قضماتي: إجراءات تحت الفصل السابع

أكدت الناطقة الرسمية بإسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني إلتزام المجلس بخطة المبعوث الأممي – العربي كوفي أنان، مشيرة الى أن «لا وجود لأي مؤشر بأن النظام السوري سيلتزم بوقف إطلاق النار».
وشددت قضماني على أهمية تقرير أنان الذي سيرفعه الى مجلس الأمن الدولي، معتبرة أن هذا التقرير «سيدفع المجلس لإتخاذ قرارات صارمة تجاه النظام قد تصل الى الفصل السابع».

ولفتت الى أن اللقاء الأخير الذي عقد بين وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره الروسي سيرغي لافروف يكشف عن «انزعاج روسي بدا واضحاً من لغة النقد والمطالبة الملحة بتسريع تطبيق خطة أنان».
«الراي» اتصلت بالناطقة الرسمية بإسم المجلس الوطني السوري بسمة قضماني وأجرت معها الحوار الآتي:

مهلة انان تنتهي اليوم والنظام السوري حتى اللحظة لم يسحب قواته العسكرية من المدن السورية. هل يعني ذلك أن خطة كوفي أنان فشلت؟
– حتى الآن لا وجود لأي مؤشر بأن النظام السوري سيلتزم بوقف إطلاق النار كما تطلب منه خطة كوفي أنان. لكن لن نستبق الأمور، ونحن من جهتنا في المجلس الوطني السوري وبالتنسيق مع الحراك الثوري رأينا أن نلتزم جميعاً بخطة أنان بالتزامنا وقف إطلاق النار. ونرى أن المبادرة تعثرت وأن النقاش بشأن بنودها الستة لم يتقدم، لأن الخطوة التي تتطلب الإلتزام بوقف القمع من النظام لم تتحقق بعد. نحن ننتظر (حتى اليوم) كي نرى المواقف التي يمكن أن تصدر عن المجتمع الدولي، ونتوقع أن يتخذ إجراءات ومواقف حاسمة في تعامله مع الأوضاع في سورية التي لا تتحمل المزيد من الوقت في ظل إشتداد آلة القمع غير المسبوق من النظام.

كيف تقوّمين زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لموسكو؟
– تابعنا هذه الزيارة، وأعتقد أن النظام يحاول كسب الوقت كعادته بمزيد من المراوغة وتضييع الفرص والهروب من الالتزامات التي قطعها على نفسه امام جامعة الدول العربية والمجتمع الدولي. لكن هذه الزيارة تبدو الأكثر وضوحاً وخصوصاً أن القيادة الروسية شددت على ضرورة تطبيق خطة انان. وقد لمسنا نوعاً من الانزعاج الروسي بدا واضحاً من خلال لغة النقد ومن خلال المطالبة الملحة بتسريع تطبيق الخطة. روسيا تشعر بأن هناك عملية إحراج لها وهي دولة عظمى لا تتحمل أن يكون إحراجها أمام المجتمع الدولي بهذا الحجم. ومن الواضح أن اللقاء الأخير يؤكد أن موسكو لديها خطوط حمر ولذا لمسنا من الجانب الروسي وضع حد للمماطلة التي يستخدمها النظام منذ أكثر من سنة.

ماذا بعد خطة أنان في ظل ارتفاع منسوب التشاؤم بعدم تجاوب النظام معها؟
– نتوقع أن يقدم كوفي أنان تقريراً دقيقاً، ونحن في المجلس الوطني السوري لدينا ثقة كبيرة بالمبادرة الصادقة والمهمة، ونتوقع تقريراً أميناً وصادقاً ودقيقاً حول الجهود التي قامت بها البعثة الأممية وما توصلت اليه من نتائج. وقد زوّدنا البعثة بمعلومات حول حقيقة ما يجري في سورية، وهذا التقرير الذي سيرفعه أنان سيدفع مجلس الأمن الدولي لإتخاذ قرارات صارمة تجاه النظام، وقد يوجه له إنذاراً أخيراً، وإذا لم يتجاوب النظام، سيتم وضع إجراءات حاسمة قد تُدرج تحت الفصل السابع. وكنا في المجلس الوطني السوري أصدرنا بياناً طالبنا فيه الأمم المتحدة ومجلس الأمن بتدخل فوري وعاجل لوقف الكارثة الإنسانية التي يقوم بها النظام تجاه الشعب السوري الأعزل، وطالبنا بعقد جلسة عاجلة في مجلس الأمن لاستصدار قرار تحت البند السابع الذي يوفر الحماية للمدنيين، وهذا الطلب دعا اليه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في مؤتمر أصدقاء سورية التي عُقد في تركيا.

يبدو أن القيادة التركية تتحرك لإنشاء منطقة عازلة بسبب تدهور الأوضاع الميدانية حيث أشارت بعض التقارير الى نية أنقرة بإقامة هذه المناطق العازلة على الحدود السورية تحت حماية الجيش التركي في حال فشل خطة أنان. الى أي مدى يمكن إنشاء منطقة عازلة بمعزل عن قرار من مجلس الأمن الدولي؟
– هذا ممكن، وثمة شواهد تاريخية عن قيام تحالف دولي بمعزل عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن. لكننا نعتبر أن الحل الأمثل يجب أن يكون تحت مظلة الشرعية الدولية ومجلس الأمن، وإذا فشل إصدار قرار عن المجلس فعلى المجتمع الدولي تحمل المسؤولية لأن الأوضاع في سورية لا تتحمل الانتظار ولا بد من وضع آلية لحماية المدنيين وإنقاذ الشعب السوري.

الى أين تتجه الأزمة السورية؟ وهل تعتقدين أن النظام سيُمنح مهلاً جديدة؟
– لقد أُعطي النظام الكثير من المهل من الأطراف العربية والمجتمع الدولي، ونعتقد أن كافة الدول حتى تلك التي تساند النظام، لم يعد أمامها أي عقبة لتسريع اتخاذ قرارات حاسمة من مجلس الأمن لحسم الأوضاع في سورية.
* رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سيزور السعودية غداً ويعقد اجتماعاً مع الملك عبد الله بن عبد العزيز. ماذا تتوقعين من هذه القمة؟
– أعتقد أن زيارة اردوغان هدفها التنسيق بشأن مخاطر ترك الوضع في سورية دون التعاطي معه بشكل حاسم، ونتصور أن الزيارة تهدف الى تقويم المخاطر وانعكاسات الوضع السوري على المنطقة ككل، وخصوصاً أن هناك خطراً كبيراً على الأمن الاقليمي إذا بقي الوضع على ما هو عليه، وهذا الخطر يؤثر على تركيا وكل دول الجوار المحطية بسورية.

كيف تقاربين اختراق الجيش السوري للسيادتين التركية واللبنانية؟
– هذا الاختراق يؤشر الى أن النظام السوري بدأ بتنفيذ خطوات جديدة وأنه سيذهب في المواجهة الى أبعد الحدود، وبالتالي فإن إطلاق النار على الجانبين التركي واللبناني يؤكد أن النظام مستعد أن يجرّ ليس سورية فحسب وإنما المنطقة الى مواجهات ونزاعات كي يفرض مشكلته الداخلية على دول الجوار المحيطة به، وذلك بعدما فقد الشرعية بشكل كامل.

السابق
تغييرات تنظيمية وإعلامية في حزب الله.. واحتفال إعادة إعمار الضاحية في 25 أيار
التالي
زهرا: لتفعيل قوى 14 آذار وتحديد العناوين الجديدة للمواجهة السياسية