شو بتعملي لو خطفتك؟!

فصول الحكايات مع سيارات الأجرة العمومية تتوالى بلا توقف. في كل يوم نسمع جديدا يقارب أحيانا الخيال، ويبعث على الخوف وعدم الأمان، فيما تذهب أصواتنا المطالبة بتنظيم هذا القطاع الحيوي وضرورة تحديد هوية العاملين فيه، أدراج الرياح.

جديد هذه الحكايات المؤسفة.. فتاة جامعية صعدت في سيارة للأجرة، وكعادتها جلست في المقعد الخلفي. الساعة كانت الخامسة بعد الظهر، توقيت انتهاء دروسها والعودة إلى بيتها. انتبهت الفتاة إلى أنّ السائق الشاب يحدق بها من خلال المرآة، وتفاجأت حين قال لها بوقاحة: «بتعرفي لو منك حلوة ما طلّعتك». لم تُجبه أو تنظر إليه، وفكّرت بالنزول، لكنه كان متعذّرا لأن السيارة كانت مسرعة فوق أحد جسور بيروت.
استغل السائق الظرف وراح يسألها: «متزوجة، خاطبة، في حدا بحياتك، بتعطيني رقمك».. والفتاة لا ترد فيما يدها متحفّزة على مسكة الباب، لكن وقاحة السائق بلا حدود، فقال لها: «شو بتعملي لو خطفتك هلاء؟» عندها صرخت الفتاة وقالت: «شو مجنون أنت؟ مين مفكر حالك؟ شو الدني فلتاني؟ نزلني هون بسرعة».

رد السائق ببرودة القاتل: «إيه الدني فلتاني شو منك عايشة بلبنان؟ ..يعني فيني أخطفك وما حدا يسمع فيكي».
فتحت الفتاة باب السيارة غير آبهة بالخطر، فاضطر السائق لأن يتراجع عن التمادي في غيّه، ويطلب منها إغلاقه كي يوقف سيارته.
نزلت الفتاة بعدما رمت له الأجرة في وجهه، متمتمة بعض الكلمات القاسية: «الله يلعن السرفيسات وهالبلد يللي بلا دولة..».

مَنْ المسؤول عمّا تعرّضت له هذه الفتاة من التعدّي غير الأخلاقي والتهديد العلني بالخطف؟ وأي جهة يمكن أن تأخذ لها حقها، وحق مئات الفتيات غيرها، اللواتي يتعرّضن لأنواع لا تحصى من التعديات كل يوم؟ هل ثمة مسؤول يقرأ ويسمع.. ويستجيب؟   

السابق
تدمير حل الدولتين
التالي
السفير: أنان يأمل بإعلان وقف العنف في السادسة صباح 12 نيسان ومجلس الأمن يدعم خطته