استفزازات ايران

لا أحد حتى الآن رغم مرور 41 سنة على احتلال نظام الشاه للجزر الاماراتية اعترف بهذا الاحتلال.. ولا أحد اتخذ موقفاً حكيماً من منطلق الجيرة والاخوة في الدين والمصلحة المشتركة لشعبي ايران والامارات مثل الموقف الذي اتخذته دولة الامارات لانهاء الاحتلال بالطرق السلمية والتحكيم الدولي. لكن رغم تغير النظام في ايران وتغير قادة النظام الجديد طوال عقود، ظل الحكم الايراني على امبرياليته الموروثة من الشاه ولم يغلب العقل في معالجة هذه القضية التي اختلقت في الاساس لافساد العلاقات العربية الايرانية. ولعل الزيارة الاستفزازية التي قام بها الرئيس الايراني احمدي نجاد الى الجزر المحتلة تأتي في سياق تبريد ملف المفاعل النووي الايراني من جهة وتسخين مياه الخليج من جهة اخرى. فالكلام الايراني الكبير الذي يوجه الى الغرب واسرائيل تحول فجأة الى تهديد لدولة الامارات التي ما ادخرت وسعا في سبيل ايجاد حل لهذه القضية بالطرق السلمية بعيدا عن لغة التهديد والوعيد، فايران لم تستمع قط الى نداءات الحل الدولي بعد الاخوي.. ولم تبرز اية وثيقة تؤكد مزاعمها في الجزر المحتلة، لأن الحق بائن والباطل بائن.. لذلك فانها في خضم ازمة ملفها النووي تحاول تصدير ازمتها نحو دولة مسالمة ارتضت الحوار طريقا لاستعادة ارضها المحتلة. وكأنها هنا تشغل اجهزة الطرد المركزي سياسيا ليس لتخصيب اليورانيوم بل لتخصيب الاحقاد مع دولة الامارات التي هي الدولة الوحيدة ربما في العالم التي تنتهج سياسة ودية تجاه الجميع.

ان سياسة الهيمنة وجبروت القوة والاستهتار بحقوق الجيران التي اختطها النظام الايراني لنفسه لن تغير الوقائع على الارض ولن تجعل الجزر تزحف نحو البر الشرقي للخليج.. فالجغرافيا لا تتغير بالقوة وان تغيرت لفترة فانها تعود الى طبيعتها ولا يمكن لأي عربي ان يذعن للاحتلال مهما كان مصدره سواء كان ايرانيا او اسرائيليا. وكلنا نعلم ان السعي الايراني لامتلاك قدرات نووية ليس هدفه ما يعلن عنه بل هو محاولة لفرض الهيمنة على دول الخليج العربي وابتزازها على أمل التوافق مع الولايات المتحدة على حساب العرب وليس تهديد الأمن الاسرائيلي فالارض العربية ككل مستهدفة وليس جزر الامارات، لأن ايران تدرك جيدا ان لا طاقة لها بتهديد اسرائيل عسكريا بل لفظيا فقط وتحت هذا الغطاء نجحت في فرض كلمتها في العراق في اطار توسيع نفوذها الاقليمي وتحاول تكريس احتلالها للجزر العربية الاماراتية واثارة عدم الاستقرار والفتن المذهبية في الدول العربية وكأنها تسير في خط مواز مع دولة الاحتلال الاسرائيلي.

السابق
مهند وخطيبته بعد قرار الزواج
التالي
اميركا تحصل على موعد ثان