البناء: تنفيذ خطة أنان على محك التزام السعودية وقطر وتركيا

ينتظر أن تدخل البلاد في أجواء من التهدئة السياسية مع قرب بدء عطلة أعياد الفصح، حيث يتوقع أن يغادر عدد من المسؤولين إلى الخارج لقضاء فترة نقاهة، على أن يعود النشاط الحكومي والنيابي بعد الأعياد لاستكمال معالجة العديد من الملفات الداهمة، وفي مقدمها ملف التعيينات الإدارية الذي سيعطى وفق مصادر وزارية ـ الأولوية في العمل الحكومي، بعد جمود طاول هذا الملف بالإضافة إلى متابعة ملف الكهرباء، في ضوء القرارات التي صدرت عن جلسة مجلس الوزراء يوم أمس، والتي سبقتها حول استئجار بواخر الطاقة ومد خطوط التوتر العالي في المنصورية.

كما تترقب الساحة الداخلية انعقاد الجلسة النيابية العامة على مدى ثلاثة أيام اعتباراً من 17 الجاري، لمناقشة الحكومة وقد دعا الرئيس نجيب ميقاتي الوزراء في جلسة الأمس إلى تحضير الملفات اللازمة لتتمكن الحكومة من الإحاطة بكل الأسئلة والاستفسارات في الجلسات النيابية.

وفي هذا السياق، أوضحت مصادر وزارية أن ورشة حكومية واسعة ستنطلق بعد الأعياد بدءاً من إعادة إطلاق ملف التعيينات التي سيكون في مقدمها التشكيلات الدبلوماسية وتعيين القائمقامين، واستكمال دراسة مشروع الموازنة، وأيضاً عقد أكثر من جلسة لقانون الانتخابات بالإضافة إلى استكمال ملفات الكهرباء والتنقيب عن النفط عبر تعيين مجلس إدارة البترول.

مجلس الوزراء

وكان مجلس الوزراء التأم أمس في السراي الحكومي، حيث قدم الرئيس ميقاتي مداخلة في مستهلها أشار فيها إلى أن الجلسة هي الخمسون للحكومة، آملاً أن يكون عمل الحكومة حافلاً بالعمل والإنتاج، أضاف لن نتوقف عند الحملات التي يعلم أصحابها أنها تجافي الحقيقة. وأشار إلى أنه بعد عطلة الأعياد سيصار إلى المضي في إجراء التعيينات في المجالات كافة لتحريك عجلة الإدارة رغم كل الصعوبات.

وقد وافق مجلس الوزراء على مشروع قانون معجل لخط الغاز الساحلي من البداوي إلى صور، بينما جرى تأجيل إقرار سلفة لوزارة المالية تبلغ 4900 مليار لإدارة شؤون الدولة ولم يوافق المجلس على طلب وزير الشؤون الاجتماعية تخصيص مئة مليون ليرة "للنازحين السوريين".

سلفة المالية

وذكرت مصادر وزارية أن موضوع السلفة لوزارة المالية أخذ الحيّز الأكبر من المناقشات وأوضحت أن الكثير من المداخلات ركزت على أهمية إقرار السلفة، لكن تبين وجود فارق بين السلفة المالية ومشروع القانون الذي كانت أعدته وزارة المالية، والذي يطلب إقرار 8900 مليار ليرة لإدارة شؤون الدولة عن العام الحالي، بانتظار مزيد من المشاورات بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول المبلغ المطلوب لهذه الغاية، ولذلك جرى إرجاء البت في الموضوع إلى جلسة لاحقة تعقد في بعبدا بعد 20 نيسان الجاري، مع العلم أن رئيس الحكومة لم يخفِ حذره من إمكانية عدم إقرار المشروع المذكور.

اعتراض على استثمار قضية النازحين

وقالت المصادر إن العديد من الوزراء تقدموا باستفسارات واعتراضات على طلب الوزير أبو فاعور تخصيص مئة مليون ليرة للنازحين السوريين، وأضافت رغم أن المبلغ ليس كبيراً إلا أن هناك من يلجأ إلى تضخيم الأمور بهدف الاستثمار السياسي. وأوضحت أن هناك أكثر من مؤسسة وإدارة في الدولة دخلت على الخط، ولذلك فالمطلوب وضع ضوابط وأن تكون هذه المسألة عند رئيس الحكومة.

مد خط المنصورية

أما في خصوص مد خط التوتر العالي في المنصورية، فكما هو معلوم فقد أقرّ المجلس تخصيص مبلغ 16 مليون دولار لشراء المنازل في المنطقة بشكل طوعي وقدر سعر المتر بـ1200 دولار.

وقالت مصادر وزارية إن هناك إجماعاً من خلال المداخلات التي قدمت خلال الجلسة على أهميثة الإسراع في هذا الموضوع، وأنه من غير المسموح أن تقوم مجموعة وتحت أي ذريعة بتأخير مشروع حيوي كهذا يهم كل اللبنانيين.

بري يستغرب التسريبات حول قانون الانتخابات

على صعيد آخر، طُرحت علامات استفهام كثيرة حول حملة التسريبات والمواقف المعلنة الأخيرة من موضوع النسبية في قانون الانتخابات والتي تهدف إلى إبقاء قانون الـ60 على حاله واستغرب الرئيس بري إثارة هذا الأمر بهذا الشكل على أنه يستهدف "14 آذار" أو أي طرف آخر، معتبراً أن مثل هذه التسريبات تؤشر إلى أنهم لا يريدون التغيير.

وكرّر أمام زواره أنه إذا خسر أحد منا ثلاثة أو أربعة نواب فإننا بالنسبية نكسب كل لبنان.

هيئة إدارة النفط

في سياق آخر، علمت "البناء" من مصادر مطلعة أن وزير الطاقة جبران باسيل يستعجل بعد قرار مجلس الوزراء في شأن هيئة إدارة النفط الإعلان عن الآلية لتشكيل الهيئة وأرسل لهذه الغاية كتباً رسمية إلى وزارة التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية مشدداً على أهمية هذا الأمر الحيوي.

عون: ميقاتي يتحمل مسؤولية تأخير البواخر

في هذا الوقت، أشار رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون في تصريح له بعد لقاء التكتل في الرابية أمس، إلى أن "كل الناس توقعت أن مشروع البواخر تم تلزيمه والناس تقبض "عمولة" ولكنه لم يتم تلزيمه"، معتبراً أن "كل تأخير بالموضوع يتحمّل مسؤوليته رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

تنفيذ خطة أنان

أما على صعيد الوضع في سورية فإن الأيام القليلة المقبلة ستشكل امتحاناً جدياً للدول الراعية للمجموعات المسلحة خاصة السعودية وتركيا وقطر من حيث الالتزام بتنفيذ خطة أنان ودعوة العصابات المسلحة، لوقف أعمال العنف والاعتداءات، وقالت مصادر دبلوماسية إنه في ضوء الرغبة السورية الجدية بإنجاح مهمة أنان، فالكرة الآن في مرمى الدول التي ترعى وتسلح المجموعات الإرهابية، لأنه من دون التزام هذه الدول بالتحرك لدفع المسلحين لوقف اعتداءاتهم ستبقى مهمة أنان وخطته معرضتين للفشل على غرار ما حصل مع فريق المراقبين العرب.

وفد أممي في دمشق اليوم

وكان الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي أوضح أن وفداً من الأمم المتحدة سيصل إلى سورية اليوم لبحث آلية تطبيق خطة أنان، كذلك أوضح الناطق باسم المبعوث الدولي أحمد فوزي أن الفريق سيتوجه إلى دمشق في الساعات الـ48 المقبلة لإعداد خطة نشر المراقبين.

ولفت إلى أنه "يفترض أن يقوموا بإعداد خطة نشر المراقبين"، موضحاً أن "هذا الفريق المتقدم سيتألف من خمسة أو ستة أشخاص" وقال "المطلوب من المعارضة السورية الموافقة على خطة أنان".

مصدر سوري: بدء إخلاء المدن

ومساء أمس نقلت وكالة "إسوشيتدبرس" عن مصدر حكومي سوري قوله، إن القوات السورية بدأت الانسحاب من معظم المدن والعودة إلى ثكناتها، بينما في المناطق المتوترة تعمل القوات على إعادة الانتشار واتخاذ مواقع على المشارف.

المعلم اجتمع مع "رئيس الصليب الأحمر"

وأمس، اجتمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في دمشق مع رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كلينبرغر وقال المتحدث باسم رئيس لجنة الصليب الأحمر إن البحث تناول آليات الوقف الإنساني لإطلاق النار في مناطق القتال لمدة ساعتين تسمح بوصول المساعدات الإنسانية وتقديم الرعاية الصحية للجرحى والمرضى"، لافتاً إلى أنهما "بحثا أيضاً توسيع نطاق عمل اللجنة الدولية للصليب والهلال الأحمر وتكثيفه".

لاريجاني يصف "مؤتمراسطنبول"

بمؤتمر "مانحو الرشوة" لـ"إسرائيل"

وفي المواقف من الوضع السوري، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس أنه يجب تغيير اسم "مؤتمر اسطنبول" في الحقيقة إلى مؤتمر "مانحو الرشوة" لـ"إسرائيل" لفك الخناق عنها.

وشدد لاريجاني على أن مجلس الشورى الإسلامي يدعم الإصلاحات الديمقراطية في سورية، ويعارض ويدين أي مؤامرة أو مغامرة تحمل شعار الديمقراطية كذباً وزوراً.

موسكو تجدد انتقادها لـ"مؤتمر اسطنبول"

وفي سياق متصل، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن السلطات السورية مستعدة لتطبيق خطة أنان في حين أن قرار مؤتمر ـ ما يسمى ـ أصدقاء سورية بتشديد العقوبات لا يؤدي إلى ذلك، وأوضح أن التظاهرة الاحتجاجية التي حصلت في اسطنبول ضد "مؤتمر أصدقاء سورية" تؤكد أن السوريين لا يعتبرون المؤتمر صديقاً لهم".

كوابيس العربي

في هذا الوقت، يبدو أن الأمين العام للجامعة العربية الذي أجهض مهمة المراقبين العرب يسعى لإفشال مهمة أنان "كردّ جميل" لأسياده في الخليج عما يقدمون له من رشى مالية، وقد طالب العربي في مؤتمر صحافي له أمس باستصدار قرار عن مجلس الأمن تحت الفصل السابع لتبرير التدخل الأجنبي، وإن كان العربي حاول تبرير هذا الموقف بأنه "لا يعني استخدام السلاح ضد سورية".

ولم ينسَ العربي الإشادة بـ"مؤتمر أعداء سورية" في اسطنبول.

مغالطات العفو الدولية

وفي هذا السياق، جددت منظمة العفو الدولية اتهام الحكومة السورية بمواصلة الاعتقالات وزعمت أنها حصلت على أسماء 232 شخصاً قتلوا منذ الإعلان عن خطة أنان، لكن المنظمة المذكورة التي تحركها الولايات المتحدة تناست ما تفعله العصابات المسلحة من مجازر وقتل وإرهاب.

المعارضة الداخلية تنتقد "مؤتمر اسطنبول"

إلى ذلك، وبعد الانتقاد الحاد الذي وجهه رئيس لجان التنسيق في سورية حسن عبد العظيم إلى "مؤتمر اسطنبول" شنّ رئيس هيئة التنسيق المعارضة هيثم مناع حملة عنيفة على المؤتمر المذكور ملاحظاً وجود تناقض بالمقررات، وقال "هذا المؤتمر جاء لتلبية أوامر أميركية، إذ سعى الأتراك إلى تهميش القضية الكردية بينما تحدثت كلينتون عن وجوب توحيد صفوف المعارضة".

الدعم الروسي

في مجال آخر، ذكر موقع "دبكا" "الإسرائيلي" أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وجّه منذ 24 ساعة تحذيراً إلى الولايات المتحدة و"إسرائيل" وقال الموقع إن موسكو انتقلت إلى الفعل، حيث وصلت إلى ميناء طرطوس السوري مدمرة الصواريخ الموجهة "سملتيف" آتية من قاعدتها في البحر الأسود للقيام بمناورات عسكرية ومجموعة سفن الدعم هي في طريقها إلى طرطوس.

اعتراف بريطاني بهزيمة المسلحين

في هذا الوقت، كشفت صحيفة "ديلي تلغراف" أن "قادة بارزين في المعارضة السورية اعترفوا للمرة الأولى أن ما يسمى "الجيش السوري الحر" اضطر للتخلي عن محاولات الاحتفاظ بمواقعه في المدن والبلدات السورية الكبرى بعد تكبده خسائر فادحة في المعارك الأخيرة، واللجوء إلى حرب العصابات. أضافت ان "الجيش السوري الحر" لم يعد أمامه من خيار سوى اللجوء إلى حرب العصابات، اثر الخسائر والهزائم التي مُني بها في معاقله في مدن حمص ودرعا وإدلب"، مضيفة أن "قائد كتيبة في "الجيش السوري الحر" يتخذ من شمال لبنان موقعاً له أكد أن هذا الجيش "لم يعد يركز على المدن بعد الآن، في أعقاب ما حدث في درعا وحمص وإدلب".

تسلل "إرهابيين" من لبنان

أما في الشأن الأمني فقد أوضحت وكالة "سانا" أن "الجهات السورية المختصة أحبطت الليلة الماضية وأول من أمس محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من الأرضي اللبنانية قرب قرية الجوبانية شمال بلدة القصير في ريف حمص ".

وقالت إنه تم "إلقاء القبض على عدد من أفراد المجموعة الإرهابية المتسللة".

السابق
الشرق الأوسط: الإفراج عن القيادي العوني فايز كرم المسجون بتهمة التعامل مع إسرائيل
التالي
النهار: الحكومة في جلستها الـ 50 حاصرتها 5 اعتصامات