السلفيون قادمون إلى الجنوب: جمعيات تنتشر تحت عناوين مختلفة

كثر الحديث عن التيارات السلفية مؤخرا، ودار لغط كبير حول توصيفها، وبان تفاوتا" بين المعنى اللغوي لكلمة سلفي بمعنى ما مضى وانقضى والمفهوم الاصولي بمعنى العودة إلى أصول الدين وبين المعنى العرفي، اذ صارت كلمة السلفي تطلق على كل المجموعات الاسلامية المتطرفة او التي تلتزم العنف طريقاً لتحقيق أهدافها ببناء المجتمع وفق رؤياها، وانتشر هذا المفهوم تحديداً بعد أحداث أيلول 2001. فكان لا بد من لقاء من يقول أنه سلفي للوقوف على رأيه ومن ينفي صفة السلفي عنه ليعبر عن مواقفه ومن يحاول تسليط الضوء على "من يستخدم" تلك المجموعات وفق خطة عمله السياسية.

السلفية في صيدا – جمعية الاستجابة
تأسست جمعية الاستجابة عام 1992 بترخيص من وزارة الداخلية (علم وخبر 217/أ.د) وانطلقت من برنامج دعوي وعلمي نابع من الكتاب والسنة لفهم سلف الأمة، وانخرطت في مجال الخدمات الصحية والاجتماعية والمشاريع الموسمية وأسست مدرسة الاستجابة ومركزا" طبيا" ومركزاً لتحفيظ القرآن الكريم.
يقول رئيس الجمعية نديم حجازي: "السلفية ليست حزباً أو تنظيماً، انها انتماء للفكر والدعوة السلفية، وهي حماية للعقيدة، لا حواجز بيننا وبين الآخر، ولا أطر تحدد علاقتنا به. هي فكرة ومنهج، وعقيدة يحملها الإنسان في أي بلد كان، مهما كانت صفته أولونه أو جنسه". ويعرفها حجازي بقوله :"إنها تمثل العودة إلى السلف الصالح بالعبادة، العقيدة، الفقه، المنهج والسلوك والأخلاق".
وحسب رأيه فإن السلفية ترى السلف الصالح بمن عاش القرون الثلاثة الأوائل بعد بعث النبوة. ويشرح ذلك قائلاً: "بعد القرون الثلاثة، تشكلت الفرق الصوفية وغيرها من الاتجاهات بتأثير من الفلسفة الرومانية وحملت عقائد تختلف عن عقائد القرون الأولى، فأفسدت صفاء الاسلام. مما دفع بعض علماء المسلمين إلى طرح أهمية العودة إلى السلف الصالح وابن تيمية كان أبرزهم وصولاً إلى محمد بن عبد الوهاب، ابن باز، ابن عثيمين".
ويضيف حجازي :"اتت الدعوة السلفية لتجدد ما كان عليه السلف الصالح، وخصوصا بعد أن برزت في العقيدة الاسلامية أكثر من مدرسة إلى جانب السلفية مثل الأشعرية، ماتريدية، المعتزلة وغيرها من القرق".
ويشرح حجازي: "إذا كان المسلم الآخر يأخذ بمذهب ما ويلتزم به (الشافعي، المالكي…) فإن السلفي يأخذ من المذاهب الأربعة بالمسائل التي تم فيها الترجيح، استناداً إلى قوة الحجة التي يأخذ بها هذا الامام أو ذاك".
أما من حيث المنهج يفيد حجازي: "هو معرفة كيفية التعامل مع السلطات، العلماء، الأئمة. والسلفي له منهج يختلف عن الآخرين. أما على مستوى الأخلاق واسلوك فإننا نتمثل بسلوك وأخلاق الصحابة والتابعين ونحاول تقليدهم في حياتنا الدينية والعبادية".
ويختصر حجازي وصف السلفية على أنها "هي العودة إلى أصول الدين كما بدأ أيام الرسول. وهي دعوة تحرم المس بالصحابة". ويرى حجازي في المملكة العربية السعودية معقلاً للدعوة السلفية التي تمنع تكفير الآخر، والخروج على الحاكم والسلطات وتهجم العامة على السلطات في الإعلام والمنابر.

تجربة المجموعات الاسلامية
يقول حجازي: "في ثمانينات القرن الماضي، جاهدت مجموعات إسلامية مختلفة ومنها مجموعات سلفية في أفغانستان تحت شعار النضال من أجل الدين الإسلامي، "لكن بعد ذلك وبعد تغير الظروف في المنطقة بات يطلق على هؤلاء المجاهدين لقب إرهابيين".
واتهم حجازي أميركا والغرب بانهما "تستغلان كل ما هو مشابه للدعوة السلفية في بعض الأفكار والأشكال ويكفر الآخر ويمارس القتل وهو سلوك تقوم به مجموعات بسبب الظلم والقهر غير المحمول الذي يمارسه الأميركيون والغرب عموماً على الشعوب الإسلامية المقهورة والمضطهدة، فيتهمونهم بالارهاب والسلفية حتى يسهل عليهم ضرب الدعوة السلفية التي هي الاسلام نفسه. فصارت الدعوة السلفية الحقيقية محل اتهام غير صحيح وقد ساهم بذلك فتاوي ومواقف خاطئة من بعض المتدينين أو مشايخ أو مسؤولين. وينفي حجازي تهمة ممارسة العنف بالسلفية "الدين لا يأمر بالقتل، وإن من يطبق الأحكام الشرعية هو السلطات أو قاضي شرع الدولة الاسلامية".
ويزيد حجازي: "هناك مجموعات سلفية لا تتدخل بالسياسة ولا بالانتخاب مثلاً لم أمارس الانتخاب منذ عام 1992 ولكن هناك مجموعات تتدخل في السياسة وهذا ما نراه في التجربة المصرية الأخيرة".
وينظر حجازي إلى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية بصفتها المرجع الأساس للفرق السلفية، في حين تتلقى جمعية الاستجابة مساعدات مالية من جمعية دينية كويتية. "وإن ما يصلنا معروف ويصل إلى حسابنا البنكي ونصرفه وفق الخطة الدعوية المرسومة".

كتّاب عبد الله ابن مسعود
وفي صيدا، تنشط جمعية كتّاب عبد الله ابن مسعود، كجمعية اسلامية سلفية، وقد زرتها بهدف التعرف اليها وبنشاطها، غير أن القيم عليها، اعتذر "لأننا لا نريد أن نظهر في الواجهات الاعلامية. وحاولت اللقاء بأبرز السلفيين في صيدا أحمد عمورة، لكنه وبعد تحديد موعد اللقاء عاد واعتذر لأسباب تتعلق بإدارة كتّاب ابن مسعود.

نصار: لا تكتل سلفي واحد
ويرى الشيخ أحمد نصاربالسلفية" دعوة ترفض الانتماء إلى مذهب ديني واحد، وان "ابن تيمية كان أول أمام حدد القواعد الأربعة للسلفية: توحيد الربوبية، العبادات لله، توحيد الأسماء والصفات، ضد الخروج عن القواعد الأساسية".
ويؤكد الشيخ نصار أن السلفيين يدعون أن لا حكم إلا لله، ويجب الحكم باسم الله، وإذا كان من مبادئ السلفيين عدم الخروج على السلطات، الا ان بعض المجددين اجاز الخروج عليه إذا كان لا يُظهر الإسلام.
ويضيف: "أواخر أيام العثمانيين برز الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي دعا إلى توحيد الألوهية ثم الحاكمية وهو قام بحركته الأولى في نجد وفي ظل حماية من عبد العزيز الأول، فاجتمعت الدعوة مع الحاكمية وشنت حرباً ضد العثمانيين تحت مسمى الحاكمية واتهموا العثمانيين بحماية المشركين، لكن هذه الحركة وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية اتجهت نحو حركة علمية دينية. واقتصرت على تعليم المشيخة. وحمت الدولة الجديدة هذا التوجه لدى أصحاب الدعوة وحاربت كل من يخالف رأي هذه الجماعة".
وينتقل نصار إلى مكان آخر، إلى مصر فيقول: "في مصر عام 1926 تأثر حسن البنا بابن تيمية (الشمولية في الدعوة) وأعلن "أن حركتنا تهدف إلى العودة إلى الأصول وتصحيح الأخطاء لدى الحاكمية" وهذا ما برز بشدة مع مفهوم الحاكمية عند سيد قطب".
ويشير نصار إلى أن مدارس المشيخة في المملكة تدرس الربوبية، الألوهية، الأسماء والصفات فقط، في حين أن سلفية سيد قطب رأت بالخروج عن الحاكم، مما أدى إلى منع طباعة كتابه "في ظلال القرآن" في تسعينات القرن الماضي.

المجموعات السلفية في المنطقة
وينفي نصار وجود تكتل سلفي واحد حزبي بالمفهوم العصري، "بل هناك مجموعات ترتبط كل منها بأحد المشايخ في السعودية أو الكويت، وكل مجموعة تنشأ جمعيات لا علاقة فيما بينها، ويعطي مثلاً على ذلك أن جمعية الاستجابة وهي أشهرها على علاقة مع جمعية احياء التراث في الكويت وهي جمعية سلفية تشارك في العمل السياسي وفي الانتخابات ولها ممثلون في السلطة.
أما كتّاب عبد الله ابن سعود فعلى علاقة ببعض المشايخ السعوديين وهي جمعية تهتم بتعليم القرآن والسنة للشباب والشابات. ويضيف نصار: "وهناك افراد من المجتمع يعتنقون الفكر السلفي من دون أن يكون بينهم أي رابط تنظيمي".

 الأسير: لست سلفياً
وينفي الشيخ أحمد الأسير عن نفسه صفة السلفية ويقول: "لست سلفياً بالمعني الفضفاض السائد وخصوصاً أن بعض القوى تتخذ من هذه الصفة ذريعة لاتهام الآخر بالتطرف، وأن محاولة ربط أي عالم دين أو ناشط ديني بعلاقة خارجية يتم اتهامه بالسلفية، بهذا المعنى لست سلفياً".
وحول تعريف السلفية يشير الأسير: "أن السلفية صارت مثل كلمة الارهاب لا تعريف متفق عليه وأن ما يراه بعض القوى إرهابياً هو مقاوماً من أجل وطنه من جهة أخرى. ولكن أصلاً السلفية تدعو إلى العودة العبادية زمن القرون الأولى الثلاثة. لذلك أحب أن أعرّف بنفسي أني مسلم من أهل السنة والجماعة".

ويعدد الأسير المجموعات السلفية في صيدا ويشير إلى جمعية الاستجابة وكتّاب عبد الله ابن مسعود. "وهما جمعيتان تدعوان إلى السلفية من خلال التوعية والتدريب والنشاطات الاجتماعية وتقديم مساعدات إلى المحتاجين".
وحول المجموعات التي تدعو إلى العنف من أجل العودة إلى القرون الأولى يشرح الأسير ذلك قائلاً: "هناك عدة مجموعات دعوية كذلك لدى السلفية الجهادية اتجاهات مختلفة بعضها يرى ععدم استخدام العنف الآن وبعضها يرى بضرورة مقاتلة الحكام والانظمة والبعض الآخر يخلط بين الحكومة والشعب وينظر إليهما كهدف واحد وآخر يفصل بينهما".

وحول المرجعية الدينية للمجموعات السلفية، يرى الأسير أن المرجعية الدينية هي علماء الدين في المملكة العربية السعودية والكويت إلى جانب تبرعات من أهل الخليج.
وعن اقتصار الدعوة السلفية على اهل السنة فحسب، يرى الأسير: "إذا كانت الدعوة السلفية تعني العودة إلى أصول الدين والقرون الأولى للدين، فإن السلفية موجودة في كل الأديان، وأعطى مثلاً :دعوة بعض اليهود في فلسطين المحتلة إلى تحجيب المرأةهي دعوة سلفية".

ويقسم الأسير السلفيين إلى قسمين " قسم أول يوالي السلطة مثل السلفية في المملكة العربية السعودية وقسم لا يتدخل في الحياة السياسية. "أما تجربة حزب النور في مصر فهي تجربة جديدة يجب دراستها والاطلاع على ظروفها".
وحول استخدام وسائل الاعلام صفة السلفية لحركته يوضح الأسير :"إنني أدعو الناس إلى فهم الكتاب والسنة على نهج الصحابة الكرام، بدون أن يكون لدي مرجعية دينية خارجية ولا أتلقى أي تمويل خارجي، وأنا أراعي الرأي الذي يرى بتقليد المذاهب وأقبل كل من ينتمي إلى مذهب معين. وإن السلفية ترفض تقليد مذهب معين بل تأخذ من الجميع. وتببع الدليل وهو الكتاب والسنة".

نقد الاتجاهات السلفية الرائجة
بعض المشايخ أبدى استعداداً لإعطاء الرأي بالمواضيع المطروحة شرط عدم ذكر اسمه لظروف تتعلق بمواقعه الوظيفية أو الدينية.فيقول أحدهم :"أنا على قناعة تامة أن الحركة السلفية المنطلقة من المملكة العربية السعودية والتي تنظر إلى المذهب الوهابي ومشايخه كمرجعية، هي حركة تسعى إلى تفتيت الأمة الاسلامية وهي ورقة تستخدمها الانظمة الحاكمة والجميع على علم بالصلة التي تربط هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالأمير نايف بن عبد العزيز. وأن المشايخ المرتبطين بالسلطة السعودية ترعى مجموعات سلفية في منطقة صيدا ولبنان".
وحول المفهوم الايديولوجي للحركة السلفية يوضح هذا الشيخ : انها تدعو إلى السلف الصالح وأن تفسيرهم لا يأخذ التطور الاقتصادي والاجتماعي بعين الاعتبار ويأخذ بحرفية النصوص كتاباً كان أو سنة.
وينفي وجود أي خطر من المجموعات الموجودة "لأنها للانتفاع المالي فقط، همها جمع المال كام أنه لا يوجد سلفيين جهاديين بالمعنى التنظيمي". ويزيد: "قبل عام 2001 كان الكثير يعلن أن بن لادن رمزنا وشيخنا، لكن هذا الكثير بدّل خطابه ومن استلهامه لتجربة بن لادن وخصوصاً أن الحركة الجهادية في افغانستان كانت صناعة أميركية".

وعن تجربة حزب النور السلفي المصري يجيب الشيخ :" أعتقد أن عمر سليمان قد نجح في إيصال هذا الحزب إلى هذا الموقع وهو تيار رعاه خلال حكم مبارك سليمان نفسه واستخدمه في أكثر من مناسبة ضد القوى السياسية الأخرى. وعمر سليمان وهو الوحيد الباقي من طاقم مبارك معروف بعلاقته بالأمير نايف بن عبد العزيز وبقوى اقليلمية أخرى".
وشيخ آخر اشترط عدم تصويره أو الاتيان على ذكره يقول: "البعض يتهم السلفيين بالعنف، ربما لأنهم يرغبون بالعودة إلى القرون الأولى ونقل التجربة حرفياً، وفي تلك الأيام وبسبب الصحراء وظروف الحياة كانت الناس تتصف بالعنف وعم التعامل بسهولة من الآخر".

وعن المجموعات الموجودة في صيدا ولبنان يجزم الشيخ المذكور بارتباط مجموعات وشخصيات هذا التيار السلفي مع جهات أجنبية فيقول: "جمعية الاستجابة تتلقى تمويلا كويتياً أما بلال دقماق فعلى علاقة وثيقة مع جمعية يرأسها محمد آل ثاني وتلتحق بالسياسة القطرية. وكتّاب ابن مسعود على علاقة مع بعض المشايخ السعوديين".
يصمت برهة ويعاود القول: "إذا كانت الانظمة منضبطة والحاكم ممسك بأمور المجتمع كانت التيارات السلفية منضبطة وهي تيارات يستخدمها النظام لأسباب سياسية وأمنية".
ويضيف: "أما ما يتداوله السوق الاعلامي عن مجموعات سلفية جهادية، وهنا أذكر عصبة الأنصار، فتح الإسلام وجند الشام، إليك الوضع الراهن: عصبة الانصار وبعد خطاباتها الرنانة والتزامها السلفي الواضح وبعد إعلان أحد قيادييها أبو شريف أن زعيمه وشيخه بن لادن، تمكنت الأجهزة الأمنية في خلال عامين من نزع هذا الخطاب الديني عنها وتحويلها، بمساعدة عدد من مشايخ المنطقة، إلى فصيل فلسطيني عادي، واذا كانت قد تلقت سابقاً دعماً مالياً من أحد الأطراف السياسية اللبنانية الرئيسية، فأعتقد أن هذه الصلة قد قطعت حالياً، في حين أن فتح الإسلام وجند الشام ما زالتا تتلقيان مساعدات من أطراف سياسية فاعلة لاستخدامهما في لحظة معينة".

أما وقف النور الذي يترأسه محمد الزغبي فيشرح قائلاً: "إن دعمه الأساسي جاء من قبل ابن أحد أركان السلطة اللبنانية وهو يتلقى مساعدات من الإمارات العربية المتحدة وحالياً يواجه مشكلات داخلية بسبب التمويل ويبدو أن الإفتاء سيضع يده على أملاك الوقف".
وحول اتهام حركة الأسير بالسلفية، يوضح الشيخ المذكور: "إن هذه الحركات بنيت لغايات سياسياة، فالدعم الأول الذي تلقاه الأسير كان من (ي.ن) أحد مسؤولي طرف سياسي فاعل، والذي عمل على تأمين تمويل للأسير من شخصيات محلية فاشترى (م.ب) المسجد الحالي وقدم له بعض الأشخاص من عائلة (ع) مساعدات لا أعرف مصدرها".

ويضيف: "بدأ الشيخ الأسير عمله بالدعوة والتبليغ وكان يمثل التيار الاكثر مسالمة في المدينة، لأتفاجأ بعد ذلك وفي اجتماع اللقاء الاسلامي في صيدا الذي عقد قبل أسبوعين من بدء شهر رمضان العام الفائت أن أعلن عن نيته القيام بنشاطات دينية وفي أماكن حساسة مختلفة في المدينة وهو الذي كان يقول ويعلن عدم علاقته بالسياسة واهتمامه بالأمور الدينية التبليغية والدعوية فحسب. وأن موقفه تطور ليعلن قبل شهرين وفي اجتماع اللقاء الإسلامي في صيدا "لكم دينكم ولي ديني". واتخذ مواقف ضد الجماعة الإسلامية وضد المجموعات السلفية الأخرى التي كانت تشاركه كل النشاطات التي دعا اليها، وأريد أن ألفت النظر إلى موقف السلفي المعروف أحمد عمورة الذي انتبه إلى التغيير الذي حصل مع الأسير فانسحب من نشاطاته".
ويوجه الشيخ المذكور اتهاماً صريحاً لأحد التيارات السياسية الفاعلة بأنه وراء هذا التغيير بسياسة الأسير "وخصوصاً أن خطاباته الأخيرة شكلت استدراجاً لإشكالات مع حزب الله، والمدينة وأهلها بغنى عن ذلك. وأن (ح.ق) يشكل صلة الوصل بين الأسير والطرف السياسي المعني".

بالمقابل يشير الشيخ المذكور أن حزب الله وحلفاءه قد كلفوا أحد المشايخ الصيداويين (م.ح) بالرد على خطابات الأسير وهذا ما سيزيد من حرارة الانقسام السياسي الذي تشهده المدينة.
يعود الى موضوع التمويل ويوضح الشيخ: "دائماً كان يركز الأسير على أن تمويله داخلي، للمعلومات فهو زار قطر مرتين في خلال شباط 2012 وعند قيامه بالعمرة خلال أوائل آذار عاد من الرياض وليس من جدة. وهو دعا إلى الاعتصام الشهير في ساحة الشهداء بدفع من القطريين وقد سلطت وسائل الإعلام أضواءها عليه وعلى تحركه".
وينهي كلامه: "لقد ذكرت كل هذه المعلومات في محاولة للإشارة أن المجموعات السلفية أو التي تدّعي السلفية أو المتهمة بالسلفية هي مجموعات تستخدمها السلطات القائمة لتحقيق مآرب السلطات ولا علاقة للمؤمنين بذلك".

السابق
أهالي العباسية يطالبون بإزالة 5 آلاف لغم تجاور منازلهم
التالي
نقل مواطن مصابا بالرصاص الى مستشفى صور