يوم الارض: 3 ملايين شخص شاركوا.. وخلافات قصّرت مدة الاحتفال جنوباً !!

لم تكن صدفة عندما أعلن "يسرائيل كيننغ" مسؤول اللواء الشمالي في كيان الاحتلال عن مخططه المشهور والذي عرف في ما بعد بـ "وثيقة كيننغ"، والذي بات مخططاً شاملاً لهذا الكيان الاستيطاني، ليس بخصوص أراضي الجليل وحسب، وإنما كذلك بالنسبة لأراضي الضفة المحتلة في العام 1967. لجعلها يهودية خالصة، وما يجري اليوم مقارنة بـ "وثيقة كيننغ" يدلنا على ان فحوى الوثيقة، هو سياسة شاملة من خلال تكثيف الاستيطان، وتضييق مناطق سكن شعبنا الفلسطيني بتحويلها إلى مهاجع نوم وكوابيس.

اليوم مع حلول الذكرى السادسة والثلاثين "ليوم الأرض" لم يتخل الكيان الاستيطاني عن محاولاته، وفي المقابل لم يتخل أيضاً شعبنا الفلسطيني ومعه عمقه القومي وأحرار العرب، عن إصراره بان أرض فلسطين من البحر إلى النهر هي أرض واحدة، وأن الأرض كانت ولا زالت مركز الصراع مع هذا العدو، لذلك لم يكن يوم الأرض في 30 آذار 1976 يوم الانتفاضة الشعبية الاولى داخل المحتل من أرض فلسطين منذ عام 1948 في الجليل والمثلث والنقب فحسب بل كان أيضا يوما

لكن أدت خلافات نشبت بين مشاركين في المهرجان الذي أقيم امس لمناسبة "يوم الارض" في باحة قلعة الشقيف في أرنون جنوب لبنان، الى تفريق المشاركين وفض الاحتفال عند الثالثة عصراً اي قبل ساعتين ونصف الساعة من الموعد المحدد لانتهائه. وتردد أن أسباباً عدة لعبت دوراً في إفشال التحرك أبرزها "تزاحم بعض المشاركين من احزاب لبنانية وفلسطينية للظهور أمام الكاميرات وتراتبية الكلمات، فضلاً عن خلافات كانت وقعت عشية التحرك حول التنسيق والتمويل ومطالبة البعض بتبديل وجهة التحرك نحو مارون الراس أو كفركلا – بوابة فاطمة" ورشق حجارة على الجنود الاسرائيليين في الجانب الآخر من الحدود بذريعة أن ارنون بعيدة من الحدود. وقالت مصادر واكبت التحرك ان الفرقاء اللبنانيين المعنيين بحسن سيره وضبط المشاركين، "لم يبذلوا جهوداً كافية لانجاحه، ما ادى الى عدم مواصلة التجمع". وتسبب ذلك بتوجه بعض الشبان إلى الوادي المحاذي للقلعة وبالتالي اقترابهم من منطقة جنوب الليطاني وهو الأمر الذي كان منظمو التحرك تعهدوا للقوى العسكرية والامنية بعدم حصوله منعاً لتكرار حادثة مارون الراس في ايار (مايو) من العام الماضي والتي سقط ضحيتها عدد من الشبان الفلسطينيين. وكاد تسلل الشبان الى الوادي يتسبب بإصابات في صفوفهم نظراً الى ارتفاع التلة التي على حافتها القلعة، غير أن الامر ادى الى سقوط شاب واحد وارتطامه بصخرة، فأصيب بجروح نقل على اثرها الى المستشفى.


أما في المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948، شارك الآلاف في إحياء "يوم الأرض"، ورفعت لافتات اكدت التمسك بالارض ونددت بسياسة التهويد والتمييز العنصري ضدها، ودعت الى انهاء الاحتلال. وشهد بعض التظاهرات ملاسنات على خلفية عدم اعلان لجنة المتابعة الاضراب العام في البلدات العربية. من جانبه، رفع الجيش الاسرائيلي حال التأهب في صفوفه، وتابعت المؤسسة الامنية بترقب النشاطات الاحتجاجية في الاراضي الفلسطينية والاردن ولبنان وسورية تحسباً لمحاولات الاقتراب من الحدود.

أما في الضفة الغربية، فكانت المشاركة في فعاليات "يوم الارض" أقل من المتوقع بكثير، ما عزاه مراقبون الى حال الاحباط من عملية السلام والانقسام الوطني. رغم ذلك، احتشد المئات من الناشطين وانصار السلام في ثلاث نقاط في القدس هي مخيم قلنديا حيث وقعت اشتباكات مع الجيش، وقبر راحيل قرب بيت لحم، وباب العمود على مدخل البلدة القديمة، وذلك بالتزامن مع تظاهرات في بلدات اخرى من الضفة والقدس حيث سقط جرحى من المتظاهرين خلال مواجهات مع الشرطة الاسرائيلية.
وفي قطاع غزة، انطلق المتظاهرون، يتقدمهم قادة الفصائل من المحافظات المختلفة، باتجاه بيت حانون (ايرتز) على الحدود حيث اصيب شبان برصاص الجيش.

أما بالنسبة الى دول الجوار (التي لها حدود مع اسرائيل)، فكان أنجح تحرك لمناسبة "يوم الارض" ذلك الذي تم تنظيمه على الضفة الشرقية لنهر الاردن لجهة حسن الإعداد ومشاركة آلاف الاردنيين والفلسطيني فيه، إضافة الى 80 وفداً عربياً واجنبياً و4 حاخامات من حركة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية الذين تسببوا بمشادة كلامية محدودة مع شبان احتجوا على مشاركتهم. وأعلن منسق التحرك ربحي حلوم ان "ليس من هدف المسيرة اقتحام الحدود" بل ايصال ثلاث رسائل للمجتمع الدولي هي ان "القضية الفلسطينية عالمية، واظهار عجز الآلة العسكرية الاسرائيلية امام الجماهير، والتذكير بأن الاحتلال زائل". رغم ذلك، حاول شبان الركض فرادى باتجاه النهر في مسعى الى الوصول الى الاراضي الفلسطينية.

ورغم الانشغال السوري بالوضع الداخلي، تجمع المئات وسط دمشق في اطار فعاليات "مسيرة القدس العالمية" في "يوم الارض" للتأكيد على وقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني لاسترجاع اراضيه والاستمرار بنهج المقاومة. كما تظاهر مئات الاشخاص في تونس حيث اعلنوا دعمهم الفلسطينيين في هذه المناسبة، ورفضوا كل اشكال التطبيع مع اسرائيل.

السابق
يوم الأرض
التالي
النهار: قانون الانتخاب يُسحب من الأدراج ونصر الله: الحكومة باقية بالسياسة