كل قمة عربية وأنتم بخير

القمة العربية في بغداد 2012 ليست إلا قمة فولكلورية الحضور, وخجولة المشاركة بعشرة رؤساء عرب من أصل 22 رئيس دولة, وأهم دولتين المملكة العربية السعودية ودولة قطر لم تحضرا هذه القمة, بل تمثلتا بمندوبيهما الدائمين في جامعة الدول العربية.
هذه القمة خرجت بقرارات عدة ومن أهمها قرار إدانة النظام السوري لاقترافه مجزرة "حي بابا عمرو" في حمص ضد الإنسانية, وسبب هذا القرار جرحا ًعميقا ًلمشاعر النظام الشمولي ,وأحاسيسه, ودغدغ مشاعره الإنسانية التي لا تتسم إلا بالحضارة والرقي في القتل والإجرام .

القرارات التي صدرت عن القادة وممثلي القادة العرب في القمة ليست إلا حبرا ًعلى ورق, لا أكثر ولا أقل, ومحكوم عليها بالفشل سلفا ً, طبعا ً ليس من قبل القادة, بل من قبل النظام السوري الذي سيضرب بعرض الحائط جميع قرارات هذه القمة بالامتناع عن تنفيذ أي بند من البنود, وحتى لو وافق النظام السوري على خطة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان لحل الأزمة السورية فهو سيراوغ لكسب الوقت تماما ً كما فعل مع فريق المراقبين العرب سابقا.

عقب انتهاء القمة العربية خرج الامين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي ووزير خارجية العراق هوشيار زيباري وعقدا مؤتمرا ً صحافيا ً للإجابة على أسئلة الصحافيين على مدى ساعة من الوقت تقريبا ً وكانا مبتسمين وطلقي الكلام, خصوصا ً الأمين العام نبيل العربي الذي تكلم بطلاقة واندفاع وكل ثقة أن جميع بنود القمة العربية ستنفذ من قبل النظام السوري وكأنه باللهجة اللبنانية "شال الزير من البير" من هذه القمة الفاشلة, ثم أضاف قائلا: ان الخطة العربية تتضمن تفويض الرئيس الأسد صلاحياته لنائبه فاروق الشرع, مسكينٌ نائب الرئيس السوري "فاروق الشرع", فمن الممكن أن يتسبب له الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي بتصريحه هذا بالانتحار أو يتم انتحاره بثلاث رصاصات على طريقة انتحار غازي كنعان!

هذه القمة كلفت الدولة العراقية مليارا ً ونصف المليار دولار اميركي للتحضير لها, وهي لن تأتي بثمار أو نتيجة سوى التعبير عن الرأي والاستنكار لكل ما يحصل للشعبين الفلسطيني والسوري, وإصدار البيانات والقرارات والبنود من دون التطبيق وتبقى حبرا على الورق فقط, لو صرفت تلك الأموال على الشعبين الفلسطيني والسوري لكانت النتيجة أفضل , وكل قمة عربية وأنتم بخير.

السابق
ديلي تلغراف: الجيش السوري الحر حوّل الثورة الداعية للتغيير إلى حرب عصابات
التالي
المواد الفاسدة: ما خفي أعظم!