قراصنة المواقع والحكومة

بالأمس اختفت مواقع إلكترونية تابعة للحكومة اللبنانية، بقدرة عدد غير معروف من "المقرصنين" تحولت الألوان والزخرفات إلى صفحات عليها نص وحيد من مجموعة "إرفع صوتك" يهاجم الحومة و"مشاكلها المفتعلة"، وانقطاع التيار الكهربائي وقلة المياه، وكثرة الفساد في كل شيء وصل إلى يد وزراء حكومة "النأي بالنفس".. شبان قرروا أن يطيحوا ببعض قدرات هذه الحكومة العاجزة عن الاتفاق على قليل من القضايا التي تنقذ حياة الناس، علها تستيقظ من سباتها، ولكن "على من تقرأ مزاميرك يا داود"، فالحكومة المشغولة بصراعاتها وبتقسيم الجبنة على بعض أعضائها وتكتلاتها لم تجد إلا وزير الطاقة "العوني" يردّ على الهجوم الإلكتروني باتهام سلفه وحليفه في السياسة والحكم وزير "حزب الله" بتحويل "الطاقة" إلى "كرة نار".

فمنذ ساعات الصباح "طار" 16 موقعاً إلكترونياً تابعاً للحكومة، سبعة منها لوزارات بينها الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى الموقعين الإعلاميين لرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وموقع قوى الأمن الداخلي وأمن الدولة وإدارة الجمارك ولجنة الرقابة على المصارف والوكالة الوطنية للإعلام، وبدأت تظهر مكانها رسالة بثّها المقرصنون باللغة الإنكليزية باسم مجموعة "ارفع صوتك" جاء فيها:

"إلى الحكومة اللبنانية الحبيبة، نحن مجموعة إرفع صوتك، ونحن ببساطة مجموعة أشخاص لم يعودوا قادرين على تحمل البقاء صامتين يشاهدون كل الجرائم والظلم الحاصل في لبنان. لن يتم اسكاتنا وغسل دماغنا من جانب اعلامكم. لن نتوقف إلى أن يتحرك الشعب اللبناني ويطالب بحقوقه ويحصّلها. لن نتوقف إلى أن يتم رفع معايير المعيشة إلى المستوى الذي يجب أن تكون عليه في لبنان. لن نتوقف إلى أن يتم حل مشاكل الحكومة المفتعلة، مثل انقطاع التيار الكهربائي والمياه وارتفاع اسعار المحروقات وغلاء أسعار المواد الغذائية. نحن مجموعة إرفع صوتك، توقعوا منا أن نكسر الصمت، إن في الشوارع أو على الإنترنت". وختموا نصهم بالقول "الصمت جريمة".

الهجوم المقرصن على المواقع لم يكن الأول لبنانياً، وبالتأكيد لن يكون الأخير، ولكن كما لفت أحد خبراء الانترنت لـ "المستقبل"، فإن "جيش المهكرزين" قام بهذه الحملة ونجح بسهولة بسبب عدم وجود حماية كافية للمواقع، ولذلك لا يمكن اعتبار الأمر انتصاراً للقراصنة ولكنه دليل على عدم نجاح الحكومة في تطوير العمل الإلكتروني الذي طغى على عدد كبير من أشغال حكومات العالم الحديث، ونجاحهم يأتي أيضاً بسبب تطور عمل "القراصنة" واكتسابهم خبرات من "هاكرز" من حول العالم يمكنهم التواصل معهم بسهولة، ويعملون عادة على الوصول إلى المعلومات السرية أو الخاصة ونشرها.
ولكن الأخطر في عمل هذه المجموعات هو مشاركتها في الحروب التي تحصل في العالم، فمنذ العام 2000 شارك عدد من المجموعات الأوروبية والأميركية والعربية في عمليات لضرب مواقع إلكترونية تخص جيش العدو الإسرائيلي عند بدء انتفاضة "الاستقلال الفلسطيني" ومحاصرة ياسر عرفات في رام الله. وكذلك السيطرة التي قامت بها مجموعات على مواقع إلكترونية للحكومة السورية بعد عمليات القتل التي قام بها النظام الأسدي، حيث كتبت عليها شارات مناهضة للنظام.
إضافة إلى ذلك فتحديد هوية "الهاكرز" صعبة جداً، فهم يعملون انطلاقاً من برامج يمكنها اخفاء الهوية والتلاعب بالـip adresse الذي يخصهم فتتحول عناوينهم إلى عناوين في دول أخرى.

باسيل يحيلها على فنيش
اختراق المواقع الإلكترونية للحكومة لم يمر من دون ردود فعل متعددة ولكن أبرزها كان لوزير الطاقة والمياه جبران باسيل، الذي رد على "المخترقين" وألقى باللوم على انقطاع التيار الكهربائي والمياه على سلفه في الوزارة وزير "حزب الله" محمد فنيش، وقال باسيل انه "عندما تولى الوزارة كانت مثل كرة نار"، وأضاف "هم رأوا (حلفاؤه) في النار حريقاً لنا ونحن رأينا في النار طاقة للبلاد". رد باسيل على "القراصنة" أتى بعد سيطرتهم على موقع الوزراة ووضعهم نصهم بالانكليزية بعنوان "المي مقطوعة" على خلفية داكنة لا يمكن قراءة النص إلا بتحريك السهم عليها فيتحرك مثل الضوء في مكان بلا كهرباء.

السابق
الراي: 14 آذار تحاكم حكومة ميقاتي و8 آذار… تهرب إلى الوراء
التالي
يجمع المال..!!