الشرق: كلينتون: الاسد فقد شرعيته وعواقب وخيمة اذا واصل العنف

اعترف المجتمع الدولي، في ختام اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي عقد في إسطنبول، امس بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا للشعب السوري، لكنه لم يشر إلى فقدان حكومة الرئيس بشار الأسد للصلاحية. كما دعا البيان الختامي للمؤتمر إلى "دعم كامل" لـخطة الموفد الدولي الخاص إلى سوريا كوفي أنان، مع "تحديد مدة زمنية لتطبيقها".
واعلن وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ان مؤتمر اصدقاء سوريا اعترف بالمجلس الوطني ممثلا شرعيا للشعب السوري، مؤكدا ان "33 دولة طلبت ان تنفذ النقاط الست بخطة البعوث الاممي الى سوريا كوفي أنان"، ومشيرا الى انه "سوف نتابع تقرير أنان امام مجلس الامن وسنواصل مشاوراتنا ولكن لن نترك النظام السوري يستنفذ فرصة اخرى وهي الاخيرة بشأن الازمة السورية".

واعتبر أوغلو في مؤتمر صحافي اعلن فيه البيان الختامي لمؤتمر "اصدقاء سوريا" الذي عُقد في اسطنبول ان "الوضع داخل سوريا سيتحسن وسيكون هناك مستقبل باهر للشعب السوري ينعم فيه بالكرامة والرفاهية".
ولفت اوغلو الى ان المجتمعين اكدوا دعمهم للشعب السوري، واضاف "ملتزمون تقديم العملية السلمية التي تقودها سوريا، كما قررنا زيادة المساعدة الانسانية لسوريا، واعلنا دعمنا الكامل للدول المجاورة التي تستضيف اللاجئين السوريين".
وكشف ان "المجلس الوطني السوري ممثل شرعي لجميع السوريين، وهو مؤسسة بشكل مظلة تجمع كل المعارضة السورية، ونرحب بنجاحه بأن يكون شاملا لكل الافرقاء"، مؤكدا دعم المجتمعين "لمهمة انان ولكن لا ينبغي النظر عليها بأنها مهمة لأجل غير مسمّى".
واشار الى ان "الوضع الانساني يتدهور بشكل مستمر في سوريا، ومسؤولية كل المنظمات الدولية مساعدة الشعب السوري لبقائه على قيد الحياة".
وأكد أوغلو انه "من حق الشعب السوري ان يدافع عن نفسه في وقت تستعمل المدفعية ويتم استخدام للاسلحة الثقيلة في وجهه"، مثمنا خطة انان "لانها تقول للنظام السوري انه عليه ان ينفذ الخطة العربية"، مشيرا الى انه "لا يجب ان يتم قراءتها خطأ بأنها اعطاء مزيد من الوقت للنظام السوري"، مشددا على ان "الرسالة الصادرة عن اجتماع اليوم واضحة للشعب السوري، بأننا لن نتخلى عنه بل يحظى بالتضامن الكامل منا، وسنقوم بما يمكن لمنع القتل والمآسي في سوريا".
وذكرت مصادر من المؤتمر أن دول مجلس التعاون الخليجي مستعدة لتقديم ملايين الدولارات إلى المجلس الوطني السوري المعارض لدفع رواتب جنود انشقوا عن الجيش السوري للانضمام إلى الجيش السوري الحر المعارض.
وقال ديبلوماسي غربي مشارك في المؤتمر إن اجتماع "أصدقاء سوريا" الذي يضم أكثر من سبعين دولة سيعمل على الاتفاق على إجراءات إضافية لحماية الشعب السوري.
وأوضح الديبلوماسي أن الإعلان الختامي ينص على أن يتخذ أصدقاء سوريا إجراءات إضافية لحماية المدنيين، ويعترف بشرعية خطوات اتخذها الشعب السوري للدفاع عن نفسه ضد قوات الأسد.

اردوغان
وفي كلمته الافتتاحية دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلى رسالة واضحة للنظام السوري مؤداها أن "البقاء في الحكم غير ممكن ما دمت تظلم شعبك".
وطالب أردوغان بعمل موحد من قبل المجتمع الدولي لوقف المذابح في سوريا. وأضاف "علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي". وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته في وقت تعرقل فيه روسيا والصين، العضوان الدائمان فيه، أي قرار ضد دمشق.
كما قال إن الأسرة الدولية "لن يكون أمامها من خيار سوى دعم حق السوريين في الدفاع المشروع عن أنفسهم إن لم يتحرك مجلس الأمن الدولي لوقف العنف الدموي في سوريا". وقال إن النظام السوري لم ينفذ خطة المبعوث الدولي كوفي أنان حتى الآن، وعليه أن يحترم إرادة شعبه. وأضاف أن "هذا النظام ليس عادلا، والشعب السوري سيعجل مصيره بنفسه، ولا حق لأحد في أن يقتل هذه الأرواح البريئة".

حمد بن جاسم
كما ألقى رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني كلمة اتهم فيها النظام السوري بشراء الوقت، وقال إن هذه الأساليب لن تنطلي على أحد.
وحذر من أن جهود الإغاثة الإنسانية لا تزال معطلة بسبب ممارسات النظام، وشدد على دعم خطة أنان، مع التأكيد على مبادرة الجامعة العربية وما تتضمنه من إرسال قوات عربية مشتركة وإنشاء مناطق آمنة وتوفير كافة أشكال الدعم والمساعدة للشعب السوري.
ودعا رئيس الوزراء القطري لممارسة كافة أشكال الضغط السياسي على النظام السوري من أجل الإصلاح واحترام حقوق الإنسان. كما شدد على ضرورة توحيد كافة أطياف المعارضة السورية.

العربي
وبدوره دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لتوفير الدعم لخطة أنان والتنفيذ الفوري والكامل لبنودها. كما دعا مجلس الأمن للعمل دون إبطاء لإصدار قرار تحت أحكام الفصل السابع لوقف القتال فورا ونشر المراقبين فورا ودون إهدار المزيد من الوقت.
وحذر العربي من منزلقات خطيرة للوضع في سوريا تهدد بما يشبه الحرب الأهلية وبما يهدد مستقبل الاستقرار في المنطقة. كما دعا المعارضة لتوحيد صفوفها، ودعا لمؤتمر جامع يضم المجلس الوطني السوري وكافة أطراف المعارضة.
وشدد على رفض التدخل الخارجي في سوريا، وقال إن مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري بعيدا عن أي تدخلات خارجية، مشيرا إلى ضرورة وضع سقف زمني لخطة أنان.
المعارضة السورية
من جهته انتقد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون ما سماه تردد المجتمع الدولي، وقال إن المحصلة الإجمالية للإطارين العربي والدولي لم تكن في مستوى تصعيد النظام. وقال إن الموقف الدولي شجع النظام على الإمعان في قتل الشعب والحديث عن انتصار مزعوم.
كما قال إنه ينبغي عدم تجاهل الدعم الذي يتلقاه النظام من جهات دولية وإقليمية. وتحدث غليون عن خطوات لتوحيد المعارضة السورية، وقال إن المجلس الوطني يعمل على تنظيم الجيش الحر وتوحيده لحماية المدنيين، وحشد دعم المجتمع الدولي والحكومات الصديقة.
وأشار إلى لجنة تحضيرية للقاء تشاوري لتوسيع المجلس الوطني وإعادة هيكلته، مع إقرار وثيقة العهد الوطني التي تشكل ركيزة للدولة الوطنية المنشودة كدولة مدنية وديمقراطية وذات سيادة وتحترم حقوق الإنسان مع دستور يرفض التمييز بين أي من مكونات الشعب السوري.
كما طالب باعتراف دولي بالمجلس الوطني السوري كممثل للشعب السوري، ودعا لموقف عملي جاد في هذا الصدد. وختم بقوله "النظام سيسقط حتما فلا تطيلوا زمن المأساة والمعارضة تتوحد، فبات عليكم أن تتوحدوا والشعب السوري لن ينسى من يدعمه وألف تحية لربيع العرب".

هيلاري كلينتون
من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، لحظة انعقاد المؤتمر بأنها "ملحة بالنسبة لسوريا والمنطقة،" مضيفة أنه بعد أسبوع من طرح مبادرة انان فإن نظام الأسد الذي وعد بتطبيقها لم يقم إلا بإضافة بند جديد على قائمة التعهدات التي وعد بها دون أن ينفذها لجهة وقف إطلاق النار وسحب القوات المسلحة من المدن والسماح بالتظاهر ودخول الصحافة والمساعدات.
وأضافت الوزيرة الأميركية: "عوض الانسحاب، شنت قوات الأسد عمليات جديدة في مدن وبلدات سوريا، بما في ذلك عمليات في محافظتي حلب وإدلب، وعوض إدخال المساعدات الإنسانية شددت القوات الحكومية من حصارها على أحياء في حمص ومناطق أخرى".
ودعت كلينتون العالم إلى "الحكم على الأسد بموجب الأفعال لا الأقوال. وكشفت كلينتون عن تشكيل لجنة دولية للإشراف على تطبيق العقوبات المفروضة على سوريا.
واستبقت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون مؤتمر اسطنبول لتقول لـ CNN إن الدول الصديقة لسوريا "ستناقش الطرق المتاحة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري، وسبل إيجاد تنظيم سياسي للمرحلة الانتقالية، بالإضافة إلى مناقشة كيفية مساعدة المعارضة السورية".

"الأسد يتلكأ"
من جانبها، قالت بريطانيا إن ما تصفه بتلكؤ الرئيس السوري بشار الأسد في تنفيذ خطة السلام التي طرحها أنان "سيؤدي إلى مزيد من الضغط عليه في مجلس الأمن، وربما إلى زيادة تمويل الحكومات الأجنبية للمعارضة السورية". وقال وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني: "لقد قبل الأسد خطة السلام التي اقترحها انان، لكن قواته واصلت قصفها بنيران المدفعية وقذائف الهاون لحي مؤيد للمعارضة في مدينة حمص".
دمشق
من جانبها، وصفت دمشق اجتماع اسطنبول بأنه" مؤتمر أعداء الشعب السوري". وقالت الوكالة الرسمية السورية للأنباء "سانا" إن "أعداء الشعب السوري يجتمعون في اسطنبول لتعطيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة في سوريا".
واعتبرت الوكالة في بيان إن "عنوان المؤتمر الأبرز هو الالتفاف على التوافق الدولي وعلى مهمة أنان التي تشكل أرضية مقبولة لحل الأزمة في سوريا".

السابق
اللواء: 62 بنداً أمام مجلس الوزراء غداً وخرق عوني لهدنة الحلفاء مع ميقاتي
التالي
الانباء: التيار العوني يصف جعجع بحكيم أفريقيا وسائر دول المغرب العربي