غلطة عون بألف..عميل

إذاً، التعامل مع العدو الإسرائيلي "غلطة" وليس "خيانة وطنية"، كما أفتى النائب ميشال عون، أو من يفاخر بأنه اليوم رئيس تكتل "طويل عريض"، وكان، "الله يرحم أيام زمان"، قائداً سابقاً للجيش ورئيساً لحكومة "غير شرعية".
قال بالحرف إن القيادي في "التيار الوطني الحر"، العميد العميل فايز كرم، "دفع ثمن غلطته (..) ذهب الى المحكمة. نفّذ حكمه، وبقيت حقوقه المدنية وأتى ليزورنا (بعد إطلاق سراحه)، وهو عاد إلى بيته بعد أن دفع ثمن غلطته"!.
ملاحظة للمقارنة. كم امست قصة كرم مع العمالة "بسيطة" بالنسبة الى النائب عون، بعد "تحريره" بعونٍ ممن انحدر من قمة تحرير الأسرى إلى وادي تحرير العملاء السحيق. وكم كانت "معقدة"، كما لو أنها حياة أو موت، حين أقام الجنرال الدنيا ولم يُقعدها، عند إلقاء "فرع المعلومات" القبض على العميد!.

المهم، أن تبسيط عون للقصة يقود المتابع إلى تخيل ما دار من حوار إفتراضي بينه وبين كرم حين زاره في منزله، حيث بدا ترحيبه بالعملاء "طبيعي":
عون لكرم: "كيفك يا (…) كنت رح تودينا بمشكلة. ضروري تتعامل مع الموساد".
يرد كرم مرتبكاً: "ما يا جنرال.."
يقاطعه عون بصراخه المعتاد: "هس.. خلص.. قضيت عقوبتك. ونحن تعاقبنا بسببك.. بس هلكنا تطلعناك. مبروك دخلت السجن عميل وطلعت برتبة مقاوم"!.
كرم مذهولاً: "شو عم تحكي يا جنرال؟ كيف هيدي؟".
عون منشرحاً: "يا ابني.. المقاومة، من السيد حسن ونزول تدخلت كرمالك".
كرم يسأل: جنرال، إذا هيك، لازم نزور "حزب الله"، ونبوس إيده للسيد. الله يديمه فخر للمقاومة"!.

انتهى الحوار المفترض.
أما الأهم، فهو أن مرور عون على "غلطة كرم" بإعتباره أخطأ وقضى محكوميته، جاء بمثابة إعتراف صريح وفصيح، أن العميد عميل، ونقطة على السطر، بما يجيب على كل مهاترات العماد بأن رفيق دربه "ضحية إستهداف سياسي"، بما يعني أن كل الهجوم على القضاء و"فرع المعلومات" كان هو "الإستهداف السياسي" بحد ذاته.
فعلاً، "إذا لم تستحِ.. إفعل ما شئت". هذه هي حال جنرال الرابية. تناسى أن غلطة الشاطر بألف، وأن غلطة كرم لا تغتفر. يدوس على القيم او ما تبقى منها في زمن حكم "حزب الله، المتفاهم معه على كل شيء، حتى على تغطية العملاء واحتضانهم، طالما أنهم أبناء وثيقة تفاهم وليسوا أبناء "الموساد الإسرائيلي.
يبقى أن عون أقرّ بـ"غلطة" هي بنظر اللبنانيين "جريمة"، لكن أن يقارب "جريمة العمالة" كما لو أنها "جنحة عادية" فهي جريمة أبشع، تقود إلى تشريع العمالة على أنها "وجهة نظر"، أو تُنصّب الرابية وجنرالها "مرجعية للعمالة"، كما سبق أن قال النائب نهاد المشنوق.

رُبّ سائل: ما هو رأي "حزب الله" الشرعي بكلام حليفه المسيحي؟
من باب التوقع ليس إلا، لن يُجيب "حزب الله". فأي جواب لن يُعينه، بقدر ما يُدين من يعتز بمقاومته وبشهدائه، بالقدر نفسه الذي يعتز به بتفاهمه مع حليف، بيئته حاضنة لعملاء مدانين بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي، ممن سبق للسيد حسن نصر الله المطالبة بتعليق المشانق لهم!.

السابق
السفير: وزارة الدفاع السورية: وقف العمليات 6 صباحاً
التالي
انتصار ملف؟!