دمشق تعلن وقف الأعمال العسكرية.. على أن تبقى متأهبة لأي اعتداء ارهابي

اعلنت وزارة الدفاع السورية، صباحا وقف الاعمال العسكرية على ان "تبقى قواتنا متأهبة للرد على اي اعتداء من المجموعات الارهابية المسلحة"، وهي ستكون المرة الاولى التي توقف فيها هذه القوات اطلاق النار منذ ان بدأت في مواجهة التظاهرات السلمية بالرصاص، بعيد اندلاع الثورة ضد الرئيس بشار الاسد قبل في منتصف مارس 2012.

من جهته، جدد "الجيش السوري الحر" تأكيده الالتزام بالهدنة، وإن قلل من جدواها، بينما أكد عضو "المجلس الوطني السوري" الدكتور نجيب الغضبان لـ"الشرق الأوسط" أن المعارضة السورية، تؤيد كل ما يؤدي إلى وقف القتل والدماء والمجازر بحق الشعب السوري، مشددا على أن المعارضة "لن تعطي النظام أي مبرر أو فرصة لتحميلها مسؤولية خرق الهدنة وإفشال مهمة أنان".

والملفت ان وزارة الدفاع السورية لم تشر في بيانها الى ان وقف العمليات يأتي التزاما بخطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان، الذي اعلن مع ذلك تسلمه رسالة من السلطات السورية في هذا الشأن.

وبالتالي فمع دخول الأحداث السورية مرحلة "اعلان وقف اطلاق نار"، بدأت حرب التفاصيل في خطة مبعوث الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان، ذات النقاط الست. وليس واضحاً بعد، كيف ستُوحَّد وجهات النظر بشأن تطبيقاتها بين كل الأطراف المعنية بتنفيذها، بخصوص المعايير الواجب التزامها
لا سيما وقد جرت خلال الأيام العشرة الاخيرة مفاوضات بعيدة عن الأضواء بين أنان من جهة، ووزارة الخارجية السورية من جهة ثانية، للتوافق على معايير مشتركة تتيح البدء بتطبيق البنود الستة، وبخاصة، في هذه المرحلة، النقطة الثانية منها، المتعلقة بإيجاد تفاهم على كيفية "وقف العنف"، ثم الدخول فوراً في مرحلة "إعلان وقف نار"، وإثر ذلك مباشرة البدء بـ"نشر مراقبين محايدين للسهر على استدامته".
كشفت شخصية دبلوماسية عربية مطّلعة لـ"الأخبار" عن تفاصيل ما سماه مفاوضات المراسلات البعيدة عن الأضواء، التي جرت بين انان ووزير الخارجية السورية وليد المعلم، خلال الفترة ما بين 31/3/2012 ولغاية الأيام القليلة الماضية التي شهدت ولادة مصطلح مهلة يوم العاشر من نيسان الجاري. وقال إن هذه المفاوضات هي التي ادت الى ولادة مهلتي 10 و12 نيسان كسياق مرتجى "لإعلان وقف نار"، اللتين لا يزال أمر نجاح تطبيقهما محل سؤال كبير.

تظهر وقائع هذه المفاوضات عبر المراسلات الخاصة بين انان والمعلم، عن طبيعة الأساس الهش الذي تقف عليه مهلتا يومي 10 و 12 نيسان، وطبيعة الفجوات في تفسير الطرفين لرؤيتهما في كيفية تطبيق النقطة الثانية من مقترح انان، المطروحة الآن للتنفيذ، وأيضاً رؤيتهما لكيفية متابعة تنفيذ باقي النقاط الست في المستقبل.

السابق
طابور خامس
التالي
صفير يخرج عن صمته