إفتتاح مؤتمر التشيّع في قرية الساحة

بدعوة من المركز الثقافي الإسلامي ومؤسسة الفكر الإسلامي المعاصر، انعقد في قرية الساحة التراثية مؤتمراً تحت عنوان: "مستقبل التشيع في العالم"، بحضور عددٍ من المثقفين والباحثين اللبنانيين والعرب وعددٍ من الإعلاميين وعلماء الدين. وبعد ترحيب من مدير المركز الثقافي الإسلامي السيد شفيق الموسوي، ألقى كلمة الإفتتاح سماحة العلامة السيد علي فضل الله الذي اعتبر "اللقاء تعبيراً عن الهواجس وتوضيحاً للصورة وإعمالاً للفكر". وقد راى سماحته أن التشيع امتدادٌ لنهج النبوة الرسالي، وبوصلته إسلام القرآن، كما طرح بعض الاولويات الضرورية لتحسين الواقع الشيعي، تمحورت حول تعزيز مفهوم المواطنة والتنمية الفعلية للداخل الإسلامي، وتأمين حالة من الحراك الفكري بالإضافة إلى تحديد المسافات التي نقف عليها مع الآخر ومراجعتها باستمرار بما يعزز التوافق مع المذاهب الاخرى، وينزع فتائل التفجير المصطنعة التي يغذيها ويستفيد منها المتربصون شراً بالأمة الاسلامية سنّة وشيعة، داعياً إلى تأكيد أولويات الوحدة الإسلامية وممارسة الشعائر بحكمة. وقد قُدِّمت في سياق المؤتمر كلمات ودراسات وخطط هامة، استُخلِصَ منها سلسلة من التوصيات التي أكدت على النقاط الآتية:

-1تركيز الاهتمام على مسألة الدعوة إلى الإسلام، لا الدعوة إلى المذهب، والانتقال من حالة الجماعة إلى حالة الأمة.
2- العمل على تشكيل لجنة علمية تُعنى بتنقية الثقافة الدينية من الرواسب المعوّقة لتطور الاجتماع السياسي والاجتماعي الاسلامي، وإعادة النظر بالموروث الثقافي المسيء للمذهب، ووأكد على الجرأة في طرح كل المواضيع دون مسايرة أو مداهنة، كما متابعة تطبيق ما هو جلي وواضح من الثوابت الدينية الأصيلة.
3- بلورة وعي جديد من أحداث التاريخ، وقراءته قراءة علمية موضوعية، مع احترام تام لكل الرموز التاريخية، كما وإعادة قراءة النصوص الفقهية بوعيٍ حركيّ ومعاصر.
4- زيادة وتيرة التلاقي والتواصل بين النخب الدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية الشيعيّة – الشيعية، والشيعيّة السنّية لمحاصرة نزعات التطرف لدى الجانبين، وإقامة مؤتمرات دولية تثري الحراك الاسلامي الوحدوي الفكري المتنور.
5- الإسهام الفاعل في عمليتي الإصلاح والتنمية والتبليغ من خلال تصورات هادفة وواعية، وعن طريق السبل السلمية لا العنفية.
6- نقد الخطاب الطائفي العصبوي وكل دعوات الإقصاء، ورفع الغطاء الديني عن كل الممارسات الطائفية التي تغذي نزعة الكراهية والعداء بين المسلمين، وإنهاء ظاهرة الثنائية في الخطاب واستبدالها بخطاب إسلامي موحّد معاصر وحضاري، سواءٌ أكان موجهاً إلى النخب أم الجمهور.
7- السعي إلى إلغاء الفوارق الثقافية الكبيرة والشاسعة بين مجتمع القرية ومجتمع المدينة.
8- رفض الممارسات التي تواجه التطرف بالتطرف، واستحضار الممارسة العملية الحريصة والواعية لأهل البيت (ع)، والتي تقدم مصلحة الأمة على أي مصلحة خاصة فئوية أو مذهبية أخرى لأي جهةٍ كانت.
9- التأسيس لإعلام عصري يبتعد عن لغة الإستفزاز، ويدعو إلى الإعتدال والوسطية، كما إلى التسامح واحترام حقوق الإنسان، وتأسيس ميثاق إعلامي ينبذ العنف ويقاطع كل المواد الإعلامية التي تحث على الكراهية.
10- تعميم ثقافة قبول الآخر واحترام قناعاته، وتعزيز ثقافة الحوار المنتج والمسؤول.
11- ضرورة التعايش الإجتماعي داخل الاوطان، عبر تسالم الإرادات الوطنية وانصهار مصالحها في الكيان الإجتماعي الوطني المتنوع الواحد.
12- تفعيل دور المرأة عبر إفساح المجال لها بتقديم مساهماتها الفعالة في مجالات الفكر، والتنشئة والتنمية الإجتماعية.
13- العمل على تعزيز القوتين الناعمة والصلبة داخل المشروع الإسلامي العام بما يعزز مكامن القوة في الأمة.
14- التمسك بقضايا الأمة الكبرى والدفاع عنها، والإنتباه إلى مخاطر الخطط الإستعمارية الصهيونية والأمريكية على الأمة.
15- تطوير الوعي السياسي والاجتماعي المناقض والمناهض للإستبداد السياسي والمساهم في توسيع دائرة التشاور الديمقراطي.
16- احترام الخصوصية للمكوّنات السياسية داخل الوطن الاسلامي، والعمل على إدارة المصالح العامة للأمة بحكمة.
17- إعادة إنتاج وتطوير الأحزاب السياسية الشيعية وصياغة خطاب سياسي يواكب المتغيرات ويساهم في تبريد التوترات المذهبية، ويكون طلائعياً في الدعوة إلى الحريات وحقوق الإنسان والإلتزام بقضية المواطنة، ويركز على طلب الإصلاح كهدف سياسي إن كان ذلك في طريقة العمل لبلوغ السلطة أو لمعارضة إيجابية فاعلة في أمكنة أخرى.
18- القيام بخطوات مدروسة تنسج العلاقات مع القوى الصاعدة الجديدة بتفهّم واستيعاب وتوجيه.
19- العمل على تصويب مسارات الفصائل الإسلامية التي غرّتها السلطة أو أغرتها، والتي قدّمت تنازلات معينة للغرب، ظنّاً منها واهمةً أنها بذلك تأمن شروره.
20- تفعيل التعاون بين المؤسسات الداعية للتقريب الفقهي والإجتهادي بين المذاهب، ودعوة القوة الحية في الأمة للمشاركة بفاعليّة في هذه المؤسسات وأنشطتها الإسلامية المتنوعة، وتعميم نتاجاتها لتصل إلى كافة قطاعات الأمة.
21- العمل على تقليص الهوّة بين القيادات الشيعية والقاعدة الشعبية حتى لا نقع في منزلقات طبقية غير محمودة العواقب داخل البيئة الواحدة.
22- تزخيم حالة الحراك الفكري والثقافي عبر تأسيس مؤسسات علمية إبداعيّة، تفسح المجال أمام عملية النقد الذاتي وحرية الرأي، وتعطي أولوية للوحدة بين المسلمين.
23- تطوير النظام المرجعي من قبل المعنيين والمختصين، والبحث في مدى ومستوى فعالية المرجعيات في مواكبة وتطوير مختلف أوضاع المجتمع الاسلامي، والعمل على عدم تسيس المرجعيات الدينية بالشكل الذي يهزّ صورتها أمام الخاصة والعامة.
24- تطوير البنية العلمية للحوزات الدينية عبر تجديد المناهج واستحداث الآليات اللازمة لذلك، كما وتعزيز برامج اللغات الأجنبة، ودراسة التكوين الإجتماعي للحوزويين وإيجاد سبل لتقليص الفوارق فيما بينهم.
25- العمل على إصلاح ما خرُب من المنبر الحسيني والمراسم العاشورائية بشكل علمي ودون انفعال او مواقف ارتجالية.

26- دراسة كيفية التطبيق العملي لكل النظريات المساهمة في تحسين الواقع الإسلامي الشيعي، والاسلامي العام، وإدراك أن الإصلاح البطيء الفعال أفضل من السريع الأقل فعالية.
27- تنظيم قضية إنفاق الأموال الشرعيّة وتوظيفها في حركة التنمية الفعلية للواقع الإجتماعي والإنساني، عبر الإهتمام بمؤسسات الرعاية الإجتماعية وتفعيل طاقة الأكادميين، كما وتطوير الواقع العلمي وتعزيز العلاقات الإقتصادية والتجارية فيما بين المسلمين جميعاً.

السابق
أنطوني يطلب الطلاق من جي لو
التالي
الكشاف اللبناني نظم حملة بيئية في حاصبيا ومحيطها