الاعور… ماريكا

لم يعرف لبنان في تاريخه البرلماني، منذ ما بعد الحرب العالمية الأولى حتى اليوم، حكومة دفعت البلد الى مواجهة هذا الكم الهائل من المشاكل التي ورطته فيها على الأصعدة الدولية والعربية والداخلية.

فعلى الصعيد الدولي كادت تقع الواقعة ويصبح لبنان مارقاً خارجاً على الإرادة الدولية لولا أن جرى تمرير تمويل المحكمة الدولية ثم التمديد لبروتوكولها ولو تهريباً!

وعلى الصعيد العربي، يبدو لبنان يغرّد خارج إجماع السرب العربي في قضية سوريا تحديداً و»الربيع العربي» عموماً… ونعرف جميعاً كيف أنّ أبواب البلدان العربية مقفلة في وجه الرئيس نجيب ميقاتي.

وعلى الصعيد الداخلي، لم يعرف لبنان في تاريخه حكومة منقسمة على ذاتها، ومنقسمة على الإنقسام أيضاً كما هي الحال مع الأفرقاء داخل الحكومة: فوزراء «التيار الوطني الحر» ضد وزراء وليد جنبلاط وهؤلاء ضد اولئك، وما بين وزراء عون ووزراء الرئيس نبيه بري ليس قليلاً وإن كان خفياً الى حد كبير، وما بين رئيس الحكومة ووزير ماليته حكايات وحكايات واتهامات!

وتأتي اليوم مسرحية المناقشة العامة في مجلس النواب لتعطي فكرة عن المستوى الهابط الذي وصلت إليه المناقشات على ألسنة البعض سواء من تكلم منهم عن «تقديم النسوان» للوصاية السورية أو مَن استشهد بماريكا على طريقة النائب فادي الأعور الذي كرّر اسم أشهر مومس وقوّادة! وحسناً فعل الأعور لأنّه أعطانا فكرة عن نوعية النواب الذين يختارهم «التيار الوطني الحر» على لوائحه.

السابق
وصل على ظهر حمار
التالي
سوريا الى أين وأين هي اليوم ؟