ثالث أفضل وطن بإحياء عيد الفصح

من جديد لبنان متوّج بساحة العالم، وهذه المرة من نافذة فصحه العظيم، فذاك الوطن الصغير والذي يكبر بين الكبار، بات ثالث أفضل مكان في العالم في الاحتفالات بعيد الفصح بعد الارجنتين واليونان، متقدما على دول كبيرة كالولايات المتحدة والسويد وألمانيا. قد لا يكون الأمر غريبا بالنسبة لوطن جمع الكنيسة والمسجد تحت راية واحدة. وظل شامخا بارزاً رغم كل الصعاب، وتعدد أزماته والمؤامرت من حوله.

في فصح العام 2012، كل من أتى الى لبنان رأى لبنان هو هو، فادرك ان الاختيار لم يأتِ من فراغ، بل ناتج عن سلسلة تراكمات جعلته وطن الرسالة، وطن يدرك قيمة الأعياد وأبنائه يحبون الحياة بتفاصيلها الجميلة، رغم النظرة المختلفة لدى العالم الآخر.
قد تبدو هذه الصورة رومانسية حالمة، بالنسبة للمواطن اللبناني العادي، فهذا الاختيار للبنان والذي قد يكون مبنيا على رؤية أولئك الذين أتوا لبنان للسياحة والاستجمام، والتمتع بحس الضيافة الذي يتميز به اللبناني، أما المواطن اللبناني العادي فأنه لا يشعر بحس الأعياد بيوم العيد، ولسان حال الجميع «الله يساعدنا على هالبلد».

أيام الفصح المجيد تمر على لبنان، المنتشي بالامتياز الكبير، بصورتين متناقضتين، فالسياح الأجانب فرحون جدا بالعيش في هذا البلد، أما ابناؤه العاديون، فإنهم لا زالوا بانتظار «الولادة الجديدة»، للوطن الذي يعيش في أزمات متواصلة، فكيف بدت الصورة خلال العيد، كيف ينظر المواطن العادي لحركة الأعياد، وماذا يقول الأجنبي الذي يقضي أياما جميلة في ربوعه، كيف بدت الفنادق والمحلات التجارية، وكيف كانت الحركة فيها، وهل حقا لبنان يستحق أن يكون المكان الثالث من حيث الأهمية؟

في الشارع واكب المواطنون الاحتفالات في اسبوع الفصح، الحركة كانت تختلف بين منطقة وأخرى، الطبقة الوسطى لم تشعر بوهج العيد، فالأزمات في لبنان تتواصل والقدرة الشرائية متدنية للغاية، محلات الألبسة وصف بعض أصحابها الحركة التجارية بكلمة واحدة «زفت»، أما محلات الحلويات فاختلفت بين منطقة وأخرى، مناطق كانت مظاهر العيد فيها واضحة، ومناطق أخرى كانت حركتها خجولة جدا انعكاسا للواقع المعيشي في لبنان.

السابق
ماروني:عودة الاغتيالات ضرب للسلام
التالي
تفقيس البيض بين الدروز والمسيحيين عادة موروثة في ابل السقي