الله في الجلسة المسائية بدد هذا الانبطاع. وقال المصدر: "كنا ننتظر مدّ اليد من حزب الله، لكنه رفع الاصبع مجددا". وتوقع تاليا ردودا شاملة اليوم "خصوصا ان هجوم الحزب تزامن مع اصدار استنابات القضاء العسكري في حق شبان في حوادث جامعة بيروت العربية، فيما لا يزال مرتكبو جرائم قتل نحو 150 مواطنا في حوادث 7 ايار 2008 يسرحون ويمرحون".

وفيما يتهيأ الرئيس ميقاتي للإدلاء برده على مداخلات النواب مساء اليوم، اعتبرت أوساطه "المناقشات النيابية شكلت سجالات بين الاكثرية والمعارضة ذات طابع تصفية حسابات". واوضحت ان الوزراء سيعدون اجوبة تقنية عن وزاراتهم، "اما الشق السياسي فسيتولاه ميقاتي، وسيكون رداً هادئا وليس سجالياً ويضع النقاط على الحروف باسلوب هادئ يحدد مواقف حكومته وتطلعاته الى المرحلة المقبلة وابرزها حماية الاستقرار". واضافت ان "المعارضة لم تطرح جديداً بل ساقت انتقادات لا تتصل باداء الحكومة بل بالناحية المبدئية".

وكشفت مصادر مطلعة ليلا لـ"النهار" ان الرئيس ميقاتي قام بجهود اثمرت توقيف الاستنابات التي اصدرها القضاء العسكري لتوقيف اكثر من 15 شخصا في الطريق الجديدة على خلفية حوادث الجامعة العربية، ووصفت هذه الخطوة بأنها كفلت سحب فتيل تصعيدي في جلسة اليوم، خصوصا ان اعتصامات كان يجري الاعداد لها غدا في هذا الشأن في بعض احياء العاصمة.

السابق
النموذج الكردي لسوريا ولبنان
التالي
16 عاماً على مجزرة قانا… والجرح ما زال ينزف