سعيد:تغيرت قواعد الإشتباك السياسي

أكد منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار النائب السابق فارس سعيد ان "قواعد الإشتباك السياسي تغيرت" بعد محاولة إغتيال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، رابطاً ذلك بـ "تبدل الصورة الإقليمية" خصوصاً بالنسبة الى موقع الرئيس السوري بشار الأسد وتغيّر سلوك "الجهة التي كانت تتولى موضوع الإغتيالات قبل العام 2008".
وشدد في حديث إلى "المستقبل" أمس، على أن الإجتماع الموسع الذي دعت اليه الأمانة العامة لقوى 14 آذار في معراب هو "للتضامن مع جعجع"، لأن محاولة اغتياله "أدخلتنا في مرحلة جديدة ومن الطبيعي أن يدور النقاش بين ناشطين وقادة رأي من أجل توحيد القراءة السياسية والعبور إلى المرحلة الجديدة".

وهنا نص الحوار:
بعد محاولة الإغتيال، هل تغيّرت قواعد الإشتباك السياسي؟
ـ لقد تغيرت قواعد الإشتباك السياسي التي كانت قد برزت بعد إتفاق الدوحة، بحيث كان هنالك تعهد من جانب الأطراف المعنية بالإغتيالات بوقف الإغتيال السياسي. وهكذا عاش لبنان مرحلة ما بين العام 2008 و2012 متمسكاً بهذه القواعد وبالتحديد من قبل الجهة التي كانت تتولى موضوع الإغتيالات قبل العام 2008.

وما الذي تبدل الآن؟
ـ اليوم مع محاولة إغتيال الدكتور سمير جعجع نقول بكل بوضوح بأن قواعد الإشتباك السياسي تبدلت، وان تبدل هذه القواعد ناتج عن تبدل الصورة الإقليمية. ففي العام 2008 كان الرئيس السوري بشار الأسد يتمتع بعلاقات عربية جيدة مع المملكة العربية السعودية وقطر، كما كان الغرب يحاول إستمالته بدليل أنه كان واقفاً إلى جانب الرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) في العيد الوطني الفرنسي في تموز 2008، وكان هنالك تقارب أميركي مع الرئيس الأسد.
أما في المشهد الداخلي ـ اللبناني فلم يكن صادراً بعد القرار الإتهامي الذي اتهم مقربين من "حزب الله" بالإغتيالات التي حصلت في لبنان. اليوم تبدل كل هذا المشهد الإقليمي بعدما أصبح بشار الأسد في عزلة عربية ودولية وهو على قيد الحياة السياسية بسبب الفيتو الروسي والصيني، و"حزب الله" اليوم في دائرة الإتهام من خلال صدور القرار الإتهامي. كما باتت "حماس" تدور في فلك عربي أكثر مما هو فلك إيراني، وبالتالي هذا التبدل في المشهد الإقليمي فرض على اللاعبين الداخليين أيضاً التبدل في قواعد الإشتباك.

إلام يرمز الإجتماع المزمع عقده في معراب اليوم؟
ـ أولاًَ التضامن والتضامن والتضامن، مع رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع الذي له تاريخ من الإستقامة السياسية والإلتزام الوطني مع فريق 14 آذار، وبالتالي من الطبيعي أن تتضامن 14 آذار معه، والقول إن إستهداف فريق من 14 آذار يشكل إستهدافاً لكل 14 آذار بكل شخصياتها.

الإجتماع الذي دعت إليه الأمانة العامة لقوى 14 آذار، هل سيكون شبيهاً بلقاء "البريستول"؟
ـ "البريستول" شي وهذا الإجتماع شيء آخر. الفارق بينهما أن مبادرة الدعوة أتت من الأمانة العامة لقوى 14 آذار، وأن شكل الإجتماع مرن أكثر من لقاء "البريستول". في هذا الإجتماع ستتولى الأمانة العامة النقاش الذي سيصدر بنتيجته بيان تتلوه الأمانة العامة.

وماذا عن المشاركين؟
ـ هنالك حزبيون ومستقلون، قادة رأي، شخصيات، نواب ونواب سابقون. هذه بيئة 14 آذارية داعمة لقوى 14 آذار بشخصياتها السياسية بنوابها وبوزرائها الحاليين والسابقين وبالناشطين. لقد أدخلتنا محاولة الإغتيال في مرحلة جديدة ومن الطبيعي أن يدور النقاش بين هؤلاء الناشطين وقادة الرأي من أجل توحيد القراءة السياسية والعبور إلى المرحلة الجديدة.

عدا محاولة الإغتيال، هل هنالك أسباب إضافية لتحرك قوى 14 آذار؟
ـ هي محاولة الإغتيال ودخول لبنان في مرحلة جديدة.

هل هنالك من خطة ما حول سلوك نواب 14 آذار خلال الجلسة العامة، خصوصاً بعد حجب وزير الإتصالات نقولا صحناوي "داتا المعلومات"؟
ـ هنالك إستحقاقان، الأول هو المصير السياسي لوزير الإتصالات الذي يحجب "الداتا" عن الأجهزة الأمنية، والثاني جلسات المناقشة العامة في 17 الجاري.

أيعني ذلك إمكانية طرح الثقة بالوزير صحناوي؟
ـ هناك نقاش سيدور. لا نريد أن نستبق أي شيء، هذا الموضوع مطروح على الإجتماع اليوم وعلى كل إجتماعات 14 آذار التي ستليه.

هل سيقتصر البيان الذي سيصدره المجتمعون على استنكار محاولة الإغتيال أم أن هنالك خطوات تصعيدية؟
ـ هناك بيان تضامني ويكشف أمام الرأي العام اللبناني آفاق المرحلة الجديدة، بالإضافة إلى تدابير أخرى.

برأيك، الوضع الحدودي بعد استشهاد الصحافي علي شعبان، كيف يمكن التصدي له؟
ـ إستدعاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان أو رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي لكل من سفير سوريا في لبنان علي عبد الكريم علي وسفير لبنان في سوريا ميشال الخوري من أجل المطالبة بكشف ملابسات هذا الموضوع. وإذا لم تتم معالجة حقيقية للأمر أي تحميل الجانب السوري وتحديداً الجيش النظامي مسؤولية قتل لبنانيين بدم بارد على الأراضي اللبنانية، فتكون الخطوة اللاحقة بتقديم لبنان شكوى ضد سوريا لدى مجلس الامن.

السابق
توازن إقليمي يحمي نظام الأسد ويمدد له قرار وقف العنف الى الغد !
التالي
لهذه الاسباب يتحمس بري لعدم العودة الى قانون الـ 60