الشهال: السلفية لا تستهدف المسيحيين

مع اهتزاز الوضع الامني في سورية وتوسع حركة الانشقاقات عن الجيش بدأ حلفاء سورية المحليون التخويف بدعوى جهوزية الاصولية الاسلامية والمدارس السلفية للانقضاض على الاقليات في لبنان والمنطقة وتحديدا على المسيحيين منهما فيما لو آلت التطورات في سورية الى سقوط النظام البعثي لكونه ومن وجهة نظرهم النظام الوحيد القادر على ابقائها نائمة وعلى ضبط مخاطر انفلاتها.

على الصعيد السلفي ففي لبنان ثلاث مدارس سلفية وهي:

 السلفية العلمية وهي سعودية المنشأ تنأى بنفسها عن التعاطي في الشأن السياسي وتحصر نشاطها في الدعوة والتعليم ويرأسها سعد الدين الكبي.

 السلفية العلمية الاجتماعية، وتحصر نشاطها بالدعوة وبالشأنين الاجتماعي والتعليمي ويرأسها حسن الشهال الذي وقع وثيقة تفاهم مع «حزب الله» ثم عاد وتراجع عنها.

 السلفية الاصلاحية و القطبية نسبة لسيد قطب، وتمتاز عن المدرستين السابقتين بتعاطيها الشأن السياسي الى جانب الشأن الاجتماعي والتعليمي والدعوي، يرأسها الشيخ داعي الاسلام الشهال الذي اسس في الثمانينيات مجموعة عسكرية واطلق عليها اسم «نواة الجيش الاسلامي» ومؤخرا شاركت في الاشتباكات التقليدية بين جبل محسن وباب التبانة.

ويبقى السؤال: هل المدارس السلفية في لبنان هي فعلا خلايا جهادية نائمة تتربص شرا بالمسيحيين وتدعو الى اقامة امارة اسلامية على غرار دعوة فتح الاسلام؟

 طرحنا هذا السؤال على مؤسس السلفية الاصلاحية الشيخ داعي الاسلام الشهال كونه الابرز على المستوى السلفي في لبنان، والاكثر شعبية بين المنتمين الى العقيدة السلفية والمؤيدين لها.

فلفت الشهال الى ان السلفية تعني وباختصار «الاسلام الصافي» بكل ما يتضمن من دعوة الى احلال السلم والسلام بين البشر والاستسلام الى الله، كما تعني ايضا «العلم النافع» و«العمل الصالح».

وردا على سؤال اكد الشهال ان الجهاد لا يستهدف المسيحيين اطلاقا، بل يقام في وجه المعتدين على الاسلام وحتى المسلم الظالم يعاقب بإعلان الجهاد ضده، مؤكدا بالتالي ان الجهاد يقام لبناء الدولة العادلة بمشاركة من فيها من طوائف ومذاهب مختلفة بدليل ان اول دولة اسلامية قامت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان فيها اليهود والنصارى والمشركون حيث قامت عهود ومواثيق بين الرسول صلى الله عليه وسلم وتلك الطوائف جازما ان السلفية لن ترضى بالاعتداء على المسيحيين في لبنان ولا في اي بلد عربي من قبل اي كان، لا بل ستكون خط الدفاع الاول عنهم فيما لو تعرضوا للظلم والظالمين او لأي خطر قد يداهم وجودهم ومكانتهم الوطنية.

وقال الشهال موجها كلامه للعماد ميشال عون ان من تعرض للمسيحيين هم المرتمون اليوم في احضان النظامين السوري والايراني وبالتالي على العماد ان يتعترف بأن العدو الحقيقي للمسيحيين في لبنان هم حلفاؤه مدعو الممانعة السورية والايرانية.

واشار الشهال الى ان تخويف المسيحيين من سكاكين سلفية وهمية يندرج في اطار الدفاع عن النظام السوري، وعملا بمحاولة الرئيس دفع الانتفاضة الشعبية للانزلاق الى حرب اهلية طائفية مذهبية كوسيلة يتيمة بين يديه للبقاء في الحكم، مؤكدا ان الشعب السوري مسلمين ومسيحيين ودورزا يجاهدون لاسقاط سيف الطغاة عن اعناقهم ولن يعطوا النظام السوري فرصة للبقاء في الحكم.

ولفت الشهال الى ان مواقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» د.سمير جعجع من الثورات العربية تحديدا السورية منها متقدمة على غيرها من المواقف، وخطواته باتت نوعية في التعاطي مع الواقع العربي وسائر الطوائف غير المسيحية في لبنان، وكأن به قد استشرف المستقبل فدعا وفق استراتيجية ذكية سليمة ومفيدة للجميع الى بناء الوطن على قاعدة الشراكة الكاملة والحقيقية بين المسلمين والمسيحيين، معربا في المقابل عن اسفه لغرق العماد عون في اوهام النظام السوري ومحاولته اغراق المسيحيين معه وزجهم في صراع مسيحي – مسيحي، ومسيحي – اسلامي، مستدركا بالقول ان العماد عون لن يستطيع استدراج المسلمين الى صراع مع اهلهم المسيحيين، خصوصا ان د.جعجع يبدي انفتاحا واسعا على مسلمي لبنان والعالم العربي.

وعن قراءته لمواقف البطريرك بشارة الراعي من الثورة السورية ختم الشهال مكتفيا بالقول «رحم الله عهد البطريرك صفير» الذي سيشهد التاريخ على وطنيته سائلا الراعي عما اذا كان يرضى بأن يكون محاميا عن نظام قاتل، قتل المسيحي قبل ان يقتل المسلم.

السابق
المواد الفاسدة: ما خفي أعظم!
التالي
الاحتلال يخطّط لبناء حي شرقي المدينة 250 وحدة استيطانية تنضم إلى طوق تهويد القدس