جعجع ينجو من محاولة اغتيال في مقره… الذي لا يمكن اختراقه !!

أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع أنه تعرض لمحاولة اغتيال قبل ظهر أمس في مقره في معراب، وإذ رفض اتهام طرف محدد، بانتظار التحقيقات الجارية، اعتبر أن الفريق الذي استهدفه "موجود في داخل لبنان وهو محترف بامتياز"، مؤكداً أن "مسلسل الاغتيالات لم ينفع منذ 7 سنوات، وما يزعجهم هو الحجم السياسي للشخص ويريدون إزاحته عن الساحة كما حصل مع الرئيس رفيق الحريري»، داعياً «القيادات الوطنية إلى الانتباه".
وكانت الدائرة الإعلامية في "القوات" أعلنت ظهراً في بيان مقتضب، أنه "في الساعة الحادية عشرة والدقيقة 33 قبل الظهر أُطلقت رصاصات باتجاه معراب، فتوجهت العناصر الأمنية المولجة حماية المقرّ فوراً إلى مكان إطلاق النار، لتجد رصاصات فارغة تعود لبندقية قنّاصة من نوع 12,7، واثر ذلك جرى الاتصال بالأجهزة الأمنية وبوشرت التحقيقات".

 لكن إذا عدنا الى الواقع الجغرافي والامني الذي يحيط بالحكيم نجد أنه من الشخصيات التي يصعب استهدافها أمنيّاً لجملة أسباب، أهمها أنّ مكان إقامته في مكان مرتفع وكاشف للمنطقة المحيطة به بشكل كامل، اضافة الى وجود فريق حماية محترف وغير قابل للاختراق نتيجة الولاء السياسي له وللقضية القواتية؛ وبالتالي فهو محصّن في مقرّه؛ قليل التجوال، وخروجه من معراب غير خاضع للمراقبة، وبالتالي من الصَعب النيل منه بعبوّة ناسفة والاصعب اختراق حصنه برصاصة قناصة!

وقد ذكرت معلومات أمنية مؤكدة أن مقر معراب محاط بسور، وأن جانباً من الحديقة يطل على تلة مقابلة بعيدة وتطل على جانب من السور حيث توجد فراغات بين الأعمدة الحجرية، وأن الرصاصتين اخترقتا الجدار
في هذه الناحية بالذات واستقرتا داخله.

وروى جعجع الحادثة أن هناك ثغرتين في الجدار الذي يسوّر منزله، وقال إنه فيما كان يمشي انحنى ليقطف وردة في حديقة الباحة فسمع صوت رصاص ثم انبطح أرضاً فجاءت الرصاصة الثانية.
واعتبر "أننا أمام حلقة جديدة من مسلسل الإجرام والاغتيالات. اعتقدنا بعد (اتفاق) الدوحة أن المسلسل توقف. هذه المرة ربنا نجّا. وطلعت سلتهم فاضية". وتحدث عن "استعمال الاغتيالات لفرض واقع سياسي معين ويريدون لبنان ساحة لا أحد مسؤول عنها ومستباحة".
وقارن جعجع بين اغتيال الحريري وبين المحاولة التي تعرض لها أمس، مشيراً الى "فارق الأحجام". وقال إن الحريري"اغتيل على بعد 4 أو 5 أشهر من الانتخابات النيابية، والمحاولة ضده جرت على بعد سنة من الانتخابات".
ولم يعثر عناصر الأمن على الرصاصات الفارغة لكون هذا النوع من الأسلحة يتضمن جيباً تسقط فيه الفراغات بعد إطلاقها. وجرى التعرف إلى نوع السلاح المستخدم من الحشوة التي استقرت داخل الجدار.

قد يكون هنالك سيناريو معين لزعزعة الاجواء في لبنان واعادة مسلسل الاغتيالات كما كان يعدنا باستمرار سمير جعجع. وإذا كانت المعادلة السياسية الجديدة قائمة على تصفية جعجع عبر اغتياله عن طريق القنص، فإن من يجرأ على ذلك لا بد أن يكون مراقبا ومتابعا لكافة الحراسة الأمنية المشددة في معراب والتي تشمل القرى المحيطة بها ايضا، وبالتالي فإن الجاني سيدرك البيئة الحاضنة لمقرّه وهي كفيلة بتبديد الهواجس نظراً لصعوبة تنقّل الجهة المرتكبة وتحضيرها عملية من هذا النوع، فإن مثل هكذا اغتيال يصعب تنفيذها على ارض الواقع بهذه السهولة وبالتالي ما حدث في الامس يمر كأنه زوبعة في فنجان تحضيرا لانتخابات 2013 ليس إلا.
 

السابق
جورج غانم مستشاراً سياسياً للرئاسة
التالي
السيد: الصدّيق حليف ميقاتي وسعد الحريري والحسن وميرزا رعاة شهود الزور