هل تكرر اميركا التقييمات الخاطئة لبرنامج ايران النووي كما حصل في العراق ؟!

ذكرت الصحيفة بالامس، أن تجربة العراق تلقي بضغوط كبيرة على المحللين الذين يعملون لمصلحة وكالة الاستخبارات الأميركية (سي أي إي) والذين لا يريدون تكرار الخطأ عينه تجاه دفع البلاد نحو هجوم على إيران بسبب برنامجها النووي، ليتبين لاحقاً أن تقييمهم خاطئ مثلما حصل في ما خصّ أسلحة الدمار الشامل في العراق.

وكتبت الصحيفة إن أحد المحللين الذين عملوا في قضية العراق يشعر بالقلق بعد تكليفه تقييم الوضع في إيران، ونقلت عن أحد زملائه السابقين إنه "شعر بذنب عميق لأنه دفعنا باتجاه الحرب، ويخشى أن يتكرر الأمر عينه مجدداً".

وتابعت الصحيفة أن المحللين وغيرهم من المسؤولين في الـ "سي أي إي" الذين يعملون على فهم البرنامج النووي الإيراني يدركون جيدًا أن سمعة الوكالة على المحك وسط تهديدات بحملات عسكرية جديدة، وأشارت إلى أن تجربة العراق تؤثر بشدة على عملهم بعد وضع معايير جديدة لجعل المحللين أكثر تشكيكا ً في المعلومات التي يتوصلون إليها.

وقال المحلل الاستخباري السابق في وزارة الخارجية الأميركية غريغ ثيلمان "بالنسبة للكثير من الأشخاص في مجتمع الاستخبارات، يوجد شعور أنهم لا يريدون تكرار الخطأ عينه".
وتشير الاستخبارات الأميركية إلى أن إيران تتجه إلى توسيع بنيتها التحتية وقدراتها التكنولوجية لتصبح دولة نووية، لكن القيادة الإيرانية لم تتخذ قراراً بصنع قنبلة نووية رغم الإقرار بوجود ثغرات في المعلومات حول استئناف البرنامج العسكري بعد أن أفادت تقارير عسكرية أنه توقف عام 2003.

وقال مسؤولون إنه بعد التجربة العراقية فرضت على المحللين قواعد جديدة تنص على أن يتفحص فريق منفصل كل نتيجة يتوصل إليها فريق آخر، كما أنه يحق للمحللين الحصول على المزيد من المعلومات حول سبل التجسس التقنية والبشرية التي تشكل مصادر المعلومات.
وفي وقت يقول عدد من المراقبين إنه على عكس التجربة العراقية، حين مارست إدارة الرئيس جورج بوش ضغوطاً على المحللين للتوصل إلى استنتاجات محددة مسبقاً، يبدو أن الوضع مغاير، في ظلّ إدارة باراك أوباما رغم أن ذلك قد أزعج سياسيين محافظين في الولايات المتحدة وإسرائيل.

لكن سياسيين محافظين في الولايات المتحدة قالوا إن إدارة أوباما تضغط على الاستخبارات لأن الرئيس كان أكد ان الخيار العسكري سيكون الطرح الأخير في التعامل مع البرنامج النووي الإيراني، وأضافوا أن الإدارة لا تريد أي تقارير تشير إلى أن إيران تتقدم بسرعة لبناء قنبلة.

السابق
التغيير الآتي… ربما تأخر
التالي
نهاية اللعبة!