اللواء: 62 بنداً أمام مجلس الوزراء غداً وخرق عوني لهدنة الحلفاء مع ميقاتي

رمى حزب الله وحركة "امل" بثقلهما وراء حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وتبارى نواب الفريقين في ايراد المبررات التي تدعو الى دعم الحكومة وبقائها خدمة للاستقرار، مع تسجيل نقاط تقصير بحقها، وحثها على تجاوز الثغرات والتجاوب مع مصالح المواطنين.
وتوقيت هذا الموقف على اهميته تزامن مع "قرارات كبيرة" اتخذها مؤتمر اصدقاء سوريا، في ما بدا انه "كباش" بالغ الخطورة لا تتوقف نتائجه على سوريا وحدها، بل على المنطقة برمتها، ومنها لبنان.
وعبر المشهد الحكومي عن نفسه باضطرار وزير الطاقة والمياه جبران باسيل في كبح جماح اندفاعته الاعتراضية على رئيس الحكومة وان بدا اقرب الى نعي لجنة الكهرباء التي يرأسها الرئيس ميقاتي نفسه، وذلك قبل اجتماعها عند الرابعة من بعد ظهر اليوم في السراي الكبير.

ومع مراعاة "الكوابح السياسية"، إلا ان الحملة التي شنها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع على النائب ميشال عون وتياره، واصفاً اياه "بمنتحل صفة"، معتبراً ان التغيير والاصلاح العونيين يعنيان اعطاء حزب الله حق الوصاية والاشراف على الدولة، وتعيين الموظفين المسيحيين الرجعيين في الوظائف تحت عنوان استرجاع حقوق المسيحيين، جعل الوزير باسيل يصب جام غضبه على الرئيس ميقاتي، واصفاً اياه "بوكيل تفليسه المستقبل" في الحكومة، مكتفياً بالتساؤل عن المشاريع او القوانين التي انجزها وزراء "القوات" عندما كانوا في الحكومة، معتبراً ان الاختلاف مع رئيس الحكومة هو للدفاع عن مصالح المسيحيين!
واعتبر باسيل ان استئجار بواخر لانتاج الكهرباء حل جزئي ومؤقت، مشيراص الى ان ما حصل في الحكومة حول الكهرباء ليس تسوية، بل هناك خطة متفق عليها مسبقاً، في اولها البواخر وايضاً انشاء معامل انتاج، مؤكداً ان الحكومة لم توافق على اعادة المناقصة، خلافاً لرغبة الرئيس ميقاتي، معرباً عن خشيته من ان يكون رئيس الحكومة يزايد لافشال مشروع استئجار البواخر.

ولفت باسيل في مقابلة مع تلفزيون "الجديد" الى ان نفي ميقاتي لكلامه الذي نُقل عنه عن وجود عمولة من شركات البواخر بقيمة 26 مليون دولار "ليس كافياً لانه يفتح الباب واسعاً امام ايحاءات عديدة"، معتبراً انه مستهدف "لانني احاول تغييرواقع نتن في قطاع الكهرباء"، متسائلاً "لماذا لم يبنوا المعامل لانتاج الكهرباء خلال الفترة الماضية ولماذا لم يطبقوا خطة الـ700 ميغاوات؟"، معلناً تحديه لرئيس لجنة الاشغال النيابية النائب محمد قباني – الذي اوقف سيارات الغاز لمدة سنة ونصف ان يقدم تقريراً علمياً عن وجهة نظره، معتبراً موقفه بأنه هو التهريج بعينه، لكنه شكك في امكان طرح المعارضة الثقة بشخصه، واصفاً الحكومة بالزورق الذي لا يغرق متى يقفز ربانه منه، او يدفع احد ركابه الى القفز منه ايضاً.
وإذا صحّت توقعات باسيل، فإن ملامح أزمة قد تعود وتظلل جلسة مجلس الوزراء التي تعقد صباح غد الثلاثاء بدل الأربعاء، وفي السراي الكبير بدل بعبدا، لمناقشة جدول أعمال من 62 بنداً، ليس من بينها مشروع قانون الانتخاب الذي يضغط عبثاً وزير الداخلية مروان شربل لوضعه مجدداً على الطاولة، بعدما لمس اجتماع بعبدا السبت الذي خصص لأجله، أن لا أحد من الطبقة السياسية متحمّس للقانون الانتخابي على أساس النسبية.
وقالت أوساط رئيس الحكومة رداً على سؤال من "اللواء"، عن تعليقها على مواقف باسيل، "إن كل الكلام سواء المباشر أو التلميح والإيحاءات لا يغيّر من الواقع شيئاً، ولا من توجّه الرئيس ميقاتي بأن تكون عملية الكهرباء شفافة وتراعي الأصول"، مشيرة إلى أن اجتماع السراي بعد ظهر اليوم مع الوزير باسيل، وبحضور الوزير محمد الصفدي ما يزال قائماً، ويفترض أن يحسم مسألة إعادة التفاوض مع الشركتين التركية والأميركية، للوصول إلى تحديد السعر الأفضل والعادل، في ضوء ما تقرر في مجلس الوزراء بتخفيض الكلفة وتخفيض كمية الميغاوات للباخرتين أو الباخرة الواحدة.

وردّ باسيل ليلاً على أوساط ميقاتي، داعياً إياه إلى إخراجه من موضوع المفاوضات، وأن يوصلها لخواتيمها بالشكل السريع والجدي والعلمي.
وأوضحت مصادر مطلعة أن الاجتماع الذي خصص لمشروع قانون الانتخاب، في بعبدا، وجمع الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي في حضور الوزير شربل، اقتصر على إجراء قراءة وجوجلة لاقتراحات عدد من الباحثين والخبراء في موضوع النسبية، بعد أن جمّد البحث فيه، تحت ضغط اعتراض عدد من الوزراء والقيادات السياسية، مشيرة إلى اجتماعات وجلسات أخرى مماثلة ستعقد، قبل أن يستأنف مجلس الوزراء البحث فيه مجدداً، مؤكدة ان اعادة مناقشة المشروع لن يستأنف إلا بعد الانتهاء من مشروع موازنة العام 2012، بعدما وافق مجلس الوزراء اخيرا على مشروع قطع الحساب الذي قدمه الوزير الصفدي للسنوات 2006 لغاية 2010.
اما البارز في جدول اعمال مجلس الوزراء الثلاثاء، فهو طلب وزارة المال سلفة خزينة بقيمة 8900 مليار ليرة، وطلب الشؤون الاجتماعية اعتمادا بقيمة مئة مليون ليرة لمساعدة النازحين السوريين، وعرض وزارة المال لتخمين الشقق المتضررة من وصلة المنصورية التي سيجري فيها مد خطوط كهربائية للتوتر العالي.
واضيف بند جديد يتعلق بالتعرفة الاستشفائية ودفع مستحقات المستشفيات لحل المشكلة العالقة بين الجسم الاستشفائي والضمان.

مهرجان القوات
وحظd مهرجان "القوات" بالذكرى الثامنة عشرة لحل الحزب، بحضور لافت لقوى 14 آذار، ومشاركة عربية جمعت اطياف الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وتوج بكلمة مدوية لرئيس الحزب سمير جعجع اطلق فيها مواقفه من المستجدات على الساحتين المحلية والعربية، موجها رسائل مختلفة إلى الجهات في الداخل والخارج، وان كانت تركزت على الازمة في سوريا، وانتقاد لاذع للتيار العوني.
واقترح جعجع بعد ابرازه ممارسات القتل والعنف بحق السوريين، ان يكون الحل للازمة السورية بـ "الدعوة إلى استفتاء شعبي حقيقي برعاية جامعة الدول العربية ومجلس الأمن"، متوجهاً إلى الثوار العرب والسوريين على وجه الخصوص بالقول: "للحرية الحمراء باب بكل يد مضرّجة يدق".
وما بين ربيعي لبنان والعرب، اللذين حضرا بقوة في احتفال "القوات"، هاجم جعجع بعنف "خريف" الدولة اللبنانية والتيار الوطني الحر، داعيا شباب وشابات التيار العوني، إلى البدء "بربيعهم"، بعدما باتت ممارسات الاصلاح والتغيير في لبنان، تهدد نوعية العمل السياسي، متسائلاً: "مرّ عليهم في السلطة الآن، وفي أكثر الوزارات علاقة بحياة الناس، من ماء وكهرباء واتصالات وعمل وعدل، اقلّ من عام بقليل، فماذا بان من اصلاحهم، واين لمسنا تغييرهم؟"، ومجيبا: "التغيير الوحيد الذين أقدموا عليه كان تغيير شربل نحاس، الوزير الوحيد من بينهم، الذي كان يحمل أفكار اًاصلاحية وتغييرية، ولو كنا لا نوافق على معظمها".

السابق
حزب الله والدولة: تفاضل في السوء
التالي
الشرق: كلينتون: الاسد فقد شرعيته وعواقب وخيمة اذا واصل العنف