محمية صـور غيـر محميّة وتعاني الاهمال

وافق مجلس الوزراء مؤخراً، على الخطة الإدارية المقدمة من جانب «محمية شاطئ صور»، بناء للدراسة التي كانت أجريت من قبل «منظمة مدوت كوست» العالمية، حيث تفتح تلك الموافقة آفاقا جديدة للعمل في نطاق المحمية، التي تبلغ مساحتها نحو أربعة ملايين متر مربع. وتتمحور الخطة الإدارية وفق مدير المحمية حسن حمزة «حول دراسة العناصر الطبيعية والبيولوجية الموجودة، على امتداد مساحة المحمية، لاسيما منها النظم البيولوجية والنباتات، والحيوانات البحرية والبرية».
وتمتد محمية شاطئ مدينة صور، من تخوم الكورنيش الجنوبي البحري حتى برك رأس العين الطبيعية، مرورا بمخيم الرشيدية. وقد أنشئت في العام 1998. وتقسم الشاطئ من حيث الاستخدام إلى ثلاثة أقسام القسم السياحي ـ الترفيهي، والقسم العلمي، وقسم الآثار والزراعة.

وتحتضن المحمية، التي تمتد حدودها إلى مسافات تترواح بين تسعين وثلاثين مترا في عمق البحر 275 نوعا من النباتات، بينها نباتات نادرة، مثل الزنبق الرملي، والنرجس البحري. كما تؤوي أعدادا كبيرة من الطيور المستوطنة والمهاجرة، ومنها النورس ذو الرأس الأسود، والبجع، وأبو الحن، والترغل، وحتى بعض الصقور، إلى السلاحف البحرية. وأبرزها نوعان، السلحفاة الخضراء، والسلحفاة ذات الرأس الكبير، التي تبيض بيوضها في مناطق عدة من المحمية.

ويؤكد حمزة أن «الخطة الإدارية لمحمية شاطئ صور، التي تمتاز بشاطئها الرملي ومستنقعاتها البحرية وبرك رأس العين الطبيعية والأراضي الزراعية الخصبة تعكس متطلبات تطوير المحمية، وتحولها إلى محمية فاعلة ومنتجة، من خلال الحفاظ على مقوماتها البيئية والسياحية والترفيهية من جهة، وإفادة المجتمع المحلي من مكوناتها من جهة ثانية». واعتبر أن المحمية بذلك «تصبح المحمية منتجة ذاتيا، عبر الإفادة من موسم الخيم البحرية، التي تقع ضمن نطاق المحمية، والعمل على إقامة معرض زراعي دائم وتشجيع الزيارات العلمية والترفيهية إلى جميع نواحي المحمية، وصولا إلى الحصول على بدل من المزارعين الذين يشغلون أراضي المحمية التي تقارب المليون متر مربع، غالبيتها في رأس العين والرشيدية».
ويرى حمزة أن «المطلوب تشجيع الزيارات السياحية والعلمية للمحمية، التي يوجد فيها أنواع نباتية، للبحث العلمي». وأكد أن «المحمية تستقبل على التوالي طلابا من الجامعات اللبنانية، وتلامذة مدارس من المناطق. كما أنها تحتضن تصوير «فيديو كليب» لعدد من الفنانين، نظرا لأهمية شاطئها الرملي وجغرافيته المميزة». ويلفت حمزة إلى أن المحمية أجرت في فترة قريبة مسحا بحريا بالتعاون مع «منظمة الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة». واستمر المسح ثلاثة أيام وشمال محيط «الزيرة» ومنطقة الجمل واطراف المحمية البحرية، على أن تعلن نتائجه في المستقبل القريب.

السابق
مبعوثة خاصة للمفوض الأعلى للاجئين
التالي
قراصنة لبنانيون يحتلون مواقع الدولة