الشرق: أنان : الأسد وافق على مهلة 10 نيسان

واصلت القوات السورية النظامية عملياتها العسكرية والامنية في مناطق عدة في البلاد الاثنين، غداة مؤتمر اصدقاء سوريا في اسطنبول الذي دعا الى تحديد جدول زمني لخطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان حول سوريا، واعترف بالمجلس الوطني السوري المعارض "ممثلا شرعيا" للشعب السوري و"محاورا رئيسيا" مع المجتمع الدولي. لكن المؤتمر لم يأت على ذكر تسليح الجيش الحر، واكتفى بالتعبير عن "دعمه للتدابير المشروعة التي يقوم بها الشعب السوري من اجل حماية نفسه". واعلن انان امس امام مجلس الامن ان دمشق وافقت على مهلة العاشر من نيسان كموعد لبدء تطبيق خطة الموفد الدولي. ونقلت العربية ان وزير الخارجية السوري وليد لمعلم بعث برسالة الى انان يؤكد فيها ان سوريا مستعدة لاعادة نشر قواتها فورا .
من جهتها اعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان واشنطن وعدد من الدول الغربية تشكك في رغبة دمشق تطبيق خطة انان في ضوء التجارب السابقة
وافاد ديبلوماسيون عاملون في مقر الامم المتحدة في نيويورك ان الوقف الكامل لاعمال العنف يجب ان يتم خلال الساعات الـ 48 التي تلي هذا الموعد. وقبل العاشر من نيسان سيكون على النظام السوري ان يسحب اسلحته الثقيلة من المدن والبدء في سحب جنوده. واعلن الدبلوماسيون انفسهم ايضا ان انان دعا مجلس الامن الى دراسة شروط نشر بعثة مراقبين في سوريا.

موسكو
وانتقدت موسكو المؤتمر الذي عقد في اسطنبول الاحد رافضة تحديد اي "مهلة" او "انذار" لتطبيق خطة انان.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحافي امس، ان "الانذارات والمهل المصطنعة نادرا ما تكون مفيدة".
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان ان "النوايا والتأكيدات التي تم التعبير عنها في اسطنبول من اجل دعم مباشر بما في ذلك عسكري ولوجستي للمعارضة المسلحة (…) يتناقض بشكل لا جدل فيه مع اهداف تسوية سلمية للنزاع". وعبرت عن اسفها للطابع "الاحادي" للاجتماع الذي "لم تكن الحكومة السورية ممثلة فيه".
واكدت ان الاولوية تبقى تطبيق خطة انان لوقف العنف.
واضافت الخارجية الروسية انه "من المهم جدا حاليا التركيز على (…) دعم كل الاطراف من دون استثناء من اجل تطبيق اقتراح انان". وشنت الصحف السورية الصادرة في دمشق امس هجوما على مؤتمر اصدقاء سوريا، معتبرة انه "فشل" في اخضاع النظام السوري.
وكتبت صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم ان "مؤتمر اعداء سوريا رغم الجعجعة الاعلامية التي رافقته لم يتمخض الا عن نتائج هزيلة (…) واثبت انه أضعف من ان يؤثر في صمود السوريين وينال من ثباتهم على موقفهم الوطني الرافض للتدخل الأجنبي والمتمسك بالإصلاح".
الجيش الحر
من جهة اخرى، حملت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل امس المجتمع الدولي "المسؤولية الكاملة عن المجازر" التي ترتكبها القوات النظامية في سوريا، داعية الى "حظر جوي ومنطقة عازلة وتسليح الجيش الحر". وقال المتحدث باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في الداخل العقيد الركن الطيار قاسم سعد الدين "نحمل المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر بسبب تأخرهم في الضغط على النظام ومنع تسليح الجيش الحر حتى الان". واضاف سعد الدين، وهو ايضا قائد المجلس العسكري في محافظة حمص وريفها، في اتصال عبر سكايب من حمص (وسط) "نحن نطالب المجتمع الدولي بحظر جوي واقامة منطقة عازلة، مع تسليح الجيش الحر".
وقال "عندما يؤخذ هذا القرار في مجلس الامن الدولي، سوف ينهار الجيش السوري النظامي مباشرة".
وردا على سؤال حول ما صدر عن مؤتمر "اصدقاء الشعب السوري" في اسطنبول ان "هذه المؤتمرات لم تفعل شيئا لحماية هذا الشعب الاعزل او تسليح الجيش الحر ليدافع عنه". واضاف "لو اراد المجتمع الدولي فعل ذلك لفعله من الشهر الاول" لاندلاع الاحتجاجات في البلاد.
لكنه اعتبر ان "افضل ما خرج به مؤتمر اصدقاء سوريا امس هو الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا شرعيا" للشعب السوري.

العمليات العسكرية
في هذه الاثناء، واصلت القوات السورية عملياتها في عدد من المدن والقرى السورية، ما اسفر عن مقتل 18 شخصا، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
وذكر المرصد في بيانات متلاحقة مقتل اربعة مدنيين وخمسة منشقين وجندي في ريف ادلب (شمال غرب) فيما قتل جنديان في انخل (جنوب) ومدنيان في حمص (وسط) وثلاثة مدنيين في القصير (ريف حمص) واخر في حلب (شمال).
وقال عضو المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة نور الدين العبدو في ادلب ان القوات النظامية قصفت امس "قريتي دير سنبل وفركية بأكثر من ثلاثين قذيفة واقتحمت قرية المغارة بالدبابات وعربات الجند ونفذت حملة مداهمات وتفتيش واحراق للمنازل واعتقال عدد من الشبان".
واضاف "اطلقت القوات النظامية نيرانها بكثافة على المنازل في بلدة حاس، بشكل عشوائي وعنيف، ونفذت فيها حملة اعتقالات واسعة وهدمت واحرقت اكثر من 12 منزلا".
واشار المرصد الى "احراق القوات النظامية منازل ثمانية مواطنين متوارين عن الانظار واعتقال العشرات" في حاس.
ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومنشقين في الاحراش قبالة خربة الجوز التابعة لمدينة جسر الشغور، وذلك لدى محاولة القوات النظامية اقتحام مناطق يتحصن بها المنشقون، وفقا للمرصد.
وبدأ الجيش السوري حملته العسكرية على مناطق محافظة ادلب مطلع اذار، غداة سيطرته على حي بابا عمرو في مدينة حمص (وسط).
ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) الاثنين ان السلطات احبطت محاولة تسلل "مجموعة ارهابية مسلحة" من تركيا الى ريف ادلب (شمال غرب)، وقتلت عنصرا منها فيما لاذ الاخرون بالفرار نحو الاراضي التركية.
في المقابل اوردت الوكالة ان "الجهات المختصة احبطت محاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من الاراضي التركية إلى الأراضي السورية بالقرب من قرية خربة الجوز الحدودية" بريف ادلب. واضافت ان "الاشتباك اسفر عن مقتل واحد من المجموعة المتسللة بينما لاذ باقي الارهابيين بالفرار".
ونقلت الوكالة عن مصدر بالمحافظة لم تسمه "ان الارهابيين الفارين قاموا باطلاق النار من موقع جنوب قرية كواتشي الواقعة على مسافة 500 متر عن الحدود السورية ضمن الاراضي التركية ما بين برجي المراقبة التركيين الاول والثاني". وعثرت الجهات المختصة على اسلحة مختلفة "تركها الارهابيون اثناء فرارهم" مع 1500 صاعق كهربائي مزدوج تستخدم في تفجير العبوات الناسفة، بحسب الوكالة.
وكانت السلطات السورية اعلنت في 26 اذار احباط محاولة تسلل "لارهابيين" عبر الحدود مع تركيا. في ريف درعا، افادت لجان التنسيق المحلية ان القوات النظامية نفذت "عمليات دهم وتخريب واعتقالات لمنازل النشطاء في داعل" مشيرة الى ان "اعمدة الدخان تتصاعد من البلدة".
واكد رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان هذه الانباء، مشيرا الى ان قوات عسكرية "تحاصر مدينة داعل وتنفذ حملة مداهمات في اطرافها". وفي جاسم اضاف المرصد "داهمت قوات امنية ثانوية الصناعة وثانوية التجار واعتقلت عددا من الطلاب" مشيرا الى "سماع اصوات اطلاق رصاص كثيف الان في قرية طفس".
وفي حمص (وسط)، دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومنشقين في جورة الشياح في مدينة حمص، بحسب المرصد فيما تعرضت احياء عدة في المدينة للقصف بحسب لجان التنسيق.
وفي ريف دمشق، تعرضت الزبداني "منذ الصباح لقصف مدفعي عنيف يستهدف جرد بلودان ومنطقة وادي شاهين" .
وقال عضو المكتب الاعلامي في مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق مرتضى رشيد "سمع دوي انفجارات كبيرة في المدينة يبدو انها قصف يستهدف المنطقة الشرقية من المدينة".
وذكر رشيد ان "مدينة المعضمية في ريف دمشق تشهد حملة مداهمات واعتقالات وسط سماع اصوات اطلاق نار". واسفرت أعمال العنف في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار الماضي، عن مقتل 10108 شخصا منهم 7306 مدنيين، و2802 عسكريا من بينهم 554 منشقا بحسب رامي عبد الرحمن.

الصليب الاحمر
وصل رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كلينبرغر امس الى سوريا في زيارة تستغرق يومين يلتقي خلالها عدة وزراء لاجراء مباحثات حول توسيع نطاق المساعدات الانسانية ووقف القتال وزيارة المعتقلين، حسبما افادت اللجنة في بيان. وصرح كلينبرغر "علي ان ارى اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري يوسعان حضورهما ونطاق انشطتهما للاستجابة لاحتياجات المستضعفين".
ويلتقي رئيس اللجنة الدولية في زيارته الثالثة الى سوريا منذ حزيران 2011 كبار المسؤولين السوريين، ومن بينهم وزير الخارجية وليد المعلم ووزير الداخلية محمد الشعار ووزير الصحة وائل الحلقي. وستركز المباحثات على الوضع من الناحية الانسانية في المناطق المتضررة من الاضطرابات وعلى جهود اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري لتلبية الاحتياجات المتزايدة للمرضى والجرحى والنازحين.
وسيسعى كلينبرغر خلال الزيارة بالاضافة الى مناقشة قضايا المعونة الانسانية، الى زيارة مراكز الاعتقال وكذلك دراسة "التدابير العملية لتنفيذ مبادرتنا لوقف القتال لمدة ساعتين يوميا"، حسبم ذكر البيان.
واشار الى "تطور ايجابي طرأ خلال الاسابيع الاخيرة" يتمثل بحصول اللجنة الدولية على تصريح بالوصول الى العديد من المناطق المتضررة بسبب الاضطرابات.
ويمكن ذلك موظفي اللجنة الدولية من قضاء وقت اطول في الميدان ليتمكنوا من تكوين فكرة اوضح لاحتياجات السكان وليبذلوا قصارى جهدهم لتلبية تلك الاحتياجات، بحسب اللجنة التي تتخذ من جنيف مقرا لها.
وسيزور كلينبرغر المناطق المتضررة من الاشتباكات لكي يقف على الوضع مباشرة ويشاهد بنفسه العمل الذي ينجزه كل من اللجنة الدولية والهلال الاحمر العربي السوري ميدانيا.
وكان رئيس اللجنة الدولية التقى الاسد خلال زيارته لدمشق في ايلول كما قام بزيارة موسكو في 19 اذار لطلب دعم من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف حول موضوع الهدنة الانسانية.

السابق
اللواء: معركة النفط تحرّك 3 جلسات للمناقشة .. ولا سحب ثقة من الوزراء
التالي
اصابة عسكريين باطلاق نار على دورية للجيش في بعلبك