الـ”تايتانيك” تحافظ على سحرها بعد 100 سنة على غرقها

لا تزال كارثة الـ"تايتانيك" تعتبر إحدى أكبر الكوارث في التاريخ الحديث بعد مرور مئة سنة على غرق السفينة في 15 نيسان (أبريل) 1912 خلال رحلتها الأولى من ساوثامبتون، جنوب شرق انكلترا إلى نيويورك.
ويقول فيليب ليتلجون وهو حفيد مضيف من مضيفي السفينة نجا من الكارثة "أعتقد أن غرق التايتانيك أحدث في تلك الفترة تأثيرا مماثلا لتأثير اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر). منذ ذلك الوقت، غرقت سفن أخرى وأوقعت عددا أكبر من الضحايا لكن التايتانيك لا تزال تحتفظ بهالة خاصة لأنها كانت تمثل نموذجا صغيرا عن المجتمع في تلك الحقبة".
اضاف "كانت عالما مصغرا استحال فيه أن يتقابل الأثرياء والمشاهير مع ركاب الدرجة الثالثة. وتزامنت الكارثة أيضا مع نهاية حقبة معينة. فالحرب العالمية الأولى قلبت كل الموازين بعد سنتين".
ومن المتوقع أن يعقد فيليب ليتلجون مؤتمرا حول حادثة الغرق خلال رحلة تذكارية من ساوثامبتون إلى نيويورك في 8 نيسان (أبريل).
وبعد اصطدام الـ"تايتانيك" التي كانت السفينة الأكثر حداثة في العالم والتي اعتبرت "غير قابلة للغرق" بجبل جليدي في 15 نيسان (أبريل) 1912، استغرقت ساعتين و40 دقيقة لتغرق كليا. ولقي أكثر من 1500 شخص حتفهم في مياه المحيط الأطلسي الشمالي الجليدية فيما نجا نحو 700 آخرين.
لكن تلك لم تكن سوى البداية. وصدرت أفلام عدة أهمها الفيلم الذي أخرجه جيمس كاميرون سنة 1997 وكتب وسير ذاتية وصور تشهد على سحر هذه السفينة الذي لا ينضب.
وبالنسبة إلى جوليان فيلويس الذي كتب لقناة "آي تي في" البريطانية الخاصة سلسلة من أربع حلقات بيعت حتى الآن في أكثر من 80 بلدا، فإن قصة "تايتانيك" تضم كل مقومات الفيلم ـ الكارثة.
ويشرح "حصلت الكارثة وكانت حقيقة وواقعا. رجال ونساء يركضون في كل الاتجاهات على الجسور وعدد كبير منهم سيموت. لا يمكن أن ننظر إلى ذلك بلامبالاة. اعتبار الكارثة تمهيدا للحرب الممتدة بين 1914 و1918 يزيد كثيرا من وقعها".
أما بالنسبة إلى المغني روبين غيب من فرقة "بي جيز" الذي ألف ترنيمة للتايتانيك ستعزفها للمرة الأولى الأوركسترا السمفونية الملكية في لندن، فإنها "سفينة بنيت في فترة كان العالم يثق فيها تماما بقدراته. لكننا نعرف ما كانت النهاية".
ويعتبر ستيفن كاميرون مؤسس شركة "بلفاست تايتانيك سوسايتي" ان اهتمام العالم بالسفينة عاد من جديد بعد اكتشاف حطامها سنة 1985.
ويقول كاميرون الذي ينظم رحلات إلى المصانع التي بنيت فيها "تايتانيك" في بلفاست "كان اهتمام الناس بالسفينة ضئيلا من قبل. في البداية، كنا نستقبل شخصين فقط لكننا استقبلنا السنة الماضية 1200 شخص في غضون أسبوعين".
ومن بلفاست التي أبصرت فيها "تايتانيك" النور إلى ساوثامبوتون التي أبحرت منها، عادت السفينة إلى الحياة في المدن البريطانية التي كانت قد دفنتها في الذاكرة. فطوال سنوات، عم الصمت وبدا عمال مصانع السفن والبواخر مصدومين بعد الكارثة السوداء التي ألمت بجوهرة صناعة السفن البريطانية.
واليوم، تأمل بلفاست التي شهدت ثلاثين سنة من الاضطرابات الطائفية تحسين صورتها بإنشاء متنزه جديد مخصص لقصة "تايتانيك" في حي مصانع السفن. أما ساوثامبتون التي منيت بالخسارة الكبرى بسبب وفاة 549 شخصا من سكانها في الحادثة، فقد أنشأت متحفا مخصصا لأفراد الطاقم، من عمال القسم التقني إلى مضيفي الدرجة الأولى.

  

السابق
مخمور يعض شرطياً ألمانياً في منطقة حساسة أثناء القبض عليه!
التالي
مسيرة في النبطية في ذكرى تأسيس البعث ودعما لسوريا