قديس العمالة

العميد فايز كرم المدان بجرم التعامل مع إسرائيل يفرج عنه بعد قضاء عقوبته المخفضة معززا ً مكرما ً من قبل أهله وأنصاره "بالتيار الوطني الحر" محمولا ً على الأكتاف كالأبطال الشجعان المنتصر على عقوبة المؤبد.
هذا القيادي في "التيار البرتقالي الحر" فايز كرم لم يكتف بالإنتصار الذي أحرزه على العدل والقانون والقضاء المسيس بعدم نيله عقوبة السجن المؤبد, بل تابع إنتصاره على المقاومين والشهداء منهم خلال حرب يوليو عام 2006 ضد العدو الإسرائيلي.

ظلم ٌ, نعم إنه لظلم ٌ أن يتم تخلية سبيل كرم بعد قضاء مدة عقوبته المخفضة من دون المساواة به كباقي العملاء. قديس العمالة المنتصر على "حزب الله" صاحب معادلة "الجيش, الشعب, المقاومة" ومرغما إياهم على السكوت من دون التعليق بعد خروجه من السجن, لو كان من حزب القوات اللبنانية أو حزب "الكتائب" أو من تيار المستقبل لاقام الدنيا ميشال عون ومعه "حزب الله".
هذا العميد بحذف "الدال" وإستبدالها بحرف "اللام" فايز كرم, عرج على "الرابية" قبيل توجهه إلى بلدته زغرتا شمال لبنان لأخذ البركة والرضى وتقديم الوفاء بعدم نكران الجميل لسيده "الفوهرر" ميشال عون الذي لم يتخل عنه ولا عن عمالته لإسرائيل بعد أن فصل له قانونا ً بتخفيض محكوميته وبمباركة من "حزب أشرف الناس".

عند وصول كرم إلى بلدته زغرتا كان في إنتظاره أهله ومحبوه من أنصار "التيار البرتقالي الحر" يهتفون ويزغردون له على سلامة عمالته لإسرائيل لدرجة أنها حركت مشاعره العاطفية ليطلق معادلة جديدة مضحكة قائلا ً: (ما من أحد قادر على المزايدة علينا "لا بالشرف ولا بالكرامة ولا بالعزة".)
عن أي مزايدة "شرف" يتحدث: عن قدسية "شرف" العمالة لإسرائيل, وسكوت "حزب الله" عنه.

عن أي مزايدة "كرامة" يتكلم: عن شهامة "كرامة" عمالته لإسرائيل بنظر العدالة اللبنانية, الذي هو بنظر إسرائيل من دون "كرامة" لخيانة بلده وشرفه العسكري. عن أي مزايدة "عزة" يقول: عن "عزة" نفسه ووجدانه بنقل الأخبار والمعلومات عن الوطن للعدو الإسرائيلي. ويحك, إن العمالة بمثابة فخرٌ واعتزاز وإنجاز لك وللذين تغاضوا عن عمالتك متسترين عليك خصوصا ً سيدك جنرال "التيار الوطنجي الحر" الفوهرر ميشال عون.
ويحك فالعميل لا دين ولا جنسية له.  

السابق
الاخبار: جعجع: أنا الشهيد الحيّ
التالي
الشرق: سليمان تبلغ قلقا اميركيا لمحاولة اغتيال جعجع