صندوق تعاضدي لـ 540 عائلة في البرج الشمالي

«ثلاثة آلاف ليرة شهرياً، تساهم في إنقاذ قلوب لاجئين في مخيم البرج الشمالي»، عنوان أسس لاتفاق شراكة باسم «عاش»، وهو صندوق صحي يهدف إلى عون الفقراء في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في المخيم. انطلقت فكرة الصندوق الذي مضى على تأسيسه أكثر من سنتين، بعد ملامسة الواقع الصعب للاجئين في المخيم الذي يعتبر من أكثر المخيمات فقراً واكتظاظاً على مستوى لبنان
وتنتسب إلى مشروع «عاش» 540 عائلة، تضمّ نحو ألفين وخمسمئة مستفيد. ويدفع كل رب عائلة بدلاً شهرياً إلى الصندوق، قيمته ثلاثة آلاف ليرة لبنانية، تدفع مساهمات الصندوق بنسب معينة إلى المنضوين في المشروع، الذين يخضعون لعمليات جراحية كبيرة، كالقلب المفتوح، والعلاج الكيميائي وسواهما. وبعد نجاح الخطوة، التي استطاعت تلبية حالات عديدة، وصل عددها إلى أكثر من ست عمليات «القلب المفتوح»، ومثلها عمليات «الراسور»، والديسك. بالإضافة إلى تقديم أدوية علاج كيميائي، بدأت تنضج فكرة توسيع المشروع إلى مخيمات أخرى للمساهمة في دعم العائلات الفقيرة، خصوصا أن «وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين – الأونروا» لا تساهم سوى بنسبة خمسين في المئة في عمليات القلب المفتوح، فيما يتكفل صندوق الضمان الفلسطيني بنسبة عشرين بالمئة.

ويقدم الصندوق بحسب رئيسه غازي كيلاني للمنتسبين الذين يخضعون لعمليات القلب المفتوح مبلغ ألف دولار أميركي، يدفع بعد إجراء العملية على اعتبار أن المريض يبقى لأكثر من شهر من دون عمل. وبالتالي لديه مصاريف عائلية كثيرة، أثناء فترة ما بعد العملية. بينما يستفيد المنتسب الذي يجري عملية «الراسور» بمبلغ مليون ليرة لبنانية. كما حدد الصندوق سقفا سنويا للمصابين بأمراض سرطانية قيمته مليونا ليرة، للمساعدة في فواتير الأدوية المرتفعة ونفقاتها.
ويؤكد كيلاني أن «الصندوق الذي أبرم اتفاقية شراكة مع جمعية الحولة، وبيت أطفال الصمود في المخيم، يعتمد شفافية مطلقة في التعاطي مع منتسبيه والرأي العام. وهو بصدد إطلاق موقع إلكتروني لنشر كل التقارير المالية، ونشاطات الصندوق»، مشيرا إلى أن «الصندوق يحتوي على مبلغ يفوق الثلاثين مليون ليرة لبنانية، وكان قد قدم للمستفيدين منذ إنشائه أكثر من خمسة عشر مليون ليرة لبنانية».

ويشير كيلاني الذي يترأس «اللجان الشعبية الفلسطينية» في منطقة صور إلى أن «العمل الذي يتجسّد بمساهمة ثلاثة آلاف ليرة في الشهر، لكل رب عائلة منتسبة إلى الصندوق، يؤكد أهمية التعاضد والتكافل الاجتماعي بين أبناء المخيم، الذين يعانون أوضاعاً اقتصادية واجتماعية وصحية صعبة للغاية، في ظل شحّ التقديمات والخدمات، ومنها الصحية»، مشيراً إلى توقف عمل «مستشفى الجليل»، التابع لـ«جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني» منذ ست سنوات، واقتصار عمله على المعاينات الخارجية في مخيم يقطنه نحو عشرين الف لاجئ. ويصف محمد آراجي المنتسب إلى الصنــدوق مع عدد من أفراد العائلة المشروع بـ«الهام جداً. وقد جاء في وقته المناسب، حيث العديد من المنتسبين، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة أو يحـــتاجون إلى عمليات جراحية كبيرة». وقال: «أنا لم أحتج إلى شيء من الصـــندوق، وآمل ألا أحتاجه، لكن المهم أن مساهمتنا المتواضعة تسهم في إنقاذ أرواح أهلنا ومؤازرتهم وعونهم».

السابق
موسكو: مؤتمر اصدقاء سوريا يتناقض مع اي تسوية سلمية للنزاع
التالي
إنارة بالطاقة الشمسية في مرجعيون