لماذا انتقل الرئيس بري الى المصيلح فجأة

وصف مراقبون انتقال رئيس مجلس النواب نبيه بري الى دارته في المصيلح على غير عادته في مثل هذه الاوقات وبعد انقطاع عنها دام 7 اشهر بنها خطوة مفاجئة، وهو يعني للمراقبين السياسيين انزعاجه من ملفات سياسية مطروحة على الساحة اللبنانية يريد الابتعاد عنها او رغبته في اطلاق مواقف سياسية معينة من الجنوب.

المصيلح | محمد دهشة
قال الرئيس بري خلال دردشة مع الإعلاميين في دارته في المصيلح عن الأوضاع في سوريا "أريد أن أسألكم أنتم الذين تعيشون في الجنوب ومنذ العام 1948، منذ أيام أجدادكم وآبائكم أليس من كانت إسرائيل عدوه ألا تعتبر عدوا كافيا؟ لماذا نحاول إيجاد عدو آخر لنا على الحدود الشمالية؟ ان سياسة الحكومة النأي بالنفس يستفيد منها الجميع، موالاة ومعارضة حتى لو شتمها الجميع، فليتقوا الله فقط".
وعن قانون الإنتخابات، قال الرئيس بري "اننا في كتلتي التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة مع ما يتفق عليه اللبنانيون، مع أي قانون يخفف من حدة الطائفية والمذهبية وهنا أسمح لنفسي أن أتحدث باسم الكتلتين، لكن نحن موقفنا مبدئي الجميع يستطيع التحدث كيفما شاء في هذا الموضوع، الجميع يدعي انه يريد النسبية لكنه في الحقيقة يريد أن يعود الى قانون "الستين سنة وسبعين يوم الى الوراء". اننا في حركة "امل" موقفنا مع لبنان دائرة واحدة على أساس النسبية، ونحن بنفس الوقت منفتحون على أي نقاش جدي يوصل الى قانون يمكننا كلبنانيين من ربح لبنان، وعلى الحكومة أن تتحمل مسؤولياتها في هذا المجال بأقصى سرعة وليس كعادتها تعود الى اجترار الكلام حول المشاريع دون أي تنفيذ على الإطلاق، رغم عدم تفاؤلي بحصول أي جديد في هذا الإطار، ومحاولة التمسك بأهداب الوسطية بين حق وباطل وبين مصلحة لبنان وعدم مصلحة نخرب لبنان".
وحول موضوع الغلاء وسلامة الغذاء، قال "الرزق السايب يعلم الناس الحرام والسرقة"، وللأسف لو ان هناك حماية مستهلك لما كنا عانينا من الفساد، وعلى المستوى التشريعي لنكن واضحين في موضوع الأمن الغذائي، يجب التعامل مع هذا الموضوع كجناية الشروع بالقتل وليس كجنحة".
قضية النفط
واعتبر الرئيس بري ان "قضية النفط في لبنان يجب أن تكون قضية اللبنانيين الأولى وليس سواها من الأمور التي يحاول البعض إخراجها الى السطح في السياسة اللبنانية، متناسين الأعماق، لأن العمق الحقيقي للبنان اقتصادي واستراتيجي، وعمق المقاومة هو موضوع النفط".
وقال بري: "في هذا الموضوع علينا أن نضع مسلمات، وقد نفهم ان في السياسة اللبنانية هناك تمايزا، فحق لبنان في النفط هو حق سيادي من دون أي تحفظ، فكما ننظر الى حدودنا البرية والى مزارع شبعا وقانا وصور، كذلك يجب النظر والتعامل مع حدودنا البحرية. هذا أمر، والآمر الآخر إذا كنا في يوم من الأيام لم نتجرأ على إلغاء الطائفية والتي هي علة العلل في لبنان منذ تاريخه الحديث حتى اليوم، على الأقل فالرخاء والإنماء المتوازن كما نص اتفاق الطائف يخفف من حدة الإصطفاف الطائفي بين منطقة ومنطقة، وهذا الأمر يجب أن يدفعنا الى الإسراع في استخراج النفط بعيدا عن التجاذب السياسي".
وأردف بري: "لن يستخرج النفط من طرف دون طرف آخر في المنطقة، والذي كان يعنينا بما كان يسمى بالشريط الحدودي في البر لن نكون اقل اهتمام منه في ما يتعلق بشريط حدودي آخر يقام في البحر، بمعنى آخر ان لبنان له الحق بانتزاعه بالمقاومة إذا لم نستطع بالدبلوماسية أن نصل الى نتيجة ما مع الإشارة الى انه وفقا لاتصالاتنا وعملي المتتابع دبلوماسيا، لم نلجأ يوما الى المقاومة إلا بعد استنفاد كل السبل والوسائل الدبلوماسية مع الأمم المتحدة وسواها، والقرار 425 خير دليل. واليوم نحن نحاول القيام بالمساعي ذاتها الدبلوماسية، وهذه المساعي التي أقوم بها شخصيا وكذلك الدولة اللبنانية وصلت الى نقطة حساسة، وانني آمل خيرا في ان تحل هذه القضية للوصول الى خط أبيض في البحر المتوسط الأزرق، واعتقد انه خلال فترة وجيزة جدا سوف يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأزرق".
وعن التعيينات، اكتفى بالقول: "اسمع تفرح جرب تحزن".
وكان بري استقبل في دارته في المصيلح، عضو جبهة "النضال الوطني" النائب أكرم شهيب كما استقبل رئيس الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب اسعد حردان مترئسا وفدا من الحزب، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة "أمل" جميل حايك.
تعليق مراقب

السابق
بييتون:يجب ان يستمر التوافق حفاظا على السلم الأهلي
التالي