قبلان: المشاكل في بلاد المسلمين منشؤها عدم التمسك بالقرآن

القى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة التي استهلها بالقول: "إن الموعظة تغسل القلوب وتعمل من اجل مصلحة الإنسان إذ تبعده عن البلاءات والمشاكل والهموم، وعلينا ان نأمر بالمعروف وندعو إلى سبيل الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة، فنتحرك من اجل تنظيف الإنسان من العيوب والانحرافات، وخاصة إن الموعظة تعيد الإنسان إلى رهبة الله ومرضاته وطاعته، ومن واجبات رجل الدين إن يعظ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الخير، وعلينا إن نبتعد عن المعاصي ونرتدي لباس التقوى والورع عن محارم الله ونتجنب الفتن بين العباد ونصوب الموعظة فنصقلها من كل خشونة وغلظة فنتحلى بحلية الصالحين ونبتعد عن ممارسة الشر والمنكر والبغي، كما قال تعالى: ولتكن منكم امة يدعون إلى الخير ويأمرون وينهون عن المنكر. إن الأمة تكون مرضية ومحبوبة عند الله والناس اذا التزمت أوامر ربها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعلينا إن نبذل الجهد لجمع الكلمة ورأب الصدع ووضع الناس في طريق الاستقامة والخير والرشاد، فنكون الأمة الوسط التي كانت خير امة اخرجت للناس تدعو إلى الخير وتنهى عن المنكر، وعلى المسلمين ان يعودوا إلى رسول الله فيبتعدوا عن كل منكر وباطل ويلتزموا نهج النبي وتعاليمه ليكونوا في رحاب أهل الحق والنبي وأهل البيت، إن العودة إلى الإسلام طريق نجاة وبدون اسلام لا ننقذ أنفسنا فالإسلام دين امان وسلام واطمئنان، وعلماؤنا الكرام ساروا على نهج رسول الله وعملوا لما فيه رضا الله تعالى، علينا إن نتعظ بمواعظ الله فنكون مع الله ليكون الله معنا".

وتابع: "إن المنكرات كثيرة في ايامنا والمعاصي كبيرة، فيما المطلوب منا إن نعتصم بحبل الله تعالى ونتمسك بالوحدة ونبتعد عن الشرذمة والفتنة والمشاكل، فالموعظة حياة للإنسان بشرط إن يتعظ ويستمع لما في الموعظة من مواقف حسنة ومواقف كريمة، فنصحح أوضاعنا ونصلح أمورنا ونبتعد عن المنكرات واللغو واللهو".

وعزى المسلمين في ذكرى وفاة السيدة الزهراء "التي كانت إنسية مباركة مطهرة تستحق إن نقتدي بها ونتمسك بتعاليمها فنتعاطى معها بايجابية وخير وعافية، فنعيد للمرأة مكانتها بان نعيدها إلى رحاب السيدة الزهراء التي تمثل وتجسد خير الأنبياء وأفضل الرسل محمد، وعلينا إن نمتن العلاقة مع تعاليم السيدة الزهراء، لذلك نطالب نساءنا بأن يقتدين بالزهراء ويعملوا عملها ويحصن أنفسهن بأدعيتها، فهي تلميذة رسول الله وبضعته وأحب الناس اليه إذ علمها من علمه وأدبها بأدبه، فكانت الصديقة الطاهرة المعصومة التي ظلمت وكسر ضلعها ولكنها صبرت وتمسكت بنهج أبيها، فهي من أهل البيت الذين علمونا كيفية تربية الأسرة والتعامل مع أفرادها، فضلا عن التعاطي مع الناس بالحسنى وخاصة الفقراء منهم، إن مدرسة أهل البيت تشتمل على كل العلوم والآداب ومكارم الأخلاق، ففيها السلامة والاطمئنان والرقي، فأهل البيت علموا الناس خصال الخير وأبعدوهم عن الرذائل والمنكرات والبغي واللغو. إن حياة أهل البيت موعظة للناس ففي سيرتهم الخير والبركة والشجاعة ومكارم الأخلاق، وعلى رجال الدين ان يبذلوا الجهد في تربية الناس وتعليمهم وإرشادهم وتنظيم شانهم ليكون الناس متواصلين عاملين في سبيل الخير مقتدين بأهل البيت، وعلينا كمسلمين إن نعود إلى رحاب أهل البيت لنتمسك بتعاليمهم وإرشاداتهم، فهم اطهار مباركون محبون للسلام عاملين لما فيه مصلحة الناس وخيرها، وعلينا إن نبتعد عن الغلظة والخشونة فنعمل جادين متمسكين بتعاليم أهل البيت الذين اسقطوا حب الدنيا من اعتباراتهم، فكان طموحهم الوحيد رضا الله تعالى وتوطيد الصلة معه".

واعتبر "ان ما نراه من اضطرابات ومشاكل في بلاد المسلمين منشؤه عدم التمسك بالقرآن والسنة النبوية والسير على نهج أهل البيت، فأهل البيت هم ضمانة للإنسان في حياته وعمله وهم سبل نجاة للانسان في الدنيا والتمسك بنهجهم يشكل عملية إنقاذ للإنسان من كل عيب وضرر، لذلك جعلهم الله تعالى خيرة الناس المحظيين عنده، ونحن مطالبون بان نعود إلى أهل البيت لنضع الإنسان على جادة الحق والاستقامة فنخلص بلادنا من الفتن والاضطرابات فنكون في رحاب أهل الحق المجسدين بالنبي محمد والأئمة المعصومين الذين رهنوا أنفسهم لله تعالى، وعلى العرب إن ينهجوا نهج رسول الله ويتبعوا خطاه ويسيروا وفق تعاليمه لان النبي هو الحصن الحصين والملجأ والملاذ لكل الناس، وعليهم ان يتخلوا عن الأنانية ليلتزموا الحق والحكمة ويبتعدوا عن كل ما يضر ليكون العرب مطمئنين مستقرين".

واستنكر "القتل غير المبرر لان من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، وعلى العرب وغير العرب التزام نهج الصواب والابتعاد عن الفتن، فلا تغرهم المناصب والمراكز فيتمسكوا بالقرآن ويتعلموا منه الاستقامة والنهج القويم وترك المنكرات، وعلى المسلمين ان يعلموا ان إنقاذهم يكون بعودتهم إلى رحاب النبي والعمل بسنته والتمسك بالقرآن والسير على نهج ائمة أهل البيت الذين هم تلاميذ النبي محمد، فهم كبار عند الله بعيدون عن المعصية والخطيئة، إن السير على خطى أهل البيت يحقق الاستقامة ويؤدي إلى الحق لان أهل البيت تعاملوا مع الناس بصدق".

ودعا السوريين إلى "التزام الحوار والبعد عن المهاترات فتكون المعارضة صادقة في تعاطيها فيتم معالجة الأمور بالحكمة والموعظة الحسنة، فلا يجوز التمثيل بالجثث لان هذا العمل بربري لا يمت إلى الإسلام بصلة وينافي كل القوانين، فلمصلحة من التنكيل بالأبرياء؟ وعلى السوريين إن يخافوا الله في عباده، فيعودوا إلى الحوار لحل مشاكلهم لاننا نريد إن تكون سوريا مستقرة تسلك طريق الصواب".

وتساءل عن "الجدوى من القتل والتنكيل في البحرين ولمصلحة من يتم قتل الشعب البحريني المسالم، وعلى حاكم البحرين إن يتقي الله في بلاده وعباده ويبتعد عن الظلم والشر والباطل ويعطي الشعب البحريني حقوقه المشروعة ومطالبه المحقة".

واستنكر بشدة "الانتهاكات الصهيونية بحق الإنسان والمقدسات في فلسطين، فالكيان الصهيوني غرسة الاستعمار في أرضنا وهو يبني المستعمرات على أنقاض القرى وفوق الأراضي الفلسطينية، فيشرد أصحابها منها، وهنا نسأل لماذا لا يحافظ العرب على فلسطين وشعبها ومقدساتها، فهم مطالبون بالمحافظة على القدس وكنيسة القيامة والمسجد الاقصى، وعليهم تقع المسؤولية في نصرة الشعب الفلسطيني وإنقاذ مقدساته من التهويد وارضه من الاستيطان وانسانه من الظلم والاضطهاد والتهجير".

وهنأ قبلان اللبنانيين عموما والمسيحين خصوصا في أعيادهم "التي تشكل مناسبات للوحدة والتواصل والتمسك بنهج الانبياء والعمل لما فيه مصلحة الوطن والمواطن"، وختم: "ندعو المسيحيين إلى العودة إلى تعاليم المسيح فنتمسك بالحق والحقيقة فنعمل بما أمرنا به المسيح، وعلينا كلبنانيين ان نصلح انفسنا ونعمل لما فيه مصلحة بلادنا ووطننا فنحصن وحدتنا الوطنية من خلال تواصلنا وتعاوننا على الخير".  

السابق
“غارديان”: السعودية وقطر تسعيان لتسليح المعارضة السورية
التالي
صلح: هل اصبحت وظيفة الحكومة تسخير الاجهزة الامنية لقمع المواطنين؟