أفنان البوصفير تفتّحت مع الربيع في مغدوشة

في مطلع فصل الربيع من كل عام، تعبق في اجواء مغدوشة، بلدة سيدة المنطرة جنوب شرق صيدا، رائحة زهر ليمون البوصفير البعلي ايذانا ببدء موسم قطاف الزهر الناصع البياض وتصنيعه ماء زهر فاخراً تجاوزت شهرته الحدود. فهذا المنتج الطبيعي يباع في السوق المحلية اللبنانية ويصدر الى الدول العربية والخارج، صناعة مميّزة وفريدة.
الموسم الحالي تأخر بعض الوقت بسبب غضب الطبيعة وما انتجته من عواصف وامطار غزيرة وصقيع، ادى الى تساقط كميات من الزهر وتلفها. ويأمل المزارعون واصحاب البساتين في ان يبقى الطقس باردا بعض الشيء والا تهب الرياح الخمسينية كي يبقى عملهم طبيعيا وهادئا، والا فإنهم سيجبرون على العمل بسرعة وانهائه بأيام، كما صرح نائب رئيس تعاونية الزهر والمسؤول عن مركز البيع حنا حكيم الذي أكد "ان هدف التعاونية هو في الاساس حماية المزارع ومساعدته. ومغدوشة تنتج سنويا نحو 100 طن من الزهر. ويرعى عدد كبير من الاهالي اشجار البوصفير ويعملون لحمايتها من الامراض التي يمكن ان تصاب بها باعتبارها ارثا من الآباء والاجداد يحافظون عليه".
يبدأ الموسم بقطف الزهر الناضج ثم ينقى وينقل الى مركز البيع التابع للتعاونية عند المدخل الغربي لمغدوشة، وهناك يوزع الى كميات محددة 10 كيلغ او 5 كيلغ، ويعرض للبيع بحسب الطلب. وينقل قسم آخر الى معمل التقطير الحديث شرق البلدة والذي تديره التعاونية التي تساهم في تسويق المنتج وعدم كساده.
وعلى رغم وجود آلات تقطير حديثة في المعمل ساهمت فيها الوكالة الاميركية للتنمية الدولية خلال تولي رئيس الجمعية السابق جوزف صادر الذي خطف على طريق المطار قبل اكثر من ثلاثة اعوام ولا يزال مصيره مجهولا، فإن ثمة عائلات لا تزال تعتمد على الكركة التقليدية، وهي حلة نحاسية متعددة الحجم يوضع فيها الزهر وتغمر بالمياه الباردة، ثم توقد النار تحتها بواسطة الحطب او الغاز. وبعد اقفال غطائها وتصاعد البخار يبدأ تساقط ماء الزهر قطرة تلو قطرة، وكل نزل (طبخة) يتطلب نحو 6 ساعات، علما ان كل كيلوغرام من الزهر يقطر قارورة ماء زهر فاخرة سعر كل منها يراوح بين 10 آلاف ليرة و12 الفا بحسب جودتها والعرض والطلب.
وتمتهن عائلات عدة في مغدوشة، الى جانب ماء الزهر، تصنيع ماء الورد وشراب التوت والنعنع. وثمة من يصنع مربيات من زهر البوصفير وثماره، فضلا عن استخراج شراب طيب المذاق من عصير البوصفير المغلي والمحلى.
ولا ينسى حكيم تذكير وزارة الزراعة التي وعدت التعاونية بكركة جديدة، متمنيا على وزارة الشؤون الاجتماعية دعم التعاونية ومساعدتها خصوصا في اوقات المشاكل والازمات الطارئة على المزارعين، حتى يحافظوا على عملهم وعلى البقاء في ارضهم.  

السابق
الغازية ترفض التصميم التوجيهي الجديد
التالي
الدكتور الملاح رئيساً لتحرير النسخة العربية من مجلة تصوير القلب الأمريكية