الصفحة التي حيرت العالم.. تتوقع أحداث المنطقة قبل حصولها

«عودة فارس مصر2011»، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لكنها لم تكن كأي صفحة، فقد أثارت جدلا واسعا منذ بداية الربيع العربي، لما لا وإذا كانت هي التي توقعت تلك الثورات وكشفت عنها قبل اندلاعها. تلك الصفحة التي تظهر فجأة وتختفي فجأة، كانت أول من توقع بالثورات العربية وتابعت منشوراتها التي تتوقع الأحداث قبل وقوعها، مما أذهل اعضاؤها الذين يستقبلون المعلومات والتوقعات ولا يعطونها أي أهمية، لكن فجأة وبعد فترة من الوقت قد لا تزيد عن ساعات يفاجئون بأنها وقعت بالفعل وصدقت تنبؤات «فارس مصر». كانت أقرب تلك الأحداث، اغتيال العالم النووي الإيراني مطلع العام الحالي، حيث أكدت الصفحة أن هناك عالما إيرانيا سيتم اغتياله خلال ساعات، وطمأنت المصريين الى أن الحادث لن يكون في النطاق المصري، ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى أعلنت السلطات الإيرانية عن وقوع حادث اغتيال بالفعل، استهدف العالم النووي مصطفى أحمد روشن.

وسائل الاعلام هي الأخرى تداولت الخبر عن الصفحة التي تتوقع الأحداث قبل وقوعها واحتلت عنوانين كثير عنها لكن أحدا لم يتمكن من الوصول لتلك الجهة المجهولة التي تديرها، وهدفها وعلاقتها بتلك الحوادث التي تتوقع حدوثها.

وعند السؤال عن الجهة المجهولة التي تدير الصفحة فإن ذلك يفتح بابا من الحيرة حيث ان كواليس الأحداث لا تعرفها إلا جهة قد تكون مخابراتية، وربما تكون هي المنفذة لتلك الحوادث، ودراساتها اثبتت قرب نهاية الأنظمة الظالمة بالدولة العربية، لكن في الوقت نفسه تأتي عبارات غريبة لمدير الصفحة حيث يتحدث بلسان جهة دينية ويؤكد مرارا وتكرارا أنه يقترب من التيارات الدينية في مصر، ليتأتي تساؤلا: لماذا لا تكون هذه مناورة لابعاد النظر عنه. مرت أيام قليلة من حادث العالم الإيراني وبعد أن بدأت الصفحة في اثارة الجدل بشكل كبير، اختفت فجأة من على موقع التواصل الاجتماعي ولم يعد لها وجود حتى الأيام الأخيرة، حيث عادت الصفحة مرة أخرى وطرحت مادة للحوار وكان نصها: ابحث دائما عن أصحاب العقول الذين اخترقوا دائرة الواقع المزعوم، والذي اعتاده الناس وغفل عنه الكثيرون، وتعمد اخفاؤه آخرون، وسكت عنه ضعفاء مساكين.

فهل بيننا أحد خرج عن هذه الدائرة؟ ولا يقتنع بكلام الصحف والبرامج والحكام وأصحاب الشهرة؟ وقرأ التاريخ ويعلم حقيقة ما نحن فيه رغم ارتداء الباطل قناع الحق وظهوره بين الناس وصدقه الجاهلون؟ هل هنا من يكفر بالديموقراطية ويؤمن بعبادة الله وحده ويفهم ما اقول؟

السابق
الوسوف..الى لائحة العار!!
التالي
السرطان يقتل مرّتين؟