انشغالات المراجع برصد العلاقات التاريخية

لم يعتَد بعضُ المراجع في لبنان على الكلام الشفاف والمخاطبة المباشرة والصدق في التعاطي، لذا فإنهم يستغربون هذا الاسلوب على رغم إيجابيته، وأحياناً لا يكتفون بالإستغراب بل تتحرك فيهم أسئلة ضياع الوقت ومحاولة قطع الطريق على كل ما يُقرِّب ولا يُبعِّد، وعلى كل ما هو إيجابي.

منذ مدة خاطبنا رئيس مجلس النواب نبيه بري عبر هذه الزاوية بالذات، مضمون المخاطبة كان واضحاً جداً لا لبس فيه فليس فيه شيفرة، فما نريد أن نقوله قلناه، وما كان يدور في بالنا كتبناه، فلم نعقد إتفاقات من تحت الطاولة ولم نَغُص في التحالفات الإنتخابية من وراء الستارة، كانت كلماتنا واضحة وأهدافنا كذلك، ولكن على رغم الوضوح بلغت الريبة عند بعض المسؤولين حدَّ التشكيك ودفعتهم إلى الإستفسار عما بين السطور وعن الخلفيات والأهداف.
غريبٌ عجيبٌ أمرهم، كأنهم تعلموا أن يقرأوا بين السطور، لا السطور، أو كأنهم لم يعتادوا على الكلام الواضح والشفاف.
نُطمئنهم، بيننا وبين الرئيس نبيه بري إحترام متبادل، وتقدير متبادل، يُطمئننا وجوده ونرتاح لمرجعيته لأن بين الرؤساء الثلاثة هو مرجعية المواطن للبت سريعاً بكل حق، ويذهب تفكيرنا إليه في كل مرة نشعر بأن هناك حاجة لمخاطبة رجل دولة في شؤوننا وشجوننا، أما لماذا هو ذلك المسؤول لأن التجربة علَّمتنا وأعطتنا دروساً عدا الرئيس بري لا حياة لمن تنادي.

والأغرب من كل ذلك أن البعض، بدلاً من أن يُركِّز على دوره ومهامه ومسؤوليته في البلاد فإنه يعمد إلى تعقُّب أدوار الآخرين ومسؤولياتهم، فينشط المسؤول عبر معاونيه بالتحري عن دورنا مع الرئيس بري وكأن كِبر العلاقة الوطيدة الشفافة أمر مستهجن في لبنان. أليس أفضل أن تكون أدوارهم مركزة على الإهتمام بأوضاع البلاد والتركيز على ما هو مفيد دائماً لمصلحة المواطن؟

حين يكون الوضع على هذه الحال فإننا لا نعود نستغرب لماذا تتراكم الملفات، إن الأوقات التي يجب أن تُكرَّس لها يتم إهدارها.
فليطمئن جميع الغيارى، إن كلام هذه الزاوية واضحٌ جداً، فما نكتبه لا نكتبه همساً كأصواتهم، وما نعنيه لا يحتمل تأويلاً كأفكارهم وآرائهم، والعلاقة بين دار الصياد ورئيس مجلس النواب نبيه بري هي علاقة مباشرة ولا تحتاج إلى فلاسفة يُفسدون العلاقات أكثر مما يطوِّرونها.

هذه المرة سنكتفي بهذا القدْر لأنه لا يجوز في ظل الأوضاع المعقدة جداً في البلد أن يكون هناك من يتلهى وكأن لا شيء يشتغل فيه أو من أجله.

السابق
نسرين.. تفوز بمسابقة للغناء بالعبري وتفتخر بهويتها الإسرائيلية !!
التالي
السور الساخر