الراي: تشييع شعبان من بيروت إلى الجنوب وسط تضامُن إعلامي و… غضب

كان موعد المصوّر في تلفزيون «الجديد» علي شعبان امس، مع الوداع الاخير الذي توزّعت محطاته بين «بيته الثاني» اي مبنى تلفزيون «الجديد» في محلة وطى المصيطبة في بيروت ومنزله في حارة حريك (الضاحية الجنوبية لبيروت) ومسقطه في ميفدون (الجنوب).
في اول «صباح موت» له، لم يكن لبرد مكان. فمن براد «مستشفى رفيق الحريري الحكومي» (بيروت) الى مبنى «الجديد»، كان الرفاق على الموعد، بأسود الحداد، ودموع الفاجعة، والعيون المصدومة لفقدان هذا المصوّر الذي كتب له مصيره الاسود ان يصبح صورة مرفوعة ومكلّلة بـ «وسام الشهادة».

«شهيد الواجب»، وهو الاول الذي سقط على الحدود اللبنانية – السورية، كان له في محطته «استقبال الأبطال» على وقع «ذكريات» الزملاء عن جرأته في تغطية الأحداث الساخنة من «حرب الـ 33 يوماً» في يوليو 2006 و«حرب المئة يوم» في مخيم نهر البارد صيف العام 2007 وغيرها من «المهمات الشاقة».
ومن التلفزيون الذي بكاه وصارت شارة الحداد «لوغو» جديداً على يسار شاشته، انتقل جثمان علي الى منزله في حارة حريك حيث كان يفترض ان يُحمل يوم الاحد على الاكتاف عريساً لم يبق منه الا بدلة عرسه التي حملتها والدته المفجوعة واستقبلت بها نعشه الذي ارتفع على الاكفّ في زفة موت» عُدّتها نثر الأرز و… التصفيق.
وبعد القائه النظرة الاخيرة على بيته في الضاحية، شقّ طريقه الى ميفدون، مسقط رأسه ومثواه الاخير. ومن أمام النادي الحسيني في البلدة شُيّع علي شعبان وسط غضب مكتوم بمشاركة ممثل الرؤساء الثلاثة النائب عبد اللطيف الزين، وممثل الأمين العام لحزب الله النائب حسن فضل الله، وحشد من الشخصيات السياسية والاعلامية وأسرة «الجديد».

وعقب التشييع حُمل النعش الملفوف بالعلم اللبناني في مسيرة تقدمها حملة الأكاليل وصورة كبيرة لعلي كـــــــــــــــتب عليها «أصبحت أنت الصورة والخبر»..
وكان لافتاً وصول عشرات من أكاليل الزهور التي وضعت على ضريح شعبان أبرزها للرؤساء الثلاثة، والأمين العام لـ «حزب الله»، الذي قدّم نائبه حسن فضل الله أحر المواساة باسمه وباسم نصرلله «الى عائلة شهيد الاعلام علي شعبان والى اسرة «الجديد»، والى أهالي بلدتي ميفدون وجباع والى كل الاسر الاعلامية التي شاركت في هذا الحزن على هذا الشهيد وفقيد الاعلام». ودان فضل الله «الاعتداء على الاعلام اللبناني الذي نريده اعلاما حراً دائماً يتحرك بحرية ومحصن في اطار عمله الذي يقوم به وفي اطار ممارسته لواجباته المهنية»، وقال: «في هذا السياق لا بد للحكومة اللبنانية ان تتابع خطواتها من اجل سوق المجرمين الى المحاكمة كي يُقتص ممن يستهدف الاعلام الاعلاميين في عملهم».

السابق
الحياة: مطالبات باستدعاء سفير دمشق وعون يريد انتظار نتائج التحقيق
التالي
المسألة هي الشعب السوري